الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم المصافحة بين المصلين عقب الصلاة وقول حرمًا .. الإفتاء تجيب

حكم المصافحة بين
حكم المصافحة بين المصلين عقب الصلاة

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن المصافحة بين المصلين عقبَ الصَّلاةِ مشروعة ومستحبة، وهي من محاسنِ العاداتِ التي درجَ عليها المسلمونَ في كثيرٍ من العصورِ.

وأضافت« الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال:« ما حكم حكم المصافحة بين المصلين وقول حرمًا»، أن المصافحة بين المصلين من السُّلوكياتِ الحسنةِ التي تبعث الأُلْفَة بين الناس، وتقوِّي أواصر المودة بينهم.

وتابعت" كما يُشرع دعاء المصلين لبعضهم عقب الفراغ من الصلاة بما تيسر من عبارات الدعاء؛ مثل: «تقبَّل الله»، أو «حرمًا» و«جمعًا» إلى غير ذلك الأدعية المأثورة قولها بين الناس عقب الصلاة".

وواصلت أنه لا يجوز إنكار الدعاء بين المصلين عقب الصلاة؛ لأنه مشروعٌ بأصله، وإيقاعه عقب الصلاة آكدُ مشروعيةً وأشدُّ استحبابًا، فإذا كان من المسلم لأخيه فهو أدعى للقبول، وبذلك جرت سُنّةُ المسلمين سلفًا وخلفًا.

واستكملت أن إنكارُ ذلك أو تبديعُ فاعله ضربٌ من التشدد والتنطع الذي لا يرضاه الله –تعالى- ولا رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم-.

واستشهدت بما عن أَبي جُحَيْفَةَ - رضي الله عنـه- قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم- بِالْهَاجِرَةِ إِلَى الْبَطْحَاءِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ، وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ"، قَالَ أبو جحيفة: "فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي، فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ»، رواه البخارى.

وأكدت أن دعاء المسلمين لبعضهم بقبول الصلاة عقب الفراغ منها ليس بدعًا من القول، بل هو أمرٌ مضت به سُنّة المسلمين وجرت عليه عادتهم وأخذه خلفهم عن سلفهم، ولم يحرمه أو ينكره إلا نابتة هذا العصر؛ جهلًا أو قصورًا عن إدراك مقاصد الشرع الشريف.
واستدلت على قبول الدعاء واستحبابه عقب الصلاة بما ورد عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ الْتَقَيَا فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا بَيَدِ صَاحِبِهِ، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَحْضُرَ دُعَاءَهُمَا وَلَا يَرُدَّ أَيْدِيَهُمَا حَتَّى يَغْفِرَ لَهُمَا»، أخرجه الإمام أحمد.

وأشارت إلى أن قول «حرمًا» بين المصلين عقب الانتهاء من الصلاة يعد من الدعاء بالصلاة في الحرم الشريف؛ أي: رزقك الله صلاةً في حرمٍ؛ فتكون «حرمًا» دعاء بأن يتقبل الله الصلاة كقبولها في الحرم الشريف.

وبينت أنه جرت العادة أن المصلي إذا قال لمن يصلى بجواره «حرمًا» أن يَرُدَّ عليه بقوله: «جمعًا»، والمعنى: الدعاء للداعي أن يقبلهما الله تعالى جميعًا؛ أي: ولك بمثل، أو أن يجمعهما في حرمه.

وذكرت أن هذا من مُستحسَن الدعاء، وهو في معنى الدعاء بالقبول؛ لأن الصلاة في الحرم مظنة القبول وفيها مضاعفة الثواب مائة ألف مرة، وفيه إظهار الشوق إلى حرم الله ومقدساته.

واختتمت أن في الدعاء بـ«جمعًا» امتثالٌ لقول المصطفى- صلى الله عليه وآله وسلم-: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»، متفق عليه.