الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موسكو تتكتم والسكان يهرعون من «شبح تشرنوبل».. القصة الكاملة للإنفجار النووي في روسيا

انفجار نووي
انفجار نووي

أعاد حادث انفجار نووي داخل قاعدة نيونوكسا في روسيا، إلى الأذهان كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل في مقاطعة كييف في 26 أبريل 1986، حين قتل نحو 36 ألف شخص بسبب الحادثة والتسرب الإشعاعي الذي لحق بها، مشاهد الدمار والقتلى والهلاك البيئي الناجم عن مفاعل تشرنوبل، دفعت السكان في روسيا إلى الفرار إلى الصيدليات للحصول على أقرص اليود التي يتعين عليهم أخذها حال التسرب الإشعاعي الناتج عن الانفجار الذي حدث منذ يومين.

فماذا حدث؟

بعد تكتم شديد وحذر روسي، اعترفت موسكو أخيرًا بانفجار " ذو طابع نووي"، في قاعدة إطلاق صواريخ شمال البلاد، أدى إلى مقتل 5 أشخاص، وإصابة ثلاثة أخرين.

وقال الجيش الروسي إن الانفجار لم ينتج عنه أي تسرب إشعاعي، ووقع خلال القيام بتجربة محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل.
لكن رواية الجيش الروسي قابلتها رواية أخرى من بلدية سيفيرودفينسك الروسية، التي أكدت عن وجود تسرب إشعاعي قصير، وأن أجهزة الاستشعار لديها "سجلت ارتفاعا للنشاط الإشعاعي لمدة قصيرة".

وأكد مسؤولون روس في تصريحات نقلتها وكالة فرانس 24، أن الإشعاع استمر أقل من ساعة واحدة، من دون أن تكون له أي مخاطر على الصحة.

هلع وفزع


لكن تقارير صحفية أكدت أن سكاك بلدية سيفيرودفينسك هرعوا إلى الصيدليات لشراء أقراص اليود، أو أي أدوية بها يود، للوقاية من سرطانات الغدة التي تنتج عن التسرب الإشعاعي.

ونقلت الوكالة الفرنسية صاحبة صيدلية روسية تدعى إيلينا فارينسكايا "بدأ الناس يشعرون بالذعر، وفي غضون ساعة بيعت كل أقراص اليود أو الأدوية التي تحتوي على اليود".

شبح تشيرنوبل


ولعل التكتم الروسي والفزع السكاني هناك، مشبع بالآلام الماضي الأليم، حين انفجر مفاعل تشرنوبل في مقاطعة كييف عام 1986، عند إجراء الخبراء بالمحطة تجربة لاختبار أثر انقطاع الكهرباء عليها، وأدى خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال.

أدى انفجار مفاعل تشرنوبل إلى كوارث بيئية وبشرية لا حصر لها، وقد تفاوتت أعداد ضحايا المفاعل النووي، إلا أن الثابت أن الانفجار تسبب في مصرع 36 شخصا وإصابة أكثر من 2000 شخص.

وقدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب آثار الحادث بأربعة آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ ثمانية آلاف شخص، أصيبوا بسرطان الغدة الدرقية.

وذكرت المنظمة الطبية الألمانية أن المنطقة المحيطة بمفاعل تشرنوبل شهدت تصاعدا كبيرا في معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أكثر من أي أنواع أخرى من السرطان ولا سيما بين من كانوا في سن 18 عاما وقت وقوع الكارثة.

إجلاء أكثر من مائة ألف شخص


عقب حدوث كارثة تشيرنوبل أعلنت السلطات الأوكرانية المنطقة التي تشمل مدينة بريبيات منطقة منكوبة، وأقامت طوقا حولها لمسافة قطرها ثلاثين كيلومترا من مكان المفاعل، وأجلت أكثر من مائة ألف شخص من مساكنهم هناك. كما شملت الإجراءات التي نفذتها حكومة كييف دفن وتغليف المفاعل المعطوب بالخرسانة المسلحة، لمنع تسرب المزيد من الإشعاعات.

الآثار البيئية


بعد تسرب الإشعاع في وقت قصير تم قطع العديد من الأشجار والغابات المحيطة بسبب مستويات الإشعاع العالية، وسميت المنطقة المحيطة بالمحطة النووية "الغابة الحمراء" وذلك لأنّ لون الأشجار تحول إلى لون زنجبيلي ساطع.