الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جرين لاند.. قصة جزيرة تريد أمريكا الاستحواذ عليها بأي ثمن

جزيرة جرين لاند
جزيرة جرين لاند

رفضت حكومة جزيرة جرين لاند، أمس، فكرة أن الجزيرة معروضة للبيع، بعد تقارير إعلامية تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يناقش فكرة شراء الجزيرة الدنماركية مع مستشاري البيت الأبيض.

ورغم دهشة الجميع من هذا الطلب ورغبة ترامب في شرائها، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي تفكر فيها الولايات المتحدة في شراء الجزيرة الضخمة المغطاة بالجليد، ويرصد «صدى البلد» هذه المحاولات السابقة لشرائها.

كانت الولايات المتحدة قد اشترت الأراضي المعروفة الآن باسم جزر فيرجن الأمريكية من الدنمارك في عام 1916، بموجب معاهدة جزر الهند الغربية الدنماركية، ويتكون الإقليم من الجزر الرئيسية في سانت كروا، وسانت جون، وسانت توماس، وحاولت الولايات المتحدة في عام 1917 حينها الاستحواذ على جزيرة جرين لاند أو شرائها، وذلك بعدما استحوذت الولايات المتحدة على جزر الهند الغربية الدنماركية، التي أصبح اسمها لاحقا جزر العذراء وفقا لما ذكر في وكالة بلومبرج .

وفي عام 1946، بعد الحرب العالمية الثانية، عرض الرئيس هاري ترومان 100 مليون دولار لشراء جرين لاند بسبب أهميتها الاستراتيجية، ولكن رفضت الدنمارك هذا العرض.

بعدها بعدة أعوام اقترح وليام هنري سيوارد، وزير خارجية الرئيس أبراهام لنكولن في ستينيات القرن التاسع عشر شراء كل من جرين لاند وآيسلندا، عندما كان يتفاوض على شراء ألاسكا من روسيا، وأوضح تقرير بتكليف من وزارة الخارجية بقيادة أندرو جونسون أن الموارد الطبيعية لجرين لاند ستجعلها استثمارًا ذا قيمة في حالة حصول الولايات المتحدة عليها.

أما عرض ترامب لشرائها، فكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من فجر هذه القضية بنشر تصريحات غير رسمية لشخصين حضرا اجتماعه الأخير، ولكن نشر موقع حكومة جرين لاند الرسمي هذا التعليق، أمس الجمعة :"لدينا تعاون جيد مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونرى هذا العرض تعبير عن اهتمام أكبر بالاستثمار في بلدنا والإمكانيات التي نقدمها، ولكن بالطبع، جرين لاند ليست للبيع وبسبب أن الأخبار غير رسمية فإن حكومة جرين لاند ليس لديها أي تعليقات أخرى"، وحتى الآن لم يعلق البيت الأأبيض.

وجرين لاند عبارة عن إقليم دنماركي مستقل، يقع بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، شرق أرخبيل القطب الشمالي الكندي، ويرتبط إقليم الجزيرة سياسيًا وثقافيًا بأوروبا ولكن غالبية سكانها من الإنويت، الذين هاجر أسلافهم من البر الرئيسي الكندي في القرن الثالث عشر.

وأصبحت جرينلاند دنماركية في عام 1814، ودمجت بالكامل في الدولة الدنماركية في عام 1953 ولكن بحكم مستقل عن الدنمارك، وكتب لوك كوفي من مؤسسة التراث ذات النزعة المحافظة عن قضية جرين لاند، فهو يدافع عن وجود دبلوماسي أمريكي رسمي هناك لأسباب أمنية وطنية.

وتتواجد الولايات المتحدة بالفعل في جزيرة جرين لاند، حيث تعد قاعدة ثول الجوية الموجودة حاليًا في أقصى شمال الولايات المتحدة قاعدة عسكرية على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة جرين لاند، وهي تعد الجزء الأساسي من نظام الإنذار المبكر بالصواريخ الباليستية الأمريكية، والذي تستخدمه أيضًا القيادة الجوية للقوات الجوية الأمريكية وقيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية، وفي عام 2018.