تاريخ يجلب العار.. عندما حاولت تركيا احتلال قناة السويس مرتين وفشلت
ما لا يعرفه الكثيرون عن الدولة العثمانية - تركيا في صورتها الحالية - أنها كانت مثلما هو الوقت الحالي تقودها أطماعها نحو الوطن العربي والشرق الأوسط، ولا تتوقف عن محاولة التدخلات في الشؤون العربية والسيطرة بالقوة ان استطاعت على موارد الدول المجاورة، وشن الحروب الفكرية وتسليط الإرهاب عليها إذا فشلت قواها العسكرية في ذلك.
تركيا لم تفلح على مر التاريخ في اختراق مصر او تغيير هويتها حتى في عصر الدولة العثمانية، كما لم تستطع أن تبسط يدها على موردها، وعلى رأسها قناة السويس.
ولـ قناة السويس مع تركيا باع طويل من التاريخ الذي كشف خيبة الدولة العثمانية في السيطرة على المجرى المائي، حيث ساق الكاتب الصحفي مؤنس الزهيري بعضا من تاريخ الفشل التركي من خلال معارك لم ينجح فيها العثمانيون في السيطرة على قناة السويس.
حملة ترعة السويس
أثناء الحرب العالمية الأولي 1914 ــ 1918 شنت تركيا في ثوب الدولة العثمانية حربا على قناة السويس، لمحاولة الإستيلاء عليها ، حينها كانت القناة تحت حماية الإنجليز فإستعانت بريطانيا بقوات من الجيش الهندي لدعمها في صد الهجوم التركي العثماني عن القناة، وسميت تلك المعركة بـ "حملة ترعة السويس".
الحملة الأولى بدأت في 28 يناير 1915، ثم انتهت بإنسحاب العثمانيين في 3 فبراير من العام نفسه، وخلالها قام العثمانيون بإرسال جيش قوامه 20,000 جندي بقيادة جمال باشا والعقيد كريس فون كرسنشتاين، فتصدت لهم القوات البريطانية بقيادة جون ماكسويل بجيش قوامه 30,000 جندي
وكانت الدولة العثمانية انتابها القلق من توسع الإنجليز فعينت واليا جديدا على الشام وكلفته بالسيطرة على مصر، وهو أحمد جمال باشا السفاح، وكلفته بضم مصر وسوريا والسيطرة على مواردها.
ويعتبر أحمد جمال باشا، من أحد المشاركين في الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني، وشغل منصب وزير الأشغال العامة و قائد البحرية العثمانية قبل أن يصبح الحاكم المطلق في سوريا و بلاد الشام.
تفاصيل المعركة
ويحكي التاريخ عن تفاصيل المعركة أن أحمد جمال باشا اخترق صحراء سيناء التي كانت حينها تفتقر لطرق المواصلات، فكانت القوات التركية تصل إلى القناة منهكة القوى لتحصدها البوارج البريطانية الموجودة في القناة أو القوات البريطانية مع القوات الهندية التي كانت تتحصن على الضفة الغربية للقناة بمدافعها و رشاشاتها.
ومع أن بعض السرايا القليلة استطاعت اجتياز القناة إلا أن الهجوم فشل فشلًا ذريعًا ولم ينج من الجيش الرابع إلا القليل من الأفراد، وباءت الحملة بلفشل في 3 فبراير، عام 1915 حيث سقط 1500 جندي عثماني قتلى بنيران مدفعية البوارج البريطانية في قناة السويس.
الحملة الثانية
على الرغم من الفشل الذي حققه العثمانيون في المرة الأولى، لم تهدأ تركيا وعاودت المحاولة مرة ثانية لإحتلال قناة السويس بالتحالف مع ألمانيا في 27 يوليو عام 1916 و ذلك بإرسال جيش قوامه 18,000 جندي بقيادة العقيد الألماني كريس فون كرسنشتاين.
ودارت معركة رهيبة سميت بمعركة رمانة نسبة إلى منطقة رمانة التي وقعت فيها، وللمرة الثانية منيت تركيا العثمانية بالفشل على ضفاف قناة السويس في 3 أغسطس عام 1916، حيث سقط 9200 جندي عثماني قتلى في تلك المعركة.