الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقوقي سوري لـ صدى البلد: أردوغان باع السوريين.. ومصر لم تتاجر بقضية اللاجئين كما فعلت تركيا

الباحث القانوني فراس
الباحث القانوني فراس حاج

تنتهي اليوم، الثلاثاء 20 أغسطس المهلة التي منحتها سلطات مدينة اسطنبول للسوريين المقيمين بها لتسوية أوضاعهم، وتقنين وجودهم، وهو ما يزيد من أوجاع السوريين الذى شردتهم سنوات الحرب والدمار، وبموجب القانون يجب على المخالفين مغادرة إسطنبول، وإلا سيتم توقيفهم وترحيلهم إلى مدن تركية أخرى أو إلى سوريا، وسط توقعات بمزيد من الضغط على السوريين في تركيا.

وتوقع فراس حاج يحيى، الباحث القانوني، ومدير قسم حقوق الإنسان في الائتلاف السوري، أن تبدأ الشرطة التركية تسيير دوريات أمنية في مناطق تواجد السوريين والتفتيش على الإقامات، ومن لا يملك إقامة في إسطنبول سيتم توقيفه وترحيله.

وأرجع سبب هذه الإجراءات الصارمة، وتغيير موقف أردوغان، من السوريين إلى خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بلدية إسطنبول بعد تراجع شعبيته بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها تركيا، وكذلك اتفاقات أستانة الغامضة بين الروس والأتراك والإيرانيين تتضمن بند إعادة اللاجئين وكل هذه العوامل مجتمعة أسهمت في ذلك بحجة تقنين أوضاع المخالفين.

واعتبر حاج يحيى، فى تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن موقف أردوغان ليس متناقضا تجاه السوريين بل متماشيا مع مصالحه، حيث يتعاون مع روسيا ضمن محور أستانة وينفذ تفاهمات معها، وما يهمه فقط حماية أمنه القومي من الأكراد في شمال شرق سوريا، وهذا محور السياسة الخارجية لتركيا وهي تهتم لمصالحها بالمطلق وما تبقى قابل للتفاوض والتنازل لديها.

ورفض المدير السابق لقسم حقوق الإنسان في الائتلاف السوري اتهام الأكراد بأنهم السبب فى معاناة السوريين بتركيا، مشيرا إلى أن القرارات لها علاقة بالوضع الداخلي التركي ومحاولة إرضائه أولا، فالمعارضة التركية ترفض وجود اللاجئين السوريين وتدعو إلى طردهم لبلادهم، وإعادة العلاقات مع نظام الأسد، مشيرا إلى أن الحكومة التركية تستخدم ورقة اللاجئين دوما واستغلالها داخليا وخارجيا.

وبسؤاله عن سر التحول فى التعاطي مع السوريين في أكثر من بلد كلبنان وتركيا، اعتبر الباحث السورى أن سنوات الأزمة طالت ووصلت إلى ثمان سنوات، وهناك تخوفات لدى معظم الدول المجاورة لسوريا من بقاء السوريين فيها مع غياب الحل السياسي العادل والملبي لطموحات معظم السوريين، إضافة إلى عمل النظام السوري وسعيه لدى الدول التي تستقبل سوريين إلى إعادتهم إلى سوريا ليقول إنه انتصر، وتبدأ عملية إعادة الإعمار، معربا عن مخاوفه من ضغوط روسية على دول أخرى يتواجد بها سوريون لإعادتهم لوطنهم.

واعتبر مدير قسم حقوق الإنسان في الائتلاف السوري أن معاناة السوريين بالخارج مصدره الرئيسي الانقسام السياسي بالبلاد، وتدخل الدول في شئون سوريا، ووجود سوريين يمثلون مصالح هذه الدول في سوريا وخارجها أيضا، بالإضافة إلى النجاح الاقتصادي للسوريين في دول اللجوء وما يولده من منافسة وضغائن من تجار وصناعيي هذه الدول، مشيدا بالموقف المصري من القضية السورية كأكثر الدول التي احتضنت السوريين اللاجئين منهم أو التجار والصناعيين عبر منحهم بيئة آمنة للإقامة والاستثمار، وكذلك حرصها على عدم استثمار وجودهم في مصر سياسيا كما فعلت باقي الدول مثل تركيا وغيرها.