الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم ينقلب على أردوغان.. أعلام روسيا وسوريا والأكراد تكبل أقدام الأتراك.. عقوبة واحدة من ألمانيا تهزم عقوبات ترامب الهزلية.. واجتماع ثان لمجلس الأمن

صدى البلد

* القوات التركية تقصف بلدة سورية حدودية وأنباء عن قتال

* مواجهة تلوح في الأفق في بلدة منبج بشمال سوريا

* الأكراد: نشر القوات السورية "إجراء طارئ"


مضت تركيا قدما في هجومها في شمال سوريا اليوم الثلاثاء على الرغم من العقوبات الأمريكية والمطالبات المتزايدة لها بوقفه، في حين حققت القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا تقدما في مدينة منبج الرئيسية التي انسحبت منها قوات الولايات المتحدة تنفيذا لأمر الرئيس دونالد ترامب.

ورافق صحفيون من رويترز القوات الحكومية السورية التي دخلت وسط منبج، وهي بؤرة ساخنة سبق أن سيرت القوات الأمريكية دوريات فيها بالاشتراك مع تركيا.

ورفرفت الأعلام الروسية والسورية على مبنى على مشارف المدينة ورفعتها قافلة من المركبات العسكرية.

وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن وزارة الدفاع الروسية أن القوات السورية سيطرت على منطقة مساحتها تزيد على ألف كيلومتر مربع حول مدينة منبج.

وأضافت أن تلك المنطقة تشمل قاعدة الطبقة الجوية ومحطتين للطاقة الكهرومائية وعدة جسور على نهر الفرات.

وأحدث قرار ترامب غير المتوقع التوقف عن حماية أكراد سوريا بعد اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أسبوع انقلابا في السياسة التي تنتهجها واشنطن في الشرق الأوسط منذ خمس سنوات.

وفضلا عن تمهيده الطريق أمام التوغل التركي، أطلق الانسحاب يد خصوم واشنطن في الحرب الأكثر دموية في العالم الآن، خاصة الرئيس السوري بشار الأسد وحليفتيه روسيا وإيران.

وانتشار القوات الحكومية السورية في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد بمثابة انتصار للأسد وروسيا، إذ يمنحهما موطئ قدم في أكبر مساحة متبقية من أراضي سوريا كانت خارج سيطرتهما خلال معظم سنوات الحرب الثماني.

وأعلنت الولايات المتحدة يوم الأحد سحب جميع قواتها البالغ قوامها ألف جندي من شمال سوريا. وعلى الفور أبرم الأكراد، حلفاؤها السابقون، تحالفا جديدا مع حكومة الأسد المدعومة من روسيا ودعوا القوات الحكومية السورية لدخول بلدات على امتداد الأراضي الخاضعة لسيطرتهم.

وفي منبج، قال شهود إن القوات السورية تقوم على نقاط تفتيش إلى جانب قوة كردية مسلحة من المنطقة.

وقال مسؤول بوحدات حماية الشعب الكردية إن مقاتلين مدعومين من تركيا لا يزالون على بعد 15 كيلومترا إلى الشمال من المدينة.
وتحدث مصور لرويترز على الجبهة التركية عن قصف مكثف صباح اليوم على مدينة رأس العين السورية الحدودية حيث أشار متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد إلى أن معارك عنيفة تدور.

وأعلن ترامب مجموعة من العقوبات على تركيا أمس الاثنين، وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستهدد بمزيد من العقوبات لإقناعها بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء عمليتها العسكرية في شمال سوريا.

وأضاف المسؤول "الخطة هي مواصلة الضغط على تركيا بينما نقيم فرصنا لتطبيع العلاقات. وسيكون وقف إطلاق النار عنصرا أساسيا في عودة العلاقات إلى طبيعتها".

وكانت التدابير العقابية التي أعلنتها واشنطن أمس الاثنين، لا سيما زيادة في الرسوم على واردات الصلب التركي ووقف المحادثات التجارية بين الجانبين، أقل قوة مما توقعتها الأسواق المالية مما دفع منتقدي ترامب للتنديد بها باعتبارها ضعيفة بدرجة لا تحدث تأثيرا.

والتجارة الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة محدودة نسبيا، إذ تمثل عشر حجم التجارة التركية مع الاتحاد الأوروبي. وسيكون منع تركيا من الوصول إلى الأسواق المالية الأمريكية أكثر وسائل الضغط الاقتصادي تأثيرا على تركيا، وهي خطوة لم يلجأ إليها ترامب بعد.

وفيما قد تكون ضربة أكثر تدميرا، قالت شركة فولكسفاجن الألمانية لصناعة السيارات إنها أرجأت اتخاذ قرار نهائي بشأن بناء مصنع قيمته مليار يورو (1.1 مليار دولار) في تركيا، معللة ذلك بمخاوف بشأن "التطورات الأخيرة" بعد التنديد الدولي بالتوغل.

وفي أعقاب إعلان ترامب، قالت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الاثنين إنها فرضت عقوبات على وزراء الطاقة والدفاع والداخلية الأتراك وكذلك على وزارتي الطاقة والدفاع.

* اتهامات بالخيانة

دافع ترامب عن تغييره للسياسة الأمريكية إزاء سوريا في إطار خطة لإخراج الولايات المتحدة من حروب "لا نهاية لها" في الشرق الأوسط تطبيقا لرؤيته بأن الولايات المتحدة يجب ألا تضطلع بدور شرطي العالم.

لكن منتقديه، ومن بينهم شخصيات كبيرة في حزبه الجمهوري، صوروا ما أقدم عليه ترامب بأنه خيانة للأكراد، وهم حلفاء مخلصون فقدوا آلاف المقاتلين خلال قيامهم بدور القوة البرية الرئيسية في معركة واشنطن ضد تنظيم داعش.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي في القوات التي قاتلت الدولة الإسلامية، جماعة إرهابية متحالفة مع المسلحين الانفصاليين الأكراد في تركيا.

وتقول تركيا إنها تهدف لهزيمة الوحدات وإقامة "منطقة آمنة" داخل سوريا لإعادة توطين الكثيرين من بين 3.6 مليون لاجئ فروا من الحرب السورية وتستضيفهم تركيا على أراضيها.

وقالت الأمم المتحدة إن 160 ألف شخص فروا من ديارهم مع تقدم القوات التركية. وتقول الإدارة الذاتية الكردية إن عدد النازحين بلغ 270 ألفا.

في غضون ذلك، قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا غدا الأربعاء على الأرجح لبحث آخر التطورات في سوريا. وسيكون ذلك ثاني اجتماع للمجلس منذ أن بدأت تركيا هجومها.

وذكر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أنه ربما يجري تحميل تركيا المسؤولية عن جرائم حرب ارتكبها مقاتلون تحت إمرتها، وقد يشمل ذلك اغتيال مسلحين السياسية الكردية هفرين خلف على جانب طريق سريع يوم السبت ونشر الواقعة على الإنترنت.