الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلعت القاضي يكتب: الإعلام الرياضي بين المهنية والضجيج

صدى البلد



لا يوجد شك في ان قياس مدى تحضر الدول وتقدمها رياضًا بمدى ما تقدمه من إعلام متحضر وراق في مختلف وسائله المتعددة ، الأمر الذي يأخذنا للبحث عن مفهوم معنى إعلام رياضي ، والذي يكون مضمونه هو " تقديم للمعلومات والأخبار الرياضية الدقيقة والصادقة بكل موضوعية وحيادية ، والبحث عن حقائق ودلائل تساعد في ادراك وتكوين رأي في مايهم الجمهور من قضايا "
والسؤال هنا هل الإعلام المصري الرياضي يقوم بدوره ومهنيته تجاه الجمهور ومتابعيه عربيًا ؟
مؤخرًا ومع ظهور السوشيال ميديا التي تحرك وتتلاعب بكل القضايا والأخبار وتجسدها في مشاهد أحيانًا فقط تكون حقيقية وصادقة الهدف والتوجيه ومع الإنفتاح الإعلامي الهائل خاصا مع ظهور الجديد والإلكتروني ، ودخول التكنولوجيا عالم الرياضة والمتابعة الوقتية والسريعة للأحداث ، والذي هو احد الأسباب المؤثرة بشكل كبير في توجيهات الشباب وانتمائهم الرياضي والمحرك لدوافعهم . ومن هنا صار الإعلام الرياضي يمثل إشكالية كبيرة جدًا لا يمكن التغافل عنها ، او تجاهل مردودها ، فقد اصبحت بمثابة القنبلة الموقوته والتي يمكن ان تنفجر في اي وقت ومع اي حدث رياضي تاركه ورائها اضرارًا ليس من السهل علاجها وترميم أثرها .
منها ماهو إزاعيًا او تلفزيونيًا من برامج رياضية متخصصة بما يزيد عن عشرة برامج يوميًا والتي تمتد لأكثر من ثمان وعشر ساعات من استديوهات تحليلية لكرة قدم ، ونقاش وجدال وإستعراض احيانًا ، فلا يمكن الثقة بأي حال في محتوى يستمر كل هذه الساعات ويكون قادرًا على الإلتزام بقواعد مهنية متعارف عليها ،ومتعلق بالموضوعية والحياد ،وتجنب الخلط بين الخبر والرأي من جانب المحللين حول الموضوع الواحد دون (حشو ) للخبر بأسلوب يزيد من الإحتقان والتعصب بين الجمهور
وهنا تظهر لنا مشكلات لم تكن في الحسبان من إكتشاف لتمويلات ومؤسسات راعية منها ما هو مشبوه ومنها ماهو موجه لأندية وأشخاص نقف عندها على حجم الخطورة التي صار عليها المجال الرياضي ، ومدى تأثره ، ومن يقف وراءه أحيانًا .
والحقيقة أن تفاصيل المشهد كله هو إختفاء للمهنية وقواعد التأهيل العلمي مع الغياب الكامل للقوعد والقوانين التنظيمية لمجال الإعلام الرياضي بشكل عام ، ويرجع ذلك الى إقتحام المجال من غير مختص ومتعمق فى مهنية الإعلام والذي أصبح سبوبة وأكل عيش لكثير من المتطفلين الذين لا يمتون بصلة للمجال لمجرد فقط انه كان لاعبًا سابقًا ، او ارتباط ومصالح مشتركة مع اصحاب قنوات وغير ذلك من غير مختصي الإعلام ، ومنهم من لا يجيد التحدث بقواعد العربية ،والبعض يستخدم برنامجه وسيلة لتصفية حسابات وتحقيق مكاسب وشهرة ، فالجميع يحللون والبعض يقتحمون ويتحدثون دون جودة للمضمون المقدم .
وفي النهاية فإن الأمر يحتاج مهنية إعلامية ، والي نص تشريعي يفصل ويحدد من له الحق في الدخول لهذا المجال متمنين مستقبلًا أن يحذوا إعلامنا حذوا دولًا تقدمت وصدقت بكل موضوعية وحيادية حتى يتم علاج ما هو سلبي وتقوية كل محيط بنا من ايجابي ،لتكون الخلاصة إعلامًا مستنيرًا يضيء طريق تصحيح مسار الرياضة والكرة المصرية وعودة الروح والجماهير للملاعب وسط أجواء مستقرة يكون توجيهها الأول إعلامًا صادقًا .