الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البسملة في الصلاة .. حكمها بعد تكبيرة الإحرام واختلاف الفقهاء حولها

البسملة في الصلاة
البسملة في الصلاة

قال مجمع البحوث الإسلامية، إن أهل العلم اختلفوا في قراءة البسملة في الصلاة عند الشروع في القراءة على أقوال، الأول: المشهور من مذهب الإمام مالك أنها مكروه مطلقًا سرًا كانت أو جهرًا.

وأضاف المجع في فتوى له، أن الفقيه أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي قال في رسالته «صفة الصلاة»: «أن تقول الله أكبر، لا يجزئ غيره، وترفع يديك حذوا منكبيك أو دون ذلك، ثم تقرأ، ولا تستفتح ببسم الله الرحمن الرحيم في أم القرآن، ولا في السورة التي بعدها.

وتابع: القول الثاني أن المشهور من مذهب الإمام الشافعي وطائفة من أهل الحديث، ورواية عند الحنابلة أنها واجبة في أول الفاتحة والسورة كوجوبهما بناء على أنها جزء منهما عندهم.

واستطرد: القول الثالث أن المشهور من مذهب الحنفية، أنها سنة مؤكدة، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد، وعليه فنسيان البسملة، أو تعمد تركها عند قراءة الفاتحة في الصلاة، لا يبطل الصلاة، بل الصلاة صحيحة، لكن الأحوط قراءتها خروجا من خلاف أهل العلم .

البسملة يستحب قولها في 17 موضعا

وأجمع العلماء على أنه يُسن البدء بالتسمية في الأمور كلها، وذلك للتبرك باسم الله تعالى، والتعظيم والاستعانة به عز وجل في الأمور كافة.

وقال الإمام أحمد بن على الرازى الجصاص الحنفي، الشهير بـ«الجصاص»، عن البسملة وفضلها، إن لها ستة عشر موضعًا تُسن فيه هي: «استفتاح الأمور، وعند الوضوء، وعند غلق الأبواب وتغطية الآنية، وعند الطعام، ودخول البيت والخروج منه، وللاستشفاء والرقية، وعند الذبح، وعند النوم، وعلى الصيد، وعند الوقاع، وعند ركوب الدابة والإبل، وعند وضع الميت في قبره، وعند الغزو، وعند كتابة الكتب، وعند دخول المسجد والخروج منه، ومواجهة الأمور الصعبة والتعثر».

وأوضح «الجصاص» في كتابه «أحكام القرآن»، أن الأَحْكَامُ الَّتِي يَتَضَمَّنُهَا قَوْلُهُ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»: "الأَمْرُ بِاسْتِفْتَاحِ الأُمُورِ لِلتَّبَرُّكِ بِذَلِكَ، وَالتَّعْظِيمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَذِكْرُهَا عَلَى الذَّبِيحَةِ شِعَارٌ وَعَلَمٌ مِنْ أَعْلامِ الدِّينِ وَطَرْدِ الشَّيْطَانِ".

واستشهد بما رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: « إذَا سَمَّى اللهَ الْعَبْدُ عَلَى طَعَامِهِ لَمْ يَنَلْ مِنْهُ الشَّيْطَانُ مَعَهُ وَإِذَا لَمْ يُسَمِّهِ نَالَ مِنْهُ مَعَهُ»، وَفِيهِ إظْهَارُ مُخَالَفَةِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَفْتَتِحُونَ أُمُورَهُمْ بِذِكْرِ الأَصْنَامِ أَوْ غَيْرِهَا مِنْ الْمَخْلُوقِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ.

وأضاف أن «البسملة» هي مَفْزَعٌ لِلْخَائِفِ، وَدَلالَةٌ مِنْ قَائِلِهِا عَلَى انْقِطَاعِهِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَلُجُوئِهِ إلَيْهِ، وَأُنْسٌ لِلسَّامِعِ، وَإِقْرَارٌ بِالأُلُوهِيَّةِ، وَاعْتِرَافٌ بِالنِّعْمَةِ، وَاسْتِعَانَةٌ بِاَللهِ تَعَالَى، وَعِيَاذَةٌ بِهِ، وَفِيهِ اسْمَانِ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَخْصُوصَةِ بِهِ لا يُسَمَّى بِهِمَا غَيْرُهُ، وَهُمَا الله وَالرَّحْمَنُ.

وأشار إلى أنه من المأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يذكر الله تعالى في جميع أحيانه، وكان يفتتح بالبسملة كل أموره، للتبرك باسم الله تعالى، والتعظيم والاستعانة به عز وجل في الأمور كافة.