الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرعاية الكاملة لـ "ملوك العالم"!


أحيانا يحتار اللسان عن الكلام .. ويبحث القلم عن الكلمات المناسبة والكافية للإشادة فلا يجدها .. وكثيرا ما تحدثنا عن مشوار وتاريخ كرة اليد المصرية وتفوق أجيالها فى توارث الانتصارات والإنجازات، وعند كل بطولة تتعالى الأصوات والهتافات وتلتهب الأيدى بالتصفيق ويجرى التقاط الصور التذكارية مع كبار المسئولين، بل وتستقبلهم أكبر رأس فى الدولة فى مشهد معتاد يسجل "عالمية" هذه اللعبة الجماعية واحتلال لاعبيها الموهوبين مقاعد العظماء فى تصنيفها وترتيب روادها!.

وبعد الإعجاب والحفاوة ونشوة الفوز .. ماذا يحدث؟! .. ينصرف الجميع إلي منازلهم ويعود الأبطال إلى معسكراتهم وأنديتهم .. ويظل المسئولون عن الرياضة وحماية كوادرها فى مواقعهم يوفرون ملايين الجنيهات والهدايا الثمينة من "خزائن" رجال الأعمال للفشلة والهواة والسماسرة المحترفين .. ولا يخرج من ذمتهم وأمانتهم توجيه هذه الملايين لمن يستحقها ومن استطاع أن يكون أعظم سفير لبلاده بالنتائج والميداليات والأرقام القياسية منذ التسعينات وحتى البطولة الأخيرة فى مقدونيا .. وإذا كانت كرة القدم تحظى بالشعبية الأكبر لدينا، فالواقع أنها تتمتع بنفس القيمة والمكانة فى العالم بأسره، غير أن بقية الألعاب الجماعية فى الدول المتحضرة .. "الناضجة رياضيا وسياسيا" .. تحصل على نصيبها العادل من الاهتمام والإنصاف الحكومى .. ويتصدر الأثرياء وأهل الصفوة قائمة الرعاة لأبطال الأوليمبياد والمسابقات العالمية ولايدخرون المليارات فى سبيل بناء منظومة تحافظ على سلسلة الانتصارات التى يصنعها المخلصون بحق .. وقبل دائرة رجال المال والأعمال، تتشكل اللوائح الرياضية والإدارية التى تصون حقوق اللعبات المظلومة بحيث يحصل الاتحاد المسئول على التمويل والإمكانيات الكاملة ماديا وإعلاميا ليستمر فى عطائه وسخاء إنجازاته وإفراز طاقات متجددة من اللاعبين والمدربين والأجهزة الفنية .. ولا يتوقف الطموح عند حدود ذلك، وإنما تُفتح أبواب الاحتراف أمام أبنائنا فى الخارج ليلتحموا مع نجوم العالم ويكتسبوا منهم خبرات النجاح وأدوات الإبداع!.

- (لو كنتُ مسئولا لأمرتُ باسترداد الملايين من لاعبى منتخب كرة القدم ومنحتها على الفور لـ "ملوك اليد") .. جملة طارت تغرد علي صفحات الفيسبوك لعل عينا تراها أو أذنا تسمعها أو قلبا وضميرا يؤمن بها فيسرع فى اتخاذ القرار قبل أن تلتقط يد كل لاعب ثمين من منتخبنا شيكا متواضعا بـ "١٥٠٠ جنيه" هى أقصى ما يملكه الاتحاد المصرى "المحترم" .. ولا رادع لهذه الإهانة إلا من مؤسسة الرئاسة باعتبارها مصدر القرارات العليا و"فرمانات" التغيير والإصلاح .. وأبسط شئ إزاء من رفع اسم مصر عاليا شامخا وكرَّم علمها ليرفرف فوق الآخرين أن ينالوا أسعارهم الحقيقية وتتوفر لديهم بيئة عمل وإنتاج صحية ومنظومة رياضية متكاملة الأركان ..

 وفنيا، نحن نتحدث عن لعبة جماعية أكثر صعوبة ومشقة ومخاطرة من الساحرة المستديرة وتتطلب تدريبات بدنية ونفسية على درجة أعلى من القوة والمهارة، فضلا عن أن أى ثغرة أو خطأ فى مباراياتها يكلف خسارة الفريق فى لحظة وقد يتعذر التعويض .. ورغم كل هذه المواصفات والتحديات، لاتخفت نغمة النصر ولاتخلو الخريطة العالمية من أسماء رجالنا ذوى "الأيدى الذهبية" .. وأمثالهم فى لعبات أخرى "مُهمَلة" منتشرون فى القرى والنجوع والأندية .. ينتظرون الكشَّافين ويحلمون بالفرصة التى أدمن الفاسدون والصغار إهدارها .. ولابد من التطهير .. والتنظيف!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-