الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا لن يتدخل الإنجليز.. تفاصيل إجابة هيكل على سؤال خطير لـ عبد الناصر قبل ثورة 23 يوليو

الرئيس الراحل جمال
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر - الكاتب الصحفي محمد حسني هيكل

"الإنجليز لن يتدخلوا لأنهم لا يملكون وسائل التدخل"، عبارة خطيرة أطلقها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، في لقاء مصيري جرى مع البكباشي جمال عبد الناصر والصاغ عبد الحكيم عامر، في منزل اللواء محمد نجيب يوم 18 يوليو 1952.

كان هذا اللقاء قبل الثورة بأيام، وحصل من خلاله الرئيس عبد الناصر على مجموعة من الأجوبة التي كانت تشغل تفكيره، في ظل استعداده وتخطيطه لأمر جلل كان يدبر له هو ومجموعة من الضباط في حركة سرية عرفت باسم " الضباط الأحرار"، وكشف هيكل عن تفاصيل هذا اللقاء في كتابه " بين الصحافة والسياسة".

يروي هيكل أن الأمور كانت ملتهبة في ذلك الوقت بسبب إلغاء الملك فاروق في 12 يوليو نتيجة انتخابات نادي الضباط وحل مجلسه المنتخب برئاسة اللواء محمد نجيب.

يقول هيكل إنه تحدث قائلا: "ما حدث معناه أن الجيش عاجز عن رد كرامته إزاء عدوان الملك عليه"، فرد جمال عبد الناصر قائلا: "ربما يخشى تدخل الإنجليز وتكرار ما حدث في عهد الخديوي توفيق وتدخل بريطانيا لوقف الثورة العرابية".

ويتابع هيكل: "وقتها قلت إن الإنجليز لن يتدخلوا لأنهم لا يملكون وسائل التدخل"، وهي العبارة التي أثارت اهتمام جمال عبد الناصر وجعلته يستوضح أكثر"، فاستفضت قائلا: "إذا أرادوا التدخل ضد أي حدث يجري في القاهرة فليس أمامهم غير احتلال مصر كلها وهم لا يملكون القوات الكافية لذلك، فمعلوماتي أن كل ما لديهم في منطقة القناة هو فرقة واحدة وهي على وجه القطع لن تستطيع احتلال مصر. ثم إن ونستون تشرشل عاد إلى الحكم في بريطانيا بعد وزارة للعمال رأسها آتلي، وهو يدرك أن الرأي العام البريطاني يريد سلما ولا يريد حربا. ثم إن المناخ الإقليمي للمنطقة لا يسمح لبريطانيا – وهي تواجه مشكلة في إيران بسبب تأميم البترول – أن تخوض معركة مسلحة في مصر".

ثم يواصل هيكل حديثه قائلا: "سأل عبد الناصر: هل نستطيع أن نواصل الحديث لأن الموضوع مهم، فاقترحت عليه الذهاب إلى "أخبار اليوم"، لكن عبد الناصر رفض الاقتراح على الفور: "لا.. ليس في أخبار اليوم.. لماذا لا نذهب إلى بيتك؟".

ويتابع : "في الساعة الثانية والنصف من صباح الأربعاء 23 يوليو كنت في مقر هيئة أركان حرب الجيش وكان قد أصبح مقرا لقيادة حركة جديدة قامت بها مجموعة من الضباط الشبان للاستيلاء على السلطة فيه. وباستيلائهم على السلطة فيه فإنهم استولوا على السلطة في الوطن كله".