الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سمر ياقوت تكتب: مصر تحارب الإرهاب

صدى البلد

في مشهد تتمزق فيه القلوب حزنًا على أبناء الوطن.. فبأي ذنب قتلوا الأبرياء , تلك هي الكلمات التي تتردد على ألسنة الشعب المصري بعد الحادث المروع للإرهاب الغاشم اللعين، حادث معهد الأورام بالمنيل الذي راح ضحيته عشرات الأبرياء وأصيب منه العشرات ايضًا فكل قصة تلو الأخرى تحزن القلوب وتدمع العين عليها ,فالصور التي التقطت من الحادث تدمي القلب فانه المشهد الأشد قسوة على الإطلاق والهجمة الإرهابية الغاشمة التي أودت بحياة 20 بريئا, فالإرهاب حقًا لا دين له.

شهدت الساعات الاولي من صباح يوم الاثنين الماضي حادثا مأساويا امام محيط معهد الأورام حيث انفجرت سيارة بشارع الكورنيش التي تسببت في حالة الهلع والخوف والذعر بمحيط المعهد نتيجة دوي الانفجار وتصاعد السنة اللهب حيث اسفر الحادث عن مصرع 20 مواطنا واصابة 47 اخرين تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم بالإضافة إلي وجود كيس أشلاء .! نعم كيس أشلاء انها أشلاء الأبرياء والفقراء ومرضى الأورام.

فهناك صور الحادث التي توضح مدى معاناة المصابين والمرضى الذين لا يملكون سوى تفويض الامر إلى الله عز وجل فهم في قمة ضعفهم أقوياء يقفون بجانب بعضهم البعض، فمن الصور التي استوقفتني صور أم تحتضن رضيعها المريض بعد الانفجار وهي تحتضن اوجاعه تريد طمأنته وهي في اشد خوفها وصورة اخري لمريض في معهد الأورام يتكئ على شابين ومن الحكايات أيضا ان عائلة اثناء العودة من حفل زفاف مرورًا بطريق الكورنيش بالمنيل وتحديدا امام معهد الأورام أغلقت إشارة المرور عليهم اثناء استقلال العائلة ثلاث سيارات منهم الأطفال والنساء والرجال فسقطوا جميعهم ضحايا .. فعن أي دين تتحدث ؟

فقد كشفت ثورة 25 يناير وما بعدها من احداث الوجه الحقيقي للجماعة الإرهابية وتطور نهج الإرهاب بداخلها وفكرها المتطرف فقد ابرزت السنوات أطماع الجماعة الإرهابية في الحكم ومحاولاتهم إسقاط الدولة المصرية بعد رحيلهم عن الحكم عقب ثورة 30 يونيه.

فقد بدأ سلسال الدم بأحداث الاتحادية مرورًا بأحداث الحرس الجمهوري ومذبحة كرداسة واغتيال النائب العام بهدف نشر الذعر وترويع المواطنين الامنين إلى زعزعة استقرار امن الوطن , فلنتذكر قول محمد البلتاجي الإرهابي عندما صرح جهارًا على الفضائيات " هنفجر مصر" حتى لا ننسي الخطاب الدموي للجماعة الإرهابية ,فانهم لم يتركوا سبيلا إلى العنف وإراقة الدماء إلا طرقوه وأيدوا ذلك بالقول والفعل، لم يصونوا للدم حرمته ولا للإنسان كرامته.

فقد أكد علماء الدين أن أول عشرة أيام من شهر ذي الحجة تعتبر أياما مباركة والجرائم الإرهابية الغاشمة الواقعة في تلك الأيام اشد جرمًا فهي من أفضل أيام الدنيا على الاطلاق وأقسم الله بها في القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، مشيرًا إلى أن العمل الصالح في هذه الأيام من أحب الأعمال إلى الله، فان الحادث يؤكد على أن هؤلاء الإرهابيين تربوا على فكر لا ينتمي إلى الإسلام، و أن كل من يعمل على قتل النفس او تدمير المنشآت لا ينتمي بأي شكل إلى الإنسانية ويعمل على افساد البلاد وزعزعة أمن الوطن.

لقد آن الأوان ان نتوحد جميعا لمواجهة الإرهاب حتى لا نستمر في الدوران في حلقة مفرغة وإيجاد الحلول المناسبة لمنع المتربصين للوطن وعلينا بتعزيز المناعة الداخلية من اجل امن الوطن واستقراره ,فيجب الوصول إلى صيغة جديدة لمكافحته والقضاء عليه نهائيًا، حتى نتفرغ إلى مشاكلنا الرئيسية التي تؤثر على الوطن فلابد من الازدهار وتطوير الوطن , حما الله مصر وشعبها من شرور العالم ورحم الله شهداء الوطن.