الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكنز٢ .. هل من مزيد ؟


ممكن القول أن الكنز2 من أفضل أفلام الأجزاء الثانية التي ظهرت هذا الموسم في السينما المصرية، ربما يعود ذلك لتصويره "مرة واحدة" وقتها فكانت الرؤية لدى صناعه مكتمله وواضحة كقصة من البداية للنهاية، عكس أفلاما أخرى اتخذ قرار الجزء الثاني فيما بعد ولذلك شاهدنا تكرار في عدد من المواقف الدرامية بهم.

الكنز2 يستكمل القصص الثلاثة التي تتحدث عن ثلاث عصور مختلفة لتاريخ مصر منذ العصر الفرعوني وحتى سبعينيات القرن الماضي، ذكرنا بهم المخرج شريف عرفة بسلاسة قبل أن نستكمل الأحداث، بالطبع أهم ميزة للجزء الثاني ان ريتم الأحداث أصبح أسرع ومشوق أكثر، فكانت المشاهدة ممتعة.

سيناريو وحوار عبدالرحيم كمال في الكنز بجزئيه هو الأفضل له بالسينما، هو يعشق التاريخ والسير الشعبية القديمة ولذلك يكتبها بشكل جيدجدا سواء للتليفزيون أو السينما، وسيجد المشاهد جمل حوار "بديعه" في الكنز2، أعتقد انه قادر على رواية المزيد من حكايات السير الشعبية القديمة.

السلطة الحاكمة وصراعها حاضرة في القصص الثلاثة ولكن "الحب" هو من يهزمها ويزعزع العرش او الكرسي الذي يجلس عليه صاحب السلطة، ولذلك تم تعريف عنوان الكنز2 "الحب والمصير"، ليكتب الحب نهايات قصص فيلم الكنز فهو من أنهى حكم حتشبسوت وجعلها تتنازل عن العرش ودمر حياة المقدم الكلبي بسبب حب ابنته لعلي الزيبق وأخيرا كسر "نفس" رئيس القلم السياسي "بشر" بعدما تزوج شقيقه بمحبوبته الوحيدة.

تجربة "الكنز" في صالح السينما المصرية بالتأكيد بها عناصر فنية مهمة، ولكن توقيت العرض في موسم العيد وامام افلام جماهيرية كبيرة كان غير مناسب لمثل تلك التجارب الفنية المختلفة في جميع عناصرها.

هو عمل سينمائي صعب أن يقتنع به مخرج ويستطيع أن يرويه في ثلاث عصور معا ولذلك هي من أهم مغامرات شريف عرفه السينمائية وربما كان الأفضل أن يكون الفيلم جزء واحد أو ثلاث أفلام منفصلة للقصص الثلاث، ولكنها في النهاية تجربة سينمائية تعيد للسينما المصرية بريقها الفن، تجربة متميزة ايضا في الموسيقى والديكور والملابس والتصوير.

أكثر ما لفت نظري كان الأداء "الرائع" لمعظم فريق التمثيل فكانوا أفضل من الجزء الأول على رأسهم محمد سعد هو هنا ممثل عالمي في تجسيده لشخصية "بشر" أدى أكثر من ماستر سين انتزع به إعجاب الجمهور وكأنهم يشاهدونه للمرة الأولى! ويحسب للمخرج شريف عرفة إقناعه بقبول هذا الدور وإخراج موهبته الكامنة، ولا أعرف هل سنشاهد محمد سعد مرة أخرى في عمل سينمائي بشخصيات مثل "بشر"، كذلك أحمد رزق كما الجزء الأول ممثل متمكن وصنع امام محمد سعد أكثر من مشهد رائع.

امينة خليل في هذا الجزء أكثر حضورا وتألقا و أراها هنا نجمة قادمة للسينما وتستحق فرص أكبر.

لكن مفاجأة هذه القصة هذه كانت الممثلة نهى عابدين جسدت شخصية "الغازية" بأنوثة وكاريزما كبيرة ورغم أعمالها الدرامية الكثيرة إلا أن الجمهور كان يسأل من هذه الممثلة، هي محظوظة بالحصول على هذا الدور وأحسنت إستغلال الفرصة.

قصة علي الزيبق ظهرت بها أكثر قصة الحب بينه وبين زينب "روبي" وكانا ثنائي مقنع ، محمد رمضان واضح جدا التزامه بتقديم شخصية "علي الزيبق" كما أراد المخرج وباحتراف وموهبه واضحة أيضا وأداء به خفة ظل في مشاهد تحملت ذلك فكانت مقبولة للجمهور، وكنت أتمنى أن يحسن إستغلال موهبته كممثل ويكمل "مشروعه" السينمائي الذي حدثني عنه ذات مرة قبل سنوات! ولكن يبدو مؤخرا منشغلا بالغناء والحفلات الإستعراضية أكثر، بالطبع ذلك جلب له الكثير من الأموال ولكن أخشى أن يفقد حماسه كممثل، وأيضا روبي حضور قوي ولا أعرف أين هي من السينما! نجمة موهوبة بملامح مصرية أصيلة.

هند صبري "حتشبسوت" مشاهدها في الجزء الثاني أفضل كثيرا على مستوى الأداء هو عام هند "بامتياز" على مستوى التمثيل النسائي في السينما، ومعها محيى إسماعيل وعبدالعزيز مخيون بقدرات تمثيلية غير طبيعية، اما هاني عادل وأحمد مالك فقدما أداء مقبول.

اتمنى ان تتكرر تجربة "الكنز" كفيلم تاريخي، الجمهور في صالة العرض كان مستمتع بالقصص الثلاثة واسترجاع السير الشعبية التاريخية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط