موسكو الرابح الأكبر من بيع S400 لتركيا .. تعميق خلافات أنقرة وواشنطن وخلخلة الناتو أبرز المكاسب الروسية

تركيا تعلن وصول 4 شحنات من منظومة صواريخ إس 400
عضوية الناتو والمقاتلة إف 35 أبرز أسباب الرفض الأمريكي للصفقة
أنقرة تدرس شراء منظومة الباتريوت الأمريكية

أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم السبت، استمرار وصول معدات منظومة "إس-400" الروسية، إلى البلاد، لليوم الثاني على التوالي. وقالت الوزارة في البيان: "يستمر شحن معدات المنظومة. وفي هذا الإطار هبطت طائرة رابعة إلى قاعدة مرتد بأنقرة".

وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت وصول أول مجموعة من أجزاء منظومة "إس-400" الروسية إلى مطار عسكري في أنقرة، وقالت مصادر دبلوماسية روسية إن عملية تسليم منظومة الصواريخ "إس-400" إلى تركيا، ستتم على ثلاث دفعات الأولى والثانية جوا والثالثة بحرا.

وتعد منظومة "إس-400" واحدة من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورا بالعالم حاليا، وهي من إنتاج شركة "ألماز-أنتي"، المملوكة للحكومة الروسية. ودخلت المنظومة الخدمة في الجيش الروسي عام 2007، وتعتبر ترقية لمنظومة الدفاع الجوي "إس-300" التي تم تطويرها في تسعينيات القرن الماضي.

ومنذ أعلنت تركيا عن رغبتها في شراء المنظومة الروسية، بسبب ما ترصده من تهديدات جوية خطيرة عليها، ثار غضب واشنطن التي رفضت الصفقة بشكل قاطع، بل وهددت بفرض عقوبات على الجانب التركي إذا أتم تنفيذ هذه الصفقة.

يقول محللون عسكريون إن الرفض الأمريكي لإتمام الصفقة يعوده في أساسه إلى سببين رئيسيين، السبب الأول الشراكة التركية في مشروع المقاتلة الأمريكية الشبح إف 35 التي تعتبرها واشنطن فخر الصناعة العسكرية الأمريكية والتي تعتبر أيضا أحدث طائرة في العالم، فالجمع بين منظومة الصواريخ الروسية والطائرة الأمريكية ربما يتيح للجانب التركي التعرف على ثغرات في الطائرة الأمريكية وربما نقل تلك الثغرات إلى الجانب الروسي.

أما السبب الثاني للرفض الأمريكي فيرجع إلى عضوية تركيا في حلف الناتو، الذي يتنتهج سياسات تنافسية وعدائية مع روسيا وصناعاتها العسكرية، وهي ترفض أن تقوم أي دولة عضو في حلف الناتو بشراء أسلحة من روسيا.

ويرى محللون أن النجاح الروسي في تنفيذ صفقة الصواريخ مع تركيا بمثابة انتصار أدبي للجانب الروسي على الأمريكي، وربما يكون المسمار الأول لشق الشرخ في صفوف حلف الناتو.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قد أعلنت وقف تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلات إف-35 في قاعدة جوية أمريكية بولاية أريزونا، وأمهلت أنقرة حتى يوم 31 يوليو الجاري، للتراجع عن شراء نظام صواريخ "إس-400" من روسيا.

وأعلنت تركيا أنها لا تزال تبحث العرض الأمريكي لها بشراء منظومة صواريخ الباتريوت الأمريكية، التي كانت واشنطن قد عرضتها على أنقرة مقابل التخلي أيضا عن شراء المنظومة الروسية المتطورة.

وصممت منظومة "إس 400" المضادة للصواريخ والطائرات عام 2007 بهدف اعتراض وإسقاط أي تهديد جوي، سواء كان صاروخا أو طائرة، ويصل مداها إلى 400 كلم ويمكن نشرها خلال 5 دقائق.

وسبق للصين أن اشترت هذه المنظومة عام 2014، وبدأت عمليات التسليم رسميا في أبريل 2018 وجرت أولى التجارب الصينية لهذه المنظومة نهاية يونيو 2019.