الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يونيو.. حرب تحرير كاملة!


أحمد الله، وأتباهى بنفسي جدا، لمواجهتى لجماعة الإرهابيين، الإخوان، صهاينة الإسلام، طوال وجودهم في الحكم، مع أغلب فريق مجلة روزاليوسف، بقيادة رئيس التحرير القوى الجريء، الراحل عصام عبدالعزيز.

لن أنسي ما حييت أن ترك هذا الكاتب الوطنى المساحة لى ولزملائي لنفضح فيها كل تفاصيل المشهد الإخوانى، وقت حكمهم ومن تاريخهم السري، وكنا أول من أطلقنا توصيف "سنة سودا" على حكم مرسي.

وأتحدى، والأرشيف حاكم، أننا في روزاليوسف وقتها، كنا مواجهين بالكلمة والموقف والواقعة لكل عنصر من عناصر الإخوان، وأول من فضحنا خطة الأخونة، وكان للقاضى الجليل الذي أعطيته كنية "ابن محجوب"، دور بطولي كبير، يجب أن يقدر عليه، حيث كان أول من كشف عن خيانة مرسي، وهو رئيس من خلال قضية الهروب من السجن، وكنا في روزاليوسف أول من نشرنا هذه التفاصيل، وكان مرسي رئيسا!

كانت سنة فارقة، وضعنا فيها مصائرنا وحياتنا على الرف، من أجل الوطن والدين، كان من يقف أمامهم يموت كل يوم بطريقة العصابات القذرة، أو على الأقل ينال "علقة موت"، كتحذير، وحصلت على نصيبى من التهديدات، لكنهم ارتعبوا من الوصول لمرحلة علقة الموت أو التصفية أو الاعتقال على الأقل ، أو أجلوها، لكنهم حاصرونا ماليا، بشكل لم يحدث في تاريخ روزاليوسف، الذي قارب على القرن!

لا أتباهى، بأنى وأنا رئيس تحرير تنفيذى لمجلة روزاليوسف، واجهت رئيس جمهورية مصر العربية، لأن هذا الخائن الجاسوس الصهيونى المتأسلم، لم أعتبره يوما رئيس مصر، بل خاطف الدولة الأبية التاريخية، هو وجماعته الإرهابية، فهم هسكوس منا فينا، أو تتار مصريين.. لم أنس أنهم قالوا طظ في مصر، فكيف يحكمونها؟!، ولم أنس أنهم ركعوا شكرا عند هزيمتنا في ٦٧ ، من سيدتهم إسرائيل، فكيف يقودوننا؟!، فكان القرار هو المواجهة حتى الموت، لا يهم الولد، طالما أنه لن تكون هناك بلد، لا يهم أي شيء طالما ينهار الدين المحمدى باستهدافهم له بخرابياتهم، التى يدعونها أدبيات.

لا أدعى أية بطولة، لكن الأرشيف بيننا وبينكم، وأتفاخر به جدا، ما حييت، فكانت تصدر الأوامر الإخوانية كل أسبوع، لوقف وإغلاق روزاليوسف، لكنهم كانوا مرعوبين من القرار، وجبنوا على اتخاذه، واكتفوا بحرب تجويع وتعطيش، آملا في قيام العمال والموظفين وغيرهم من الصحفيين علينا، لكن هيهات كنا يدا واحدة.. أوقفوا طباعة المجلة والجريدة لقرابة الشهر، وخرجنا لشارع قصر العينى، اعتراضا على استهداف الإخوان"صهاينة الإسلام" لنا، وكان الجميع متكاتفا، حتى عادوا عن قرارهم، ولم نتراجع عن سياستنا، كتبنا تفاصيل هروب مرسي وأعوانه من السجن، ومرسي رئيسا، وكشفنا مخطط الأخونة في كل مؤسسات الدولة بقيادة الشاطر، وروجنا لحركة تمرد من أول لحظة.. واخترقنا اعتصام رابعة عدة مرات، لنفضح ترتيباتهم فيه، وكشفنا عن دورهم الإرهابي في سيناء، منذ أول لحظة.. وكانوا يهربون من أى حوار معنا، لأنهم يعرفون أسلوبنا، فعرضت على الكتاتنى والعريان والبلتاجى إجراء مواجهات حوارية، لكنهم كانوا يتهربون، لأنهم يعرفوننى ويعرفون روزاليوسف، وهم أضعف وأجهل من المواجهة، وكنت أرفض عرض الأسئلة عليهم.. بأية حجة.

لا ندعى بالمرة، أن هذا كان بالتنسيق المباشر مع أجهزة ما، لكن بالتأكيد كانت هناك متابعة ما، مع قرابة نهاية سنة الإخوان السوداء، ظهرت معنا في المواجهة الأهرام العربي، في وقت كان الجميع متوائما، وأكرر الأرشيف حاكم، لكن تحركت الأغلبية بعد الإعلان الدستورى الفاشى الشهير، بشكل أو آخر، لكن كان هناك متوائمين مع الإخوان يصلون لمناصب الآن.

٣٠ يونيو، بالنسبة لى حرب تحرير، وليست مجرد ثورة جليلة، جمعت بين شعب واع، وجيش وطنى، ومخابرات محترفة، ودولة أبية على الخونة، لكنها بالفعل حرب تحرير حقيقية لمصر دولة ومجتمع، من الإرهاب والرجعية والظلامية والخيانة، وكنت أتمنى أن يديم الله علينا روح يونيو بشكل كامل.

لن أنسي ما حييت، عندما لطمت على وجهى صدمة، عند إعلان فوز الإخوان بالحكم، خاصة أنى كنت عالما بالكواليس، التى عرفها الجميع فيما بعد، ولن أنسي أننا قبل أيام من ثورة يونيو، وفي العدد الأخير، قبل ٣٠ يونيو، أعطينا المجلة عنوانا رئيسيا، هو، النهاية!.. قصدنا فيه نهاية صهاينة الإسلام، بكل معنى الكلمة، لأن ثقتنا في الشعب والدولة العميقة كانت كبيرة، فلا يمكن أن يحكم مصر جاسوس أممي، وكان رئيس التحرير الراحل، قلقا جدا، وحدثنى تقريبا بعد صلاة جمعة ٣٠ يونيو، وقال لى يا إسلام، مفيش حد نزل، هانعمل إيه، وإحنا قائلين إنهم انتهوا؟! .. رددت بصوت عال، حيث كانت تملأ الأجواء الهتافات: ياأ. عصام، أنا في مسيرة متجهة للاتحادية ومعايا أصدقائي، والناس كتير أوى، انزل من المكتب وشوف واطمن، المصريين قاموا واتحركوا فعلا.. وكان يبلغنى اصدقائي في التحرير بما يحدث في الجانب الآخر من العاصمة، وأصدقائى في المحافظات يهللون بالتكبيرات في وجه الإرهابيين، فاتصلت به وقلت إنها البداية، وبالفعل كان عنوان العدد الذي تلى ثورة يونيو وبيان ٣-٧ التاريخى، هو البداية، رغم حزنى لبقاء السلفيين في الصورة.

لكنى واثق في يقظة الشعب والدولة في مواجهتهم ومواجهة أمثالهم، مهما كانت الظروف والأخطاء، فنحن نختلف في بيتنا، ولن يدخل الإرهابيون بيننا مرة أخرى، المهم ألا ننسي، ونربي أبناءنا على أن الإخوان وغيرهم من المتأسلمين خونة دين ووطن، فلا تنسوا أشهر عبارات الماسونى حسن البنا، إن الدين عند الله الإخوان!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط