ما مصير النساء في الجنة.. وبما وعدهن الله

مصير النساء فى الجنة
لم يجد العلماء فيه نصًا صريحًا يدلّ عليه؛ وإنّما اعتمدوا في بيان مصير النساء في الجنّة على تفسير بعض الآيات القرآنية، والأحاديث النَّبوية، التي تُشير إلى هذا الموضوع، وأكثر من اعتمد على ذلك من علماء العصر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
مصير النساء فى الجنة
إنّ النعيم في الجنَّة ليس مقتصرًا على الرجال فقط وإنما هو للرجال والنساء ومن جملة نعيم الجنًّة الزواج، وحال المرأة في الجنًّة كالآتي:
- المرأة التي ماتت ولم تتزوج بعد، وكذلك من ماتت وهي مطلقة، - ومثلها المرأة التي دخلت الجنة ولم يدخل زوجها الجنة؛ فهذه يزوجها الله –سبحانه- في الجنة، من رجل يكن أهل الدنيا، لقول النبي - عليه الصلاة والسلام -: «ما في الجنة أعزب»؛ فإذا لم تتزوّج في الدنيا فإن الله يزوجها في الجنة بما تقرّ بها عينها، فهناك في الجنة من الرجال، من لم يتزوج.
- المرأة التي ماتت وهي متزوجة فتكون في الجنة لزوجها الذي في الدنيا؛ وكذلك أيضًا من مات زوجها عنها فبقيت بعده ولم تتزوّج حتى ماتت تكون زوجةً له في الجنّة.
- إن كان للمرأة أكثر من زوجٍ في الدنيا، فإنّ من فارقَها بطلاق افترقا في الآخرة ولا يجمع بينهما، كما افترقا في الدنيا.
- إن مات عنها زوجها وهي في عصمته، وتزوّجت من غيره بعده، فللعلماء ثلاثة أقوال: مع من تكون منهم في الجنّة، وأوّل قولين ذكرهما الإمام القرطبي ،والأقوال هي:
*الأول: تكون مع من كان أحسنَهُم معها خُلقًا وعشرةً في الدنيا.
*الثاني: المرأة تُخيَّر فتختار هي من بينهم من تشاء.
* القول الثالث: تكون المرأة في الجنّة مع آخر رجل تزوّجته في الدنيا، أي الذي ماتت عنه وهي في عِصمته، أو مات هو عنها ولم تتزوّج بعده، للحديث الذي رواه أبو الدرداء: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما امرأةٍ تُوُفِّي عنها زوجها، فتزوَّجَتْ بعدَهُ، فِهِي لآخِرِ أزواجِها».
- إن كان أحد الزوجين دخل النار وكان كافرًا، فهذا يُخلَّد في النار، ولا يفيده كون قرينه دخل الجنّة ، لأنّ الله سبحانه وتعالى قضى على الكافرين الخلود في النار، قال - تعالى:- «خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ و لا هُمْ يُنْظَرُونَۚ».
أكثر أهل الجنة
ذَكَرت كُتُب السنّة أنّ النساء في الجنة أكثر عددًا من الرجال وذلك للحديث الذي رواه أبو هريرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أولُ زُمرةٍ تلِجُ الجنَّةَ صورتُهم على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ لا يبصُقون ولا يتمخَّطون، ولا يتغوّطون، آنيتُهم فيها من الذَّهبِ وأمشاطُهم من الذَّهبِ والفضةِ ومجامِرُهم من الأُلُوَّةِ ورشحُهم المسكُ، ولكلِّ واحدٍ منهم زوجتانِ، يُرى مُخُّ سوقهِما من وراءِ اللحمِ من الحُسنِ، لا اختلافَ بينهم ولا تباغُضَ، قلوبُهم قلبُ رجلٍ واحدٍ، يُسبِّحون اللهَ بُكرةً وعشيًّا».
بما وعد الله النساء فى الجنة
- النساء لهنّ نِعم عظيمة في الجنة ذكرها الله –سبحانه-؛ فإنّه ما من جزاءٍ ذُكر في القرآن الكريم للمؤمنين إلّا وشملت بذلك الرجال والنساء، فقد قال الله –تعالى-: «وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ»،وقال أيضًا: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».
- والأجور والنّعم التي خصّت النساء والرجال كثيرة جدًّا، فقد قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في جمال أهل الجنة رجالها ونسائها: «إنَّ في الجنَّةِ لَسوقًا، يأتونَها كلَّ جمعةٍ، فتَهُبُّ ريحُ الشَّمالِ فتَحثو في وجوهِهِم وثيابِهِم، فيَزدادونَ حُسنًا وجمالًا، فيرجِعونَ إلى أَهْليهم وقدِ ازدادوا حُسنًا وجمالًا، فَيقولُ لَهُم أَهْلوهُم: واللَّهِ لقدِ ازددتُمْ بَعدَنا حُسنًا وجَمالًا، فيقولونَ: وأنتُمْ، واللَّهِ لقدِ ازدَدتُمْ بَعدَنا حُسنًا وجمالًا»؛ فكان جمال المرأة في الجنة يزداد كلّ جمعة.
- ومن ذلك النعيم أيضًا أنّ المرأة في الجنة لا تمرّ بالحيض والنفاس، وقد جرت في أعضائها ماء الشباب، بحيث يُرى مخّ ساقها من وراء اللحم، فكأنها الياقوت أو المرجان.
أعظم نعيم الجنة
إنّ أعظم نعم الله - تعالى- على عباده في الجنة هو كشف الحجاب عن وجهه – عز وجل- تعالى، فينظر العباد إلى ربّهم، حيث قال: «لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ»؛ فالمزيد المذكور في الآية ذكُر فى بعض التفاسير أنه: نظر المؤمنين إلى ربّهم – سبحانه-، لا يضامون في ذلك، فيكون كما وصف الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، عندما قال: «فما أُعطوا شيئًا أحبَّ إليهِم من النظرِ إلى ربّهم عزّ وجلَّ»؛ فالله -تعالى- قد شرّف عباده رجالًا ونساءً، وكرّمهم؛ لامتثالهم أوامره في حياتهم الدنيا، وطاعتهم له كما أمر، فخصّهم بأن رضي عنهم فلا يسخط أبدًا، ثمّ متّعهم بأن ينظروا إلى وجهه عيانًا، قال الله تعالى: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة»؛ فكان ذلك أعظم النّعم التي يتقلّب بها المؤمنون رجالًا ونساءً في الجنة.