بيد يكسوها الشاش والأربطة الضاغطة وقف إبراهيم حجازي، أحد أفراد طاقم التمريض بمعهد الأورام، شارداً بينما يواسيه زملاؤه، بعد قضاء يوم شاق شهد فيه كابوس الانفجار المدوي الذي هز أركان معهد الأورام، مشيدين بدوره في نقل المرضى فور اشتعال النيران بالأماكن المحيطة بمحل عمله.

ازدحمت ذاكرة "إبراهيم" بأحداث متسارعة منذ اندلاع الانفجار بداية من تناثر زجاج المعهد وتطاير زملائه من قوة دوي الانفجار، وصولًا إلى حمل المرضى غير القادرين على السير بين ذراعيه اللتين تهدلتا لإنقاذ جميع المرضى المتواجدين بالدور الخامس المتخصص بأمراض الجهاز الهضمي في دور بطولي ورجولي.
لم يكترث "حجازي" بالإصابات التي هشمت إحدى ذراعيه بعد ارتطامه بالحائط خلال حمله المرضى، وسط ستار من الأدخنة وألسنة النار المتوهجة في الواجهة الأمامية للمعهد، على حد وصفه لموقع "صدى البلد".




أحمد نتعي.. شاهد عيان
أمام كومة من الحطام والركام لجدران خرسانية لواجهة المعهد التي عايشت أنين مرضاه، وقف "أحمد نتعى"، شاب كان متواجدا خلال الحادث بأحد العقارات المجاورة بالمعهد، متذكرًا اللحظات الأولى للانفجار الهائل الذي هشم حوائط ونوافذ المعهد، والأماكن المجاورة له نتيجة ضغط الصوت والهواء، على حد تعبير "أحمد" لموقع "صدى البلد".

يسترجع "نتعى" إرهاصات الحادث بالنظر إلى أحد المقاطع التي سجلها خلال الانفجار، في تمام الساعة 11:35 مساءً، وذلك خلال وجوده بمكتب المحاماة التابع لعمه، والذي تطل شرفاته على معهد الأورام قائلًا: "أنا كنت واقف بالصدفة في الشباك وشفت عربية ماشية بالعكس والضابط كان بيجري وراها، وفي ثواني العربية انفجرت قصاد المعهد فاتفزعت ومبقتش عارف أعمل إيه من الخوف".

وتسارعت نبضات قلب أحمد من هول الانفجار، ليهدأ بعدها وينطلق نحو الشارع واضعًا يده على رأسه تعبيرًا عن المأساة التي وقعت أمام عينيه، ليجد عددا من السيارات متفحمة وجزءا من واجهة المعهد مهدمة وعددا من المصابين والموتى، وسط أصوات صراخ وعويل أهالي المرضى والمارة، ممتزجة بصافرات سارينات الإسعاف وعربات الشرطة التي هرعت إلى مكان الحادث في الحال.





تناست "وردة" صاحبة الـ40 عاما خوفها، وهرعت إلى مكان الحادث لتقديم أي مساعدة تجاه المرضى المصابين والضحايا الذين واجهوا مصير الموت دون أي ذنب، وتتحقق من أمر الانفجار ما اذا كان حدثا عاديا أم حادث إرهابي مفتعل للفتك بمرضى دون أدنى رحمة، بحد قولها لموقع "صدى البلد".