قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مشاجرة جديدة داخل مترو الأنفاق.. شهود عيان يكشفون كواليس الواقعة و يفجرون مفاجآت

صورة من الفيديو
صورة من الفيديو

خلال الساعات الماضية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بمقطع فيديو قصير، انتشر بسرعة كبيرة، يظهر فيه رجل يعتدي لفظيًا على سيدة مسنة داخل إحدى عربات مترو الأنفاق. الفيديو، الذي لم تتضح ملابساته كاملة في البداية، أثار موجة من الغضب والاستياء.

تفاصيل الواقعة.. مشادة داخل عربة المترو

بحسب ما ظهر في الفيديو المتداول، وقعت المشادة عندما اعترض الرجل على وجود السيدة داخل ما وصفه بـ«عربة الرجال»، وبدأ في توجيه عبارات قاسية وتهديدات لها، من بينها:
«لو فتحتي بوقك بكلمة تانية هرميكي من هنا… إنتي راكبة ليه عربية الرجالة؟ ما عندكوا عربية الستات؟».

المشهد، الذي صُوِّر وسط زحام المترو، أظهر حالة من الانفعال الشديد، وسط صمت بعض الركاب، ومحاولات خجولة من آخرين لاحتواء الموقف، دون تدخل حاسم يمنع تصاعد التوتر.

روايات متضاربة.. سيدة مسنة أم فتاة شابة؟

اللافت أن الفيديو لم يكن الوحيد، إذ انتشرت روايات أخرى لمقاطع مختلفة، ظهر في أحدها رجل مسن من صعيد مصر وهو يعنّف فتاة شابة داخل المترو، اعتراضًا على طريقة جلوسها، حيث كانت تضع ساقًا فوق الأخرى.
وظهر الرجل وهو يصرخ بأعلى صوته: «ينفع تقعدي كده قدام الرجالة؟ مفيش احترام؟»، لترد الفتاة عليه بحدة: «إنت مالك؟».

الفتاة قامت بتوثيق الواقعة عبر هاتفها المحمول، متسائلة في دهشة: «ما هذا الجنون؟»، فيما حاول عدد من الشباب المحيطين بالرجل تهدئته وإبعاده عنها، دون جدوى في البداية.

شهادات من شهود عيان

تباينت شهادات شهود العيان بشكل لافت. أحدهم أكد أنه «لا توجد عربات مخصصة للرجال في مترو الأنفاق»، موضحًا أن المترو يضم عربتين مخصصتين للسيدات فقط، بينما باقي العربات مختلطة. وأضاف أن السيدة المسنة ربما لم تلحق بعربة السيدات لضيق الوقت أو بعدها عن مكان توقف القطار.

شاهد آخر تساءل بمرارة عن سبب تصاعد التحفز بين الرجال والنساء، قائلاً:
«ليه بقينا متحفزين ضد بعض بالشكل ده؟ عشان التريند؟ ولا إحنا فعلاً بقينا كده؟ ربنا يهدي الجميع».

في المقابل، ذهب البعض إلى التشكيك في الواقعة برمتها، معتبرين أن الفيديو «مفبرك» أو «متفق عليه» بهدف صناعة تريند وجذب التبرعات، معتبرين أن ما يحدث «قله أدب في قله أدب» وتحول إلى «مسخرة».

رأي آخر.. الالتزام بالقواعد دون إساءة

عدد من المتابعين شددوا على أن القواعد واضحة، إذ لا يجوز للرجال ركوب العربات المخصصة للسيدات، بينما يجوز للسيدة ركوب العربات المختلطة، خاصة في حالات الضرورة، أو عند مرافقة الزوج أو أحد المحارم.
وأكدوا أن احترام المرأة واجب في جميع الأحوال، وأنه لا مبرر أبدًا للتعدي اللفظي أو توجيه اتهامات أو تهديدات تحت أي ظرف.

وزارة الداخلية.. فحص الفيديو واتخاذ الإجراءات

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية أنها تتابع مقطع الفيديو المتداول، وتقوم بفحصه للتأكد من توقيت نشره وملابساته، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد أي طرف يثبت تورطه في التعدي أو مخالفة القانون، مؤكدة أن التعامل مع مثل هذه الوقائع يتم بمنتهى الجدية.

 

تبقى واقعة «خناقة المترو» نموذجًا صارخًا لحالة الاحتقان التي باتت تطفو على السطح في الفضاء العام، حيث تتحول الخلافات البسيطة إلى معارك لفظية موثقة بالكاميرات، ومشاريع جدل لا تنتهي على مواقع التواصل.
وبين تضارب الروايات، وتشكيك البعض، وغضب آخرين، تظل الحقيقة الأهم أن الاحترام المتبادل وضبط النفس لم يعودا خيارًا، بل ضرورة ملحّة.