الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ولاد رزق٢.. الإبهار كلمة السر


استكمالا لموسم سينما الأجزاء الثانية كان الفيلم التالي الذي شاهدته هو "ولاد رزق 2"، والذي حقق جزءه الأول في 2015 نجاحا جماهيريا كبيرا، حينها شاهد الجمهور أكشن وساسبنس كانا الأفضل في السينما المصرية في السنوات الأخيرة، ولذلك سقف التوقعات كان عاليا ومدعوما بثقة جماهيرية جعلت الفيلم يحقق إيرادات كبيرة منذ بداية عرضه وصلت لأرقام قياسية جديدة.

الإبهار في الصورة والحركة كان عنصر "الأمان" الذي اعتمد عليه المخرج طارق العريان لضمان استمرار النجاح الجماهيري لـ "ولاد رزق"، خاصة مع جمهور العيد من الشباب الباحث دائما عن المتعة والتسلية وأبطال شعبيين جدد يحققون له نماذج شاهدها في الحقيقة أو سمع حكايتها في كثير من المناطق الشعبية.

الفيلم نجح في تقديم جرعة أكشن كبيرة و"مثيرة" ومصنوعة بإتقان خاصة مطاردة السيارات في شوارع وإنفاق القاهرة من أفضل لحظات الإثارة بالفيلم وجعلت الجمهور يتفاعل معه وهي من مميزات أفلام طارق العريان منذ فيلمه الأول "الامبراطور" يعرف كيف يصنع ما يريده الجمهور وشباك التذاكر.

فبداية الأحداث مع التترات أيضا كانت بمعركة يخوضها أولاد رزق مع أجواء الملهى الليلي والموسيقى ليدخل الجمهور سريعا في عالم الفيلم مع الأكشن والإثارة ويجعلهم يترقبون المعركة التالية! وهكذا مغامرة وراء أخرى.

لكن ما هي الحكاية وما هي الأحداث تقريبا ممكن القول إنها مثل الجزء الأول، فالضابط وأولاد رزق كما هم أبطال الأحداث مع استبدال الخصم القديم "سيد رجب" بخصم جديد "خالد الصاوي"، وانتقل الضابط هذه المرة للعمل مع أولاد رزق واستخدامهم في عملياته المشبوهة، عناصر كثيرة تساعد على خلق أحداث مشوقة ولكن سيناريو صلاح الحهيني كان حريصا على عدم المجازفة بعيدا عن خطوط الجزء الأول، حتى يصل لبر الأمان! ولكن الجمهور كان ينتظر الجديد والمزيد، بعيدا عن حشد هذا الكم من الابطال وضيوف الشرف.

يحسب للفيلم أنه صنع تطورا بتلك النوعية من أفلام "العصابات" بالسينما المصرية ولكن عدم تطور "الحبكة" الدرامية وأحداثها لدرجة أنك ممكن ان تجدها أقل إثارة من الجزء الأول هو نقطة ضعف الفيلم، الذي فيما يبدو استسهل صناعه ولم يبذلوا مجهودا أو يخاطروا بأحداث وحبكة درامية بعيدة عما شاهدناه في الجزء الأول، ولذلك ممكن أن تجد عددا من المشاهد تكاد تكون متطابقة بين أولاد رزق في الجزئين!

من هنا كان التركيز على صناعة عدد من المغامرات ومشاهد الأكشن الجذابة لأبطال الفيلم، مع وجود مشاهد "لايت" بحوار "شعبي" محبب للجمهور منها مشهد "خناقة" رضا مع زوجته في حضور حماته من أكثر المشاهد خفيفة الظل وأداها أحمد عز بشكل رائع ومعه نسرين أمين أيضا أجادت في العدد القليل من مشاهدها. عنصر التمثيل في هذا الجزء مهم جدا لكثرة أسماء النجوم في الأدوار الثانية أو ضيوف الشرف.

البطل أحمد عز يعيش أفضل مراحل حياته الفنية ويقدم أدواره مؤخرا بإتقان ووضح اهتمامه الشديد بتفاصيل شخصياته، وربما هو الوحيد في أبناء جيله الذي مستوى أدائه واختياراته في تصاعد مستمر منذ بداية مشواره، ولأول مرة يعرض له فيلمان خلال شهرين والاثنان يحققان إيرادات قياسية.

عمرو يوسف أيضا قدم أداءً أفضل من الجزء الأول، ولكن ينقصه بعض التدريبات على مشاهد الحركة لتكون "أخف وأسرع"، وأحمد الفيشاوي تأثير دوره كان أقل من الجزء الأول، في حين صعدت شخصية أحمد داود للعب تأثير أكبر وكلاهما أدى أداءً جيدا ومعهما كريم قاسم.

محمد ممدوح كما في الجزء الأول أداء متمكن لشخصية الضابط الفاسد بنظراته تصدقه، وجوده إضافة كبيرة.

من الشخصيات الجديدة باسم السمرة "عباس الجن" من أفضل الشخصيات أداءً في هذا الجزء أيضا، وكذلك خالد الصاوي، خصم أولاد رزق الجديد، أداء جيد ولم يكن هناك داعٍ ليكون شخصية أجنبية، إياد نصار حضور مقبول على قدر الدور، وكذلك ريم مصطفى.

أما غادة عادل فكانت مفاجأة بدور "مثير وجريء" وغير معتاد منها، ونجحت في الظهور بأنوثة جذابة.

ومن كتيبة ضيوف الشرف سوسن بدر مشهد صامت ولكن إطلالة وحضور كبير.

ومن المشاهد اللطيفة كان مشهد رضا وربيع مع يسرا وأصالة وماجد المصري، كم كبير من ضيوف الشرف هو الأكثر في أفلام الموسم! ربما يراه البعض لا داعي له وهو بالفعل كذلك "حشو".

طارق العريان منذ بداية مشواره وهو من المخرجين أصحاب الإنتاج القليل، ولكن نجح في عمل "نقلة" في صناعة أفلام الأكشن بالسينما المصرية، أذكر لقائي "الصحفي" الأول والأخير معه كان في أغسطس 2004 حيث كان يستعد لتصوير فيلمه الرابع "تيتو"، سألته: "4 أفلام في 16 سنة أليس هذا قليلا؟"، فكانت إجابته: "بصراحة حتى اليوم لم أعتبر الإخراج السينمائي مهنة للاحتراف والكسب المادي، صحيح قد أخرج إعلانات أو كليبًا أو أنتج من أجل هذه الغاية، ولكن الإخراج السينمائي بقي مختلفًا بالنسبة الي. فاليوم لأكون مخرجًا متواجدًا في شكل دائم عليّ أن أسير مع التيار السائد وهذا ما أرفضه تمامًا لأنني لم أسافر وأتعلم الإخراج، لكي أصبح غير راضٍ عن نفسي في النهاية، خصوصًا إذا كنت "أحب السينما" لذلك تجد الظروف الحالية عندنا كصناعة لا تسمح لك أن تحقق جودة فنية على مستوى عالٍ وفي وقت مناسب، أرى الجودة مستحيلة ولو في فيلم كل عام! "، من هنا أفضل تقديم فيلم كل 4 سنوات على المشاركة في هذه السينما التي لا أريدها".

لا أعرف إذا كانت قناعات طارق العريان كما هي بعد تلك السنوات أم تغيرت.

أتمنى أن تكون أحداث الجزء الثالث الذي ظهر أبطاله في نهاية الأحداث سيد رجب وآسر ياسين ومحمد لطفي أفضل وألا يتكرر نفس "الموقف" الدرامي تمرد ربيع وباقي الأشقاء على رضا، ثم العودة واللجوء إليه حتى "يخلصهم" من الورطة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط