قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الشريم لـ"صدى البلد": السعودية ستشهد نقلة نوعية فى الفنون.. المملكة تستثمر فى بناء قدرات أبنائها.. لدينا تراث حضاري وثقافي لا يضاهى

د. طالب فداع الشريم
د. طالب فداع الشريم

تولى المملكة العربية السعودية اهتماما بالغا بالثقافة لما له دور كبير فى التواصل مع الأخرين فى ظل حالة الانفتاح الذى تشهده المملكة حاليا من الاهتمام بإنشاء أكاديميات الفنون والتثقيف، ولما لها من دور مؤثر في الشعوب والمجتمعات، ولترسيخ الصورة النمطية الإيجابية عن الشعب السعودى، وهي تجربة جديرة وفريدة، ولا سيما من وزارة الثقافة السعودية، التي تمتلك الأدوات والكوادر القادرة على تحقيق نقلة نوعية للفنون السعودية بحلول عام 2030.وتسير الفنون في السعودية على المسار الصحيح، أسوة بالتجارب الفنية الناجحة في دول العالم، ذلك بعدما أعلنت وزارة الثقافة السعودية عن استثمارها في بناء القدرات، وإطلاقها أكاديميتين لتأهيل المواهب داخل البلاد، ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة.

وتعد الأكاديميتان الفنيتان الأخيرتان ضمن مبادرات الوزارة الـ27، التي أعلنتها ضمن استراتيجيتها، ولقي هذا الإعلان ترحيبا على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا بعد سنوات من الجدل المتكرر المثار حول افتقاد الشباب والفتيات أساسيات الفنون، أو سعيهم إلى اكتساب هذه القدرات أو تنميتها خارج البلاد، في حين ينظر اليوم إلى الفنون كأحد مقومات جودة الحياة، ورافد اقتصادي وتنموي مهم.

وحول خطى المملكة نحو مستقبل ثري ثقافيا وفنيا، الدكتور طالب الشريم عضو جمعية "إعلاميون سعوديون"، والباحث فى الفكر العربي المعاصر، يوضح لــ صدى البلد"، دور السعودية فى الهتمام بالثقافة والفنون خلال الحوار الآتى:-ما أهمية إنشاء السعودية لأكاديميتين للفنون مؤخرًا .. وانعكاس الخطوة على التواصل الثقافى مع الشعوب الأخرى؟

هي خطوة ضمن سلسلة من الخطوات المنتظرة التي ستعيد دور الثقافة والثقافية السائلة وأهميتها وانشغالاتها المثمرة فكرا وأدبا وتعزيزا للدور الذي يحمله المهتمون بالشأن الثقافي والأدبي والفكري ومختلف الفنون المهذبة، وفتح المنصات، وتحريك الأنشطة الثقافية في بلد ثري بالتنوع، ولديه من المثقفين الذين ينتظرون المساحة والضوء والهواء لمشاركة المجتمع مذاق الفنون الجميلة، وتكوين قاعدة تشتغل بالفكر ومشاربه وتقدم ما تقطفه من ثماره، وترصد الأدلجة الموجهة بعد كشفها واطلاع الناس على مذاهبها الفكرية المختلفة سواء المفيد منها أو المسيس، حتى يستطيع الفرد التفريق والتمييز بين الزبد وما يمكث في العقول، في ظل انتشار التثقيف وعدم القدرة على فلترته بدون امتلاك ذخيرة ثقافية واطلاع واسع وفكر يقارع مختلف الأفكار، ومن لم يضع له سمات متفردة لن يتواصل مع الآخر بل سيصبح كالإسفنج يمتص ما يقع عليه.. ومثلما وجه وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان بتأسيس أكاديميات للفنون، ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة في بناء وتنمية الإنسان، وتماشيًا مع رؤية وتوجهات الوزارة للإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة. مما يؤكد أن المسار يتجه نحو التنوير.

ما طبيعة العمل والدراسة بالأكاديميات الفنية فى المملكة؟

يبدو لي أنها كالأكاديميات التأصيلية التي تتيح المجال لأصحاب الاهتمام للدراسة وإطلاق القدرات الإبداعية المتميزة، ولأن مجال الفنون يرتكز على الموهبة أولا ومن ثم يأتي الصقل والتأسيس للانطلاقة، يمكن أن تدفع بمخرجات تقلص من الانتدابات التي تفد من خارج الوطن، مما يمكن أن يسد الفراغ الكبير من خلال ضخ الكوادر الوطنية التي ستؤسس لفنونها ومن ثقافتها الوطنية الثرية والمتنوعة، وتستطيع أن تقيم أنشطتها وفعالياتها دون الحاجة إلى الاستقطاب من الخارج.

وهل تأخرت المملكة فى الاستثمار في بناء القدرات؟

نعم من جهة ولا من جهة أخرى، إن المثقف في المملكة العربية يتطلع أن يكون في وطنه فضاء ثقافي أصيل ينافس بواكير النهضة العربية وروادها منذ بدايات القرن العشرين في مصر وبعض بلاد الشام والعراق وبلاد المغرب العربي، والتي خفت بريقها وأصبح الفن الطربي في الصدارة، ولا نريد أن نبدأ من حيث انتهوا بل نريد أن نبدأ من حيث بدأوا حتى نكون في هذا الوقت العصري قد عززنا من تلك الانطلاقة المتعثرة بانطلاقة جديدة نتقدم فيها على من حاد عن مسار الثقافة الفكرية والفلسفة، وننافس غيرنا في الفنون التي مازالت على فطرتها ونقائها وتنوعها ومن تربتنا المتفردة.

وعلى سبيل المثال تقام لدينا سنويا معارض الكتاب وبنظرة بسيطة على النتاج فيها نجد أنه يدور حول الرواية والشعر والنثر وكله أدب، لكننا نتطلع لمنافسة ما تحمله إلينا دور النشر العربية وكذلك العالمية من خلال الترجمة ونقلها للمتلقي، إذ نجد أن أغلب المؤلفات قديمة وبفكر قد اختلف واقعه عن الواقع المعاصر، إن المفكر لدينا يحتاج قاعدة يؤسسها معه عدد من المشتغلين بالفكر،وتوفير بنية مادية ومساحة دعم لوجستية تتسع لفضائه الفكري الذي يمكن أن يقدم نتاج وطني تقدمي قادر على صد الأفكار التي تعمل على خلق صورة ذهنية نمطية وترسيخ مقولات الرجعية بصيغة الذم بينما هي رافعة التاريخ وحاملة بذوره، وغيرها من التسميات التي تحمل على محمل التقليل والتفرقة في الجسد العربي.

أما من جهة أخرى فالمملكة العربية السعودية لم تتأخر في دعم الفنون المتنوعة وإقامة المحافل التي تدعم التراث، فلدينا الكثير من الأنشطة التي تقام في عرض البلاد وطولها من فنون وحرف وأدب وشعر ورواية وموروثات ضاربة عمقا وأصالة ممتدة عبر الأجيال، وما القرارات الأخيرة إلا نوعا من الاستمرارية والتأصيل أكثر.

ما أهم المجالات الثقافية التى تشتهر بها السعودية؟

الثقافة محيط وفي جوفها التنوع، تستوعب الشعر ولدينا الشعراء، وتستوعب الفنون الجميلة ولدينا من الجمال الكثير، ولدينا تنوع الثقافة الصوتية التي تختلف من منطقة إلى منطقة وكل منها يمتلك إمتاع المسامع بطريقته، ولدينا الأصالة العربية التي أتاحت للعربي وضع بصمته الحضارية والقيمية والرسالية في ذاكرة البشرية، وهي باقية ما بقي الإنسان المعتز بمفرادته، تقدمنا في كل المجالات في الوقت الذي ولم نتخلى عن موروثاتنا المتنوعة من عناية بالأبل والسباقات المختلفة للخيل والشعر والمنحوتات، في وقت تكثر من حولنا سباقات جسدية مستحدثة لا تراعي القيم والترقيبل عادة بأولئك إلى البدايات الأولى للإنسان، إنسان الغابة.