رواد النيل مبادرة تساهم في ترسيخ مفهوم ريادة الأعمال وخلق الوظائف

أطلق البنك المركزي المصري، خلال شهر فبراير الماضي، المبادرة القومية "رواد النيل" التي يمولها وتنفذها جامعة النيل الأهلية بالتعاون مع البنوك والجامعات والعديد من الجهات المحلية والدولية، لدعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والناشئة.
وتعد مبادرة "رواد النيل" نتاج اتفاقية رعاية استراتيجية وقعها البنك المركزي المصري مع جامعة النيل الأهلية تستهدف احتضان ورعاية ودعم الشباب المصري لتحويل أفكاره المتطورة إلى واقع عملي في مجالات تطوير ريادة الأعمال، وتسويق ونقل التكنولوجيا، والابتكار والتنافسية، بمشاركة 12 بنكًا كمرحلة أولى وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وذلك بالتنسيق مع كافة الجهات الداعمة بالمنظومة الاقتصادية لخلق بيئة ملائمة لتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ويستهدف البنك المركزي المصري، منذ إطلاق المبادرة في فبراير الماضي، إنشاء 30 مركزًا لتطوير الأعمال تابعة لمبادرة "رواد النيل" في 16 محافظة وذلك بمقار البنوك المشاركة وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ومن المقرر زيادة عدد مراكز تطوير الأعمال تدريجيًا خلال السنوات المقبلة لتغطي كافة مناطق الجمهورية.
وتمثل هذه المراكز النواة لتحقيق أهداف المبادرة التي تتضمن تبنى أفكار المشروعات الواعدة وتقديم الدعم الفني والتقني اللازم لها ورعايتها في جميع مراحلها حتى تتحول الأفكار إلى مشروعات على أرض الواقع، بالإضافة إلى تنمية قدرات رواد الأعمال ودعم استراتيجية تمكين المرأة اقتصاديا وتشجيع الصناعة المحلية والتكنولوجيا والتوسع في التطبيقات الرقمية لدعم القطاع الزراعي بما يساعد على سد احتياجات السوق المصري وزيادة فرص العمل.
وتهدف المبادرة لدعم نمو الشركات الصغيرة وتشجيع تأسيس الشركات الناشئة في القطاعات الاقتصادية المستهدفة باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتقديم الدعم الفني والإداري، بالتنسيق المستمر مع جميع الشركاء المعنين في المنظومة الاقتصادية، بهدف دعم المنتج المحلى وزيادة قدرته التنافسية.
وينفذ المبادرة جامعة النيل الأهلية طبقا لاتفاقية مع البنك المركزي مدتها خمس سنوات، وذلك بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ووزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والبنوك والمعهد المصرفي المصري، الذراع التدريبي للبنك المركزي، والعديد من الجهات المعنية، وشركاء آخرين من الجهات الحكومية والخاصة والجهات الدولية المانحة.
وقال طارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري، في تصريحات ان مبادرة رواد النيل تخدم الاقتصاد المصري وتتفق مع توجهات البنك المركزي المتمثلة في تنمية المجتمع، لافتًا إلى أن تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعم ريادة الأعمال والابتكار والميكنة والتحول التكنولوجي يساهم في زيادة تنافسية المنتج المحلي وتشجيع التصدير والحد من الواردات وهي خطوات مكملة للمبادرات التمويلية التي أطلقها البنك المركزي.
وأكدت لبنى هلال نائب محافظ البنك المركزي، أن البنك المركزي يهدف من خلال رعايته لمبادرة رواد النيل تشجيع القطاع المصرفي للتوسع في تقديم المزيد من الخدمات غير المالية، فالتمويل ليس هو العقبة الاساسية التي تواجه المشروعات ورواد الأعمال بل هناك تحديات أخرى منها كيفية إعداد دراسات الجدوى، وتصميم وتسويق المنتج، والهيكل الاداري، وغيرها، وهي تحديات تسعى المبادرة إلى تقديم الحلول العملية المناسبة لها.
وقال طارق خليل، رئيس جامعة النيل الأهلية، ان مبادرة رواد النيل التي تنفذها الجامعة تمثل نموذجًا يُمكن للجامعات الأخرى ومراكز الأبحاث أن تحتذي به لنشر هذا الفكر وتعظيم الاستفادة من المبادرة بما يصب في النهاية في مصلحة المواطن وتحسين مستوي معيشته.
ويسعى البنك المركزي لتحويل المبادرة إلى مبادرة قومية تغطي كافة أنحاء الجمهورية تحت العلامة التجارية رواد النيل والتي تعمل على تطبيق الأسس العالمية وتتبع الأسس العلمية في منهج عملها و تساهم في التغلب على التحديات التي تواجه قطاع المشروعات الصغيرة ورواد الأعمال واصحاب الافكار المبتكرة سواء في مرحلة تأسيس المشروع او التشغيل والمراحل التالية.
كما تقدم المبادرة التجهيزات الفنية والاستشارات الهندسية اللازمة للمبتكرين من خلال بيت التصميم بمقر جامعة النيل للوصول الي نموذج مبدئي كبديل للمنتجات المستوردة من خلال إتباع إجراءات التشغيل القياسية واختبارها لتطوير المنتجات أو تنفيذها من خلال الهندسة العكسية.
وتجدر الاشارة الي ان البنك المركزي كان قد وقع بروتوكول تعاون مع وزارة الشباب والرياضة للربط بين أنشطة مبادرة رواد النيل وانشطة الوزارة في مجال ريادة الاعمال والتثقيف المالي من خلال خلق نقاط تواجد بمراكز الشباب المحيطة بمراكز تطوير الاعمال وكذا تدريب الشباب على أسس ريادة الأعمال.
كما وقع المركزي المصري بروتوكول تعاون مع وزارة التخطيط تقوم الوزارة بموجبه بتمويل برنامج "المصنع المصغر" الذي تقوم فكرته على التعاون المشترك بين الشركات الناشئة والصغيرة مع المصممين والفنيين والمهندسين لتقديم منتج نهائي بكميات صغيرة حتى 100 وحدة للتأكد من إمكانية ترويجه وفقًا للدراسة المعدة مسبقًا.
ويرعى البنك المركزي المصري المبادرة من خلال اتفاقية رعاية مع جامعة النيل الاهلية مدتها 5 سنوات تستهدف تنمية وتأهيل وزيادة قدرات رواد الأعمال من الشباب في المشروعات الصغيرة والمتوسطة وذلك بالاستفادة من نقاط التميز لدي جامعة النيل من خبرات علمية وبحثية، وتتولي البنوك تقديم الدعم وكذلك تأسيس مقار ثابتة لمراكز خدمات تطوير الأعمال في المناطق الجغرافية ذات الفرص الاستثمارية الواعدة وخاصةً في مجالات التصنيع بكل مجالاته مما يزيد من فرص العمل للشباب.