الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تداعيات إلغاء الهند لـ الحكم الذاتي في كشمير

صدى البلد

في الوقت الذي اشتعلت فيه التوترات بين الهند وباكستان، على خليفة قرار نيودلهي بإلغاء المادة 370 المتعلقة بالحكم الذاتي لولاية كشمير، توالت التحذيرات من مغبة وتداعيات هذا القرار غير المسبوق، والذي يعتبر فضلًا جديدًا في العداء المستمر بين الدولتين النوويتين، والمستمر منذ أربعينيات القرن الماضي.

وتضمن المادة 370 من الدستور الهندي صلاحيات هائلة تمنح الحكم الذاتي للولاية ذات الأغلبية المسلمة، حيث إن المنطقة كلها متنازع عليها بين الهند وباكستان، وتطالب كل منها بالسيطرة عليها بشكل كامل، ولكن تسيطر إسلام آباد ونيودلهي على أجزاء منها فقط.

ودفع حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الهندوسي القومي قدمًا باتجاه إصدار مرسوم رئاسي يلغي الوضع الخاص لولاية جامو وكشمير "شمال" الذي كان يضمنه الدستور الهندي. كما قدم الحزب مشروع قانون ينص على تقسيم الشطر الهندي من كشمير إلى منطقتين خاضعتين مباشرة لسلطة نيودلهي.

وقبيل ذلك الإعلان نشرت الهند تعزيزات عسكرية من عشرات آلاف الجنود في المنطقة، وفرضت ليل الأحد إجراءات أمنية مشددة، وقطعت جميع الاتصالات، وفي المقابل أدانت وزارة الخارجية الباكستانية الخطوة الهندية، ووصفتها بأنها "غير شرعية".

وكشمير مقسمة إلى شطرين هندي وباكستاني منذ استقلال البلدين في عام 1947. ويشهد الشطر الهندي من كشمير تمردًا انفصاليًا أوقع عشرات آلاف القتلى. ويقاتل متمرّدون كشميريون وكثير من سكان المنطقة من أجل استقلال منطقتهم أو ضمها إلى باكستان.

ويتعهد معسكر رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومي الهندوسي، الذي أعيد انتخابه في مايو لولاية ثانية، منذ زمن بإلغاء الوضع الخاص لكشمير. ويتخوّف كثر من سعي نيودلهي إلى إحداث تغيير ديموجرافي في المنطقة، عبر السماح لغير الكشميريين، وبخاصة الهندوس، بشراء الأراضي في المنطقة.

ومن شأن الخطوة أن تفاقم التمرّد الدموي القائم في كشمير، وأن تعمّق العداوة القائمة مع باكستان. وقد خاضت القوتان النوويتان الجارتان حربين من أصل 3 حروب دارت بينهما بسبب هذه المنطقة.

وصرح مسئول بارز في الحكومة الهندية بأن الخطوة ستكون عاملًا في تطوير المنطقة، مضيفًا أنه "رغم أن هدف المادة كان توفير الفرص للسكان المحليين، فإنها أحبطت الاستثمارات لأن الأشخاص من خارج المنطقة لم يكن بإمكانهم تملك الأراضي أو إحضار عمال من الخارج"

وبعد ساعات قليلة من إعلان نيودلهي، شهدت عدة مناطق بباكستان احتجاجات. وفي مظفر آباد، عاصمة الشطر الذي تديره باكستان من كشمير على بعد نحو 45 كيلومترًا من الحدود المتنازع عليها بين البلدين، رفع عشرات المحتجين أعلامًا سوداء، وأحرقوا إطارات السيارات وهم يهتفون "تسقط الهند".

كما خرجت احتجاجات في كل من العاصمة إسلام آباد، وكراتشي المركز التجاري لباكستان.

وتعليقًا على المرسوم الأخير، كتبت رئيسة حكومة جامو وكشمير السابقة محبوبة مفتي على "تويتر" إن "هذا يوم أسود للديمقراطية في الهند"، وأضافت أن "قرار الحكومة الهندية الأحادي بإلغاء المادة 370 غير شرعي وغير دستوري، وسيجعل من الهند قوة احتلال في جامو وكشمير".