الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دينا يحيي تكتب: ولا يزال الممر متربعا‬

صدى البلد

** لا يزال فيلم الممر حدوتة مصرية عربية ممتعة و حالة خاصة متفردة فى دور العرض السينمائى بالرغم من مرور اكثر من 8 اسابيع على أطلاق الفيلم فى دور العرض و لكن مازال الاقبال عليه مستمرا و بكثافة ... ولاتزال الأسر المصرية بل والعربية تقبل على مشاهدة الفيلم اقبالا كبيرا... ولا تزال ايضا اصداء الفيلم عربيا قوية وخاصة بعد جولات ابطاله فى العديد من الدول العربية .‬

‫** قبيل عيد الاضحى بأيام قليلة لاتزال صالات العرض تمتلئ بالجمهور لمشاهدة الفيلم ، ومما اثار دهشتى هذه المرة هى ان قاعة السينما المصريه تمتلئ بالعائلات العربية التي تزور مصر تلك الايام فى فترة الاجازات ...على الرغم من ان نفس السينما تعرض افلاما جديدة ترفيهيه و اخرى تشويقية.  
والممر فيلم حربى و لكن وقع اختيار العديد من العائلات العربية فى ذلك اليوم على فيلم الممر ...أب وأم وأبناء أطفال و شباب تركوا الافلام الترفيهيه كوميدية او غيرها و حتى الافلام التشويقية و كان اختيارهم لفيلم عربى حربى يجسد بطولات الجيش المصرى .‬
‫ ‬
‫والسؤال الملح الآن ..‬
‫** فيلم حربى يجسد احداثا مرت فى تاريخ مصر مر عليها زمنيا أكثر من 50 عاما , ويحقق كل تلك الايرادات التى تخطت 80 مليون جنيه الى الان و ليس ذلك فحسب بل لا يزال ابناء هذا الجيل و الأسر مقبلين على الفيلم اقبالا كبيرا... فلا يزال الممر محتفظا بمكانة خاصة فى شباك التذاكر فى دور العرض السينمائى وإن تراجعت بعض الشىء لظهور الافلام الجديدة و لكنه لا يزال فيلما له حاله خاصة و له حضور خاص وله جمهور لا يزال يشاهده لأكثر من مرة .‬

‫ فلماذا الممر ؟‬
‫** على الرغم من انه فيلم حربى مثله مثل افلام كثيرة تم انتاجها قديما لتوثيق تلك الفترة الزمنية الا ان عند مشاهدتك لهذا الفيلم تشعر بانه ليس مجرد فيلم يبرز بطولات رجال الصاعقة المصرية و فترة حرب الاستنزاف...ولكنه لوحة فنية بأنامل فريق عمل مبدع استطاع ان يجذب المشاهد من اللحظة الاولى الى نهاية الفيلم بدون اى ملل .‬

‫** فقد ابدع أحمد عز ببراعة منقطعة النظير بتجسيد دور الضابط المصرى المكلف بواحدة من اهم العمليات القتالية فى تلك الفتره ، و القدير عن جدارة اياد نصار بكل حرفية و اتقان استطاع ان يجسد شخصية الضابط الاسرائيلى بكل حقده و كرهه لمصر و للمصريين ، أما محمد فراج فقد أمتعنا بحالة هلال العسكرى الشجاع الذى لا يخاف الموت ، و الفنان المتميز احمد رزق اللذى اضفى خفة الظل على العمل و استطاع ان يكون حالة خاصة جميله للعمل .‬

‫** أيضا من مبدعي هذا العمل الفنان محمد جمعه الذى جسد دور ابورجيبة الدليل من بدو سيناء و احمد فلوكس الضابط الاسير الذى نقل لنا صورة مشرفة لكل ما يحمله الضابط المصرى من تحد وإصرار .‬

‫** أما فاكهة العمل بالنسبة لى كانت فرحة و التى ادت دورها اسماء ابو اليزيد بإبداع منقطع النظير ..‬ فقد استطاع شريف عرفة بكل خبرته و حنكته ان يقدم حالة فريدة من نوعها فقد ابدع و جعل الابطال يبدعون فى تقديم عمل فنى متكامل يلتف حوله المصريون‬.

‫ .. إنه بالفعل حالة سينمائية خاصة ، استطاعت تلك الحالة ان ترجع بأذهاننا جميعا ( حتى من لم يعش فى تلك الفترة ) الى فترة زمنية صعبة و قاسية و لكن تشعرنا بالروح الوطنية العالية و التعلق بوطننا مهما كانت الظروف .‬

‫** استطاع الفيلم ان يحول الحزن الى فرح و كما قالت هند صبرى فى دور زوجة الضابط كيف اننا نستطيع تحويل النكسة و الهزيمة الى طاقة للانتصار و الفوز .‬

‫** إنها الروح المعنويه اللتى يتحلى بها المصريون و جيشهم ، روح معنوية تهزم الخوف و الارهاب ، و خفة ظل شعب تجعلهم يحولون من المصائب لنكات و كوميديا ليستطيعوا ان يتعايشوا... تماما كما وصف شريف منير تلك الروح فى مشهد رائع ( المصريين كده المصيبه تنزل على دماغهم يحولوها لنكتة , و جايز ده اللى بيخليهم يستحملوا ).‬

‫** ومع كل انتصار للمصريين او ضربات فى صدر العدو الصهيونى فى الفيلم كانت تعلو الصيحات و الهتاف والتصفيق فى قاعة السينما من المصريين وأيضا الأسر التى جاءت من الدول العربية الشقيقة لمشاهدة الفيلم... وقد سمعتها رنانة من مشاهد عربى فى احدى المشاهد القتاليه و التى انتصر فيها الضابط المصرى " احمد عز" على الصهيونى " اياد نصار " ( الله عليك يا مصرى ) فكانت فرحة الانتصار لمصر حقيقة فرحة للعرب ... فالعروبة لا تتجزأ حتى لو فى عمل فنى سينمائى .‬

‫**وإذا نظرنا نظره اخرى الى ردود الافعال حول الفيلم فهى كثيرة و متنوعه و اغلبها ايجابية و لكن رد الفعل اللذى استوقفنى جاء بكل غل وحقد و كراهية بل و غيرة من نجاح الفيلم كان لكاتب اسرائيلى بصحيفة ها آرتس العبرية .. حيث وصل الغل و الحقد ليس فقط على الفيلم و توقيته و التكلفة الانتاجية الضخمة للفيلم و الايرادات الكبيرة و لكن كان على فكرة ان المصريين لايزالون يتوافدون على دور العرض السينمائى لمشاهدة الفيلم والايرادات القياسية اللتى حددها الفيلم والتكلفة الانتاجية الضخمة و فكرة تركيز المصريين على الروح الوطنية التى هى من أولوياتهم .‬
‫ ‬
‫** رد فعل متوقع من صحفى اسرائيلى تجاه فيلم مصرى حربى يجسد بطولات قتالية لرجال الجيش المصرى ضد العدو الصهيونى ...رد فعل يزيدنا شرفا و فخرا بحب المصريين لجيشهم و دعمهم لاى عمل يجسد بطولات رجال الجيش المصرى .‬
‫ ‬
‫** والحقيقة اننا فى تلك الايام فى امس الحاجة للكثير من الافلام التى تبث الروح الوطنية و تدعو المواطنين الى التكاتف و الالتفاف حول بلدهم لمواجهة التحديات الموجودة تلك الايام .‬

‫** نحن بحاجة لتلك النوع من الافلام .. ولصناعة اعمال فنية محترمة تليق بعقول مشاهديها .‬

‫** الممر ... انه بالفعل الممر ... الممر للطاقة الايجابية ... الممر لنظرة مختلفة لأمورنا وأحوالنا .. الممر لأمل فى حياة مليئة بالعمل و التفاؤل و الانتصارات..الممر لمصر جديدة ومختلفة ملؤها حب الوطن .