الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عندما يذبح أردوغان الجيش التركي على أعتاب سوريا


اختلق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أسبابا واهية ليغزو الشمال السوري، وليشرع في إقامة منطقة آمنة جنوب تركيا وشمال سوريا. لتحميه من الإرهابيين، كما يدعي، وليعيد توطين اللاجئين السوريين فيها كما يتصور.

الحاصل أن ما أقدم عليه أردوغان في سوريا "مغامرة فاشلة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كما أنها لن تحقق له أيًا من أهدافه، ومنها صرف الأتراك عن الاعتراض على الأوضاع المعيشية الصعبة وبيئة الاقتصاد المتردي.

فـ "مغامرة سوريا"، محكوم عليها بالفشل تمامًا، وستجر الكثير من المتاعب على أردوغان وحكمه.

وبقراءة مفصلة فيها، فإن أردوغان يتصور أن بإمكانه أن يغزو بجيشه شمال سوريا ويخضع المدن والبلدات السورية لسيطرته، ويقول إن المنطقة الآمنة تمتد من " منبج" حتى الحدود العراقية، ووفق التسريبات التي خرجت فإن التفاهمات التركية – الأمريكية بشأن المنطقة الآمنة شمال سوريا، كانت وفق التصورات التركية تمتد بعمق 40 كيلو متر داخل سوريا وطول نحو 460 كيلو متر بطول الحدود السورية التركية، لكن ترامب وقبل ان يلغي تفاهماته مع أنقرة ويتحرك لفرض عقوبات عليها، وافق على ان يكون العمق بنحو 4-14 كيلو متر، وطول لا يزيد عن نصف المسافة التي اقترحتها أنقرة.

لكن الواضح، أن القصة كلها من جانب أنقرة "مفبركة". والمواجهة التركية مع الأكراد على مختلف صنوفهم تمتد لعشرات السنين الماضية. ولم تهدأ في أي وقت مضى، بالرغم من القمع التركي لمطالب الأكراد ووقف أنقرة ضد مطامحهم في إقامة حكم ذاتي.

لكن أردوغان يزايد بخصوص هذه المنطقة الآمنة ويحرك جيشه، ليحقق بعض أوهامه وأحلامه البغيضة داخل سوريا..

وللحكم على هذه المغامرة دون السقوط في فخ التفاصيل يمكننا تلخيص الآتي:

أولها وجود معارضة دولية شرسة ضد العدوان التركي على سوريا. و رفض تام من جانب الاتحاد الأوروبي، وواشنطن التى قلبت يدها عن أردوغان وأسقطته في الفخ، كلاهما يعارض إبادة الاكراد وكلاهما يرفض تنفيذ أحلام أردوغان على الأرض.

النقطة الثانية، أن الاكراد المسلحون طوال عمرهم سينتهزون فرصة دخول الجيش التركي إلى مدنهم وأراضيهم وينقضون عليه بحرب استنزاف ستكلفه الكثير ولن يخرج منها منتصرًا، فقط تنقشع الغيوم ويبدأ الاكراد الدفاع عن أنفسهم وعن مدنهم ونسائهم وقراهم وبلداتهم.

النقطة الثالثة، أن الرئيس السوري بشار الأسد، لن يضع يديه في يد أردوغان الذي باعه من قبل وطوال الأزمة السورية ولن يحقق له مراده. والمعنى أنه من الوارد أن يحارب الجيش السوري ضد تركيا دفاعا عن أراضيه.

النقطة الرابعة، ايران الموجودة في سوريا لن تقف متفرجة وأردوغان "يقضم" هذه القطعة الكبيرة من الأرض السورية ويبسط نفوذه عليها. ومهما كانت العلاقة بين طهران وأنقرة. فتحركات أردوغان خارج اللعبة وبغبائه أصبح هدفا للجميع.

النقطة الخامسة، أن الهجوم التركي على الشمال السوري واستباحة مدن الأكراد سيعطي قبلة الحياة لنحو 30 ألف داعشي تحت سيطرة القوات الكردية وفي السجون، وانطلاق هؤلاء مجددا وفك اسرهم سيدفع بالمنطقة في آتون خطر.

وبفرض وهذا لن يحدث ان قام الجيش التركي بالسيطرة على كل هذه المنطقة في شمال سوريا- فإنه لن يهنأ بداخلها وسيصبح الجنود الأتراك هدفا للجميع، ولكل القوى.

وقبل ان نغلق سطور هذا المقال لا يفوتنا أن نذكر بمعركة تصفية الحسابات بين أردوغان والجيش التركى، وهى معركة ممتدة منذ سنوات وأردوغان يريد ان يكسر شوكة هذا الجيش القوى بالدستور والقوى منذ تأسيس أتاتورك دولة تركيا الحديثة، وربما من بين أهداف أردوغان السرية في معركة سوريا كسر هيبة ونفوذ جنرالات الجيش التركي، وإلحاق اي هزيمة أو انكسار بهم، ليسهل بعد ذلك اقتيادهم ويقلل جموحهم في الإطاحة به وفي الانقلاب على حكمه الأسود.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط