الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان يقامر بورقة اللاجئين السوريين.. استولى على مليارات الدولارات ويبتز أوروبا بفتح الحدود.. والدول العربية تحتضن أبناء سوريا

لاجئون سوريون
لاجئون سوريون

دائمًا ما تقامر تركيا بورقة اللاجئين السوريين لديها.. ويغازل رئيسها رجب طيب أردوغان عدة مرات المجتمع الغربى وفى نفس الوقت يهدد بأن بلاده تستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين.. ورغم تضارب أعداد لاجئى سوريا فى أنقرة، فقد خدع أردوغان العالم واستولى على مليارات الدولارات مقابل استضافة أعداد وهمية من السوريين.. فى حين أن الدول العربية تستضيف الملايين من أبناء الشعب السورى الشقيق الذى فر من بلاده مع تصاعد الأحداث فى أراضيه منذ عدة عدة سنوات.

ورقة ضغط
وتلوح تركيا دائمًا بورقة اللاجئين التي اعتادت خلال الفترة الماضية على ابتزاز أوروبا بها، وقد هدد أردوغان مرارا بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين إلى أوروبا، وكرر الموقف نفسه منتصف سبتمبر الماضي، حيث قال: "ما لم يتم تقديم مساعدات ودعم للمنطقة الآمنة على الحدود السورية التركية، سنفتح حدودنا أمام اللاجئين".

أنقرة تبالغ
وكشفت عدة تقارير أوروبية أن تركيا تبالغ بأعداد اللاجئين السوريين على أراضيها، وأنه بينما تزعم أنقرة أنها "بطلة العالم" في حماية اللاجئين، فإن هناك أسبابا عديدة للشك في الأرقام التركية.


وكشف تقرير ألمانى صدر مؤخرًا، أعده معهد "دي زيم" الألماني، وهو معهد أبحاث تموله وزارة شؤون الأسرة الألمانية، أنه منذ بداية الأزمة السورية، غادر نحو مليون سوري تركيا إما للعودة إلى سوريا، أو توجهوا إلى دول في الاتحاد الأوروبي، أو دول أخرى.

وأوضح التقرير، الذي جاء بعنوان "هل يوجد 3.6 مليون لاجئ في تركيا حقا أم أن عددهم أقل بكثير؟"، أن عملية التدقيق والتحقق من أعداد اللاجئين السوريين توصلت إلى أن العدد لا يتجاوز بأي حال من الأحوال 3 ملايين لاجئ.

وتعد أعداد اللاجئين السوريين في تركيا متقلبة ودائمة التغير، لأسباب عديدة أهمها أن هناك من عادوا إلى بلادهم، ومنهم من غادر تركيا طلبا للجوء في دول أوروبية وغيرها، كما أن الأعداد عادت إلى التغير بعد المعارك التي اجتاحت مناطق في محافظة إدلب.

تسويق نفسها
وسعت تركيا إلى تسويق نفسها للآخرين، وعلى وجه التحديد للعالم العربي، بصفتها "الحامي الحقيقي للأمة الإسلامية"، بينما قدمت نفسها للمجتمع الدولي كـ"بطل حماية اللاجئين"، وللاتحاد الأوروبي باعتباره البلد الذي يحتوي على أكبر عدد للاجئين، الذين يمكن أن يتدفقوا مرة أخرى على أوروبا.

ومن المعروف أن الأرقام تعتبر "حجة" مهمة في التفاوض للحصول على الدعم الدولي، وعلى رأسه الدعم المالي، من الاتحاد الأوروبي. ووفقا للتقرير فإن عدد اللاجئين الذين غادروا تركيا إلى اليونان، خلال الفترة من 2014 إلى 2019، بلغ حوالي 1.24 مليون لاجئ، منهم نحو 616 ألف سوري.

وجميع الأرقام التى تنشرها أنقرة حول أعداد اللاجئين السوريين، مضللة بشكل صارخ، والهدف منها ابتزاز الدول الأوروبية للحصول على الأموال.

كذب أردوغان
وعلى خلاف ما يدعيه أردوغان، ذكر تقرير للمنتدى الأورومتوسطي لمعاهد العلوم الاقتصادية "فيميز" الممول من الاتحاد الأوروبي، أن عدد الشركات التي أسسها السوريون في تركيا منذ عام 2014 إلى عام 2016 ارتفع بنسبة 168%، وفي نهاية عام 2017 كان لدى تركيا 4.793 شركة سورية برأسمال قدره 39.1 مليون يورو (247 مليون ليرة).

زيادة الأموال
وفي تقرير مصور عرضته قناة "مداد نيوز" السعودية مؤخرًا، أوضح ابتزازات النظام التركي للمجتمع الدولي وخاصة الدول الأوروبية، بصفته من يضبط تدفق اللاجئين عبر الحدود التركية، مستغلًا دوره في تخفيض الهجرة غير الشرعية نحو الغرب، الأمر الذي أنتج اتفاقية لا يزال الاتحاد الأوروبي يسدد بموجبها مليارات الدولارات سنويًا لأنقرة.

وأوضح التقرير أن تهديدات أردوغان من أجل رغبته في زيادة نسبة الأموال التي يتقاضاها من الاتحاد الأوروبي وهي 6 مليار يورو خاصة باللاجئين وذلك من أجل تحديات سياسية داخلية لديه في أنقرة في ظل الوضع الاقتصادي المتأزم.

ضيوف مصر
أما مصر، فتحتضن مئات الآلاف من أبناء الشعب السورى، وتعاملهم كالمصريين تمامًا، فوفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الخارجية، يصل عدد الضيوف السوريين المسجلين في مصر 137 ألفا، أما العدد الحقيقي يقدر بـ550 ألف سوري، بنسبة 10% من اللاجئين السوريين في باقي الدول.


وتعامل مصر السوريين بالشكل الذي يحفظ لهم كرامتهم، دون إقامة مخيمات للاجئين، وجعلتهم يتجولون في البلاد دون قيود، ومستمرة في تقديم الدعم للاجئين السوريين والخدمات العامة لهم منذ عام 2012، وهي نفس الخدمات التي يتمتع بها المصريون في الصحة والتعليم والتعليم العالي، في ظل الوضع الاقتصادي والصعوبات التي تعاني منها مصر.


وهناك ٤٤ ألف طالب سوري مسجلون في مرحلة التعليم قبل الجامعي، و ٥٥ ألف طالب سوري، كلفوا مصر ملايين الدولارات، أما خدمات الصحة فكلفت مصر ١٥٠ مليون دولار سنويا، والاستجابة الدولية لدعم مصر مخيبة للآمال، حيث حصلت مصر على 10% من طلباتها مما يؤكد تحمل مصر نسبة 90% من دعم اللاجئين، في الوقت الذي تتخذ فيه بعض الدول المانحة للدول المستضيفة للاجئين معايير مزدوجة.

الدول الشقيقة
أما فى لبنان فيعتبر تدفق السوريين كبيرا جدا مع تسجيل ١.٢ مليون لاجئ سوري، ما رفع بنسبة 25٪؜ عدد سكان لبنان.. وفى الأردن يبلغ عدد السوريين ٦٢٩ ألفًا، ويوفر الأردن ملجأ لعدد كبير من اللاجئين السوريين والعراقيين والفلسطينيين، ويعيش حوالي 20٪؜ من الوافدين السوريين في المخيمات.. أما فى العراق فيبلغ عدد السوريين ٢٤٩ ألفًا، ويعيشون فى أربيل ودهوك ونينوى الأقرب إلى الحدود السورية وتضم عددا كبيرا من الأكراد، ويعيش حوالي 38٪؜ من اللاجئين السوريين في العراق في مخيمات.. كما أن السوريين نزحوا إلى دول أوروبية وأمريكية، وتقدر أعدادهم ببضعة آلاف.