قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جنود مجهولون في حادث انفجار معهد الاورام يروون تفاصيل الواقعة.. "إبراهيم" بطل حمل المرضى وسط النيران.. فيديو وصور

حادث انفجار معهد الاورام
حادث انفجار معهد الاورام
0|احمد شريف - تصوير نور المصري

بيد يكسوها الشاش والأربطة الضاغطة وقف إبراهيم حجازي، أحد أفراد طاقم التمريض بمعهد الأورام، شارداً بينما يواسيه زملاؤه، بعد قضاء يوم شاق شهد فيه كابوس الانفجار المدوي الذي هز أركان معهد الأورام، مشيدين بدوره في نقل المرضى فور اشتعال النيران بالأماكن المحيطة بمحل عمله.
ازدحمت ذاكرة "إبراهيم" بأحداث متسارعة منذ اندلاع الانفجار بداية من تناثر زجاج المعهد وتطاير زملائه من قوة دوي الانفجار، وصولًا إلى حمل المرضى غير القادرين على السير بين ذراعيه اللتين تهدلتا لإنقاذ جميع المرضى المتواجدين بالدور الخامس المتخصص بأمراض الجهاز الهضمي في دور بطولي ورجولي.

لم يكترث "حجازي" بالإصابات التي هشمت إحدى ذراعيه بعد ارتطامه بالحائط خلال حمله المرضى، وسط ستار من الأدخنة وألسنة النار المتوهجة في الواجهة الأمامية للمعهد، على حد وصفه لموقع "صدى البلد".

ارتسم الذهول على نظرات الممرض "إبراهيم" حين وقعت عينه على المشهد القائم أمام المعهد، من سيارات متفحمة وعشرات المصابين والضحايا المنسالة دماؤهم أمام بوابة المعهد وعلى الأرصفة المقابلة، لتدفعه هذه المشاهد المأساوية إلى الإسراع في نقل المرضى قبل أن يصيبهم الأذى.
كل ما يتذكره "حجازي" من أفكاره المشتتة التي عايشت حدثا يقع أمام عينيه للمرة الأولى، حالة زملائه من أفراد الأمن وعمال النظافة الذين لقى بعضهم مصرعه في الحال، أثناء وجودهم أمام سلم المعهد لحظة انفجار السيارة.
لم ينل الممرض البطل كما يلقبه زملاؤه أي قسط من الراحة منذ الأمس، ليداوي جراحه وأنينه ببضع ضمادات، بعد إجلاء المرضى وإيجاد طريق لهم وسط النيران المشتعلة، التي عمل هو وزملاؤه على إخمادها بطفايات الحريق المتواجدة في المعهد الطبي.

أحمد نتعي.. شاهد عيان

أمام كومة من الحطام والركام لجدران خرسانية لواجهة المعهد التي عايشت أنين مرضاه، وقف "أحمد نتعى"، شاب كان متواجدا خلال الحادث بأحد العقارات المجاورة بالمعهد، متذكرًا اللحظات الأولى للانفجار الهائل الذي هشم حوائط ونوافذ المعهد، والأماكن المجاورة له نتيجة ضغط الصوت والهواء، على حد تعبير "أحمد" لموقع "صدى البلد".


يسترجع "نتعى" إرهاصات الحادث بالنظر إلى أحد المقاطع التي سجلها خلال الانفجار، في تمام الساعة 11:35 مساءً، وذلك خلال وجوده بمكتب المحاماة التابع لعمه، والذي تطل شرفاته على معهد الأورام قائلًا: "أنا كنت واقف بالصدفة في الشباك وشفت عربية ماشية بالعكس والضابط كان بيجري وراها، وفي ثواني العربية انفجرت قصاد المعهد فاتفزعت ومبقتش عارف أعمل إيه من الخوف".


وتسارعت نبضات قلب أحمد من هول الانفجار، ليهدأ بعدها وينطلق نحو الشارع واضعًا يده على رأسه تعبيرًا عن المأساة التي وقعت أمام عينيه، ليجد عددا من السيارات متفحمة وجزءا من واجهة المعهد مهدمة وعددا من المصابين والموتى، وسط أصوات صراخ وعويل أهالي المرضى والمارة، ممتزجة بصافرات سارينات الإسعاف وعربات الشرطة التي هرعت إلى مكان الحادث في الحال.


وحاول الشاب المساعدة في نقل المصابين الغارقين في دمائهم إلى عربة الإسعاف، وانتشال بعض الأشخاص الذين سقطوا في مياه النيل من شدة الانفجار الذي أطاح بالسور الحديدي القابع أمام المعهد.
الفزع والرعب وهو الأمر الذي لازم "وردة"، أحد سكان منطقة قصر العيني، بعد اهتزاز منزلها من قوة الانفجار، بالرغم من بعده عن مكان الحادث المفجع، بحسب وصفها.


من الوهلة الأولى منذ سماع "وردة" لصوت الانفجار، اعتقدت أنه ناجم عن اشتعال قنبلة شديدة الانفجار، ولكنها لم تتوقع أن هذا الانفجار أمام الواجهة الأمامية لمعهد الأورام الذي يأوي أطفالًا وشيوخًا يعانون من المرض الخبيث.
تملك جسد "وردة" الرعشة والتوتر لشعورها بالخوف والهلع الذي كاد يخلع قلبها من بين أضلعها، على حد تعبيرها، لتتريث قليلا وتقوم بفتح نافذتها لترى سحابة من الدخان والنيران تحيط بأحد المباني البعيدة، لتهرع نحو التلفاز وتشاهد الشريط العاجل بإحدى القنوات الإخبارية لتصدم باندلاع انفجار هائل بجوار معهد الأورام.
تناست "وردة" صاحبة الـ40 عاما خوفها، وهرعت إلى مكان الحادث لتقديم أي مساعدة تجاه المرضى المصابين والضحايا الذين واجهوا مصير الموت دون أي ذنب، وتتحقق من أمر الانفجار ما اذا كان حدثا عاديا أم حادث إرهابي مفتعل للفتك بمرضى دون أدنى رحمة، بحد قولها لموقع "صدى البلد".