الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: فى ذكرى حريق المسرح المصرى

صدى البلد



فى مثل هذه الأيام تحل علينا ذكرى حزينة أدمت قلوب الشعب المصرى عامة ، و درويش المسرح خاصة ، ذكرى حريق مسرح قصر ثقافة بنى سويف فى سبتمر من عام 2005م ، حريق إلتهم أبطال عرض مسرحية "من منا" والجمهور الذى يشاهدهم على خشبة المسرح فى لعبة مسرحية أقل ما توصف به أنها نتاج عمل جاد ، حريق إلتهم جسد خمسين رائد من رواد المسرح وترك روحهم وذكراهم حية فى ذاكرة كل عشاق الفن وفى مقدمتهم سيد الفنون المسرح.

ويأتى المسرح فى صدارة القوى الناعمة التى تمتلكها الدولة المصرية نظرًا لبساطة مكوناته فهو بعيد كل البعد عن تكنولوجيا وتعقيدات الفنون الأخرى ، وعمق تأثيرة الذى يغرس فى نفوس جماهيره قبل ممثليه رسائل بسيطة القراءة عميقة الدلالة ، وبالنظر إلى حال المسرح اليوم ونحن فى أمس الحاجة إلى وسيلة يعقبها غاية إعادة تأهيل المجتمع ثقافيًا بعد التعرض لموجة من الأفكار الهدامة التى هدف مروجيها إلى زعزعة ثقة المواطن فى ذاته و فى مؤسساته ، فالثقافة هى عملية الإصلاح وتحسين المستوى و السلوك للفرد و هى الضامن لجودة البناء و إستمراريته سنجد محاولات جادة تشهدها مسارح الدولة وفى مقدمتها مسرح الطفل بالعتبة ومسرح الطليعة حيث تقتظ قائمة العروض بالعديد من المسرحيات التى نسجت بوطنية وعٌرضت بمهنية عالية ، وهناك تجربة مسرحية أخرى تم عرضها فى مركز شباب سامول ، أحدى قرى المحلة الكبرى بمحافظة الغربية حين جمع محمد محمود عبدالله زملائه الشباب لتجسيد مسرحية حبيسة أدراج مكتبة والده الكاتب الراحل محمود عبد الله عضو إتحاد كتاب مصر ، ليتم عرضها على خشبة مسرح مركز الشباب برعاية ودعم من إدارة المركز التى وجدت فى الشباب تطلع وحماس لتقديم عمل فنى ساهم فى حشد أبناء القرية والقرى المجاورة فى صفوف قبل العرض بساعات عدة لمشاهدة عرض مسرحى يقدم فى قرية فى عمق دلتا مصر بعيدًا عن العاصمة وأضوائها و إعلامها المتهم الأول فى كساد الحركة المسرحية .

ويبقى التساؤول لمصلحة من ؟ ، ومن السبب ؟ فى بقاء المسرح بعيدًا عن الأضواء ، فالعمل المسرحى ليس فى حاجة إلى شركة إنتاج كما هو الحال فى السينما بل فى حاجة إلى جمهور يؤمن به وبرسالته ، لأن الجمهور هو المحرك الأول لهذه الصناعة ، وهذا الجمهور فى حاجة إلى إرادة تحرك الإعلام و كل الوسائل المتاحة لإعادة صياغة إهتماماته و يعيد توجية تفكيره ويشحذ نظرته إلى المسرح مرة أخرى كما كان فى زمن الكسار و الريحانى و محمد صبحى ليخلق واقع إجتماعى جديد بعيدًا عن صفحات السوشيال ميديا وثقافتها الزائفة لتحيا مصر .