الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تقرير إسرائيلي: أمريكا نصبت فخا لـ أردوغان في سوريا

ترامب وأردوغان
ترامب وأردوغان

قال محلل الشؤون العسكرية في مجلة "يسرائيل ديفنس" عامي روحكس دومبا، إن اللغط المثار بشأن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا وتخليه عن الحلفاء الأكراد الذين قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية ضد داعش، يحتوي على انتقادات شديدة لترامب، لكن هناك زاوية أخرى لم يتطرق كثيرون إليها.

وأضاف الكاتب الإسرائيلي، أنه ليس محاميا مدافعا عن ترمب، لكنه يحاول النظر إلى الواقعة من زاوية أخرى، ويرى في قرار الرئيس الأمريكي تفكيرا استراتيجيا الهدف منه نصب فخ للرئيس التركي وتوريطه في سوريا لتحقيق أهداف، حالت الحساسية السياسية للوضع التركي مع حلف الناتو والولايات المتحدة، دون تطبيقها خلال الفترات الماضية.

ويوضع أن دخول الجيش التركي إلى شمال شرق سوريا، يمكن تستخدمه الإدارة الأمريكية لتحجيم قوة الرئيس التركي، حيث أصبحت تركيا منذ أزمة صواريخ إس 400 الروسية، تمثل إشكالية كبيرة بالنسبة لترامب وحلف الناتو. 

فعلى الأراضي التركية، يتم تخزين أسلحة نووية أمريكية هي في الأساس موجهة ضد روسيا، كما أن تركيا تشكل حاجزا في وجه المهاجرين من أفريقيا إلى أوروبا، ومن ناحية أخرى فإن الرئيس التركي يضر بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية وغيرهم من خلال تعامله مع الجانب الروسي، ناهيك عن الأنباء التي نقلتها وسائل الإعلام بشأن الدعم التركي لتنظيم داعش الإرهابي خلال قتاله ضد القوات الأمريكية، بالإضافة إلى أن تركيا تساعد إيران في الالتفاف على العقوبات الأمريكية.

على هذا النحو، تشكل تركيا تحديا للسياسة الخارجية الأمريكية. وعندما هدد البيت الأبيض بفرض عقوبات على تركيا بسبب شراء الأسلحة الروسية، لم تنفذها. لذا فإن دخول أردوغان إلى سوريا سمح لترامب بفرض عقوبات على تركيا على الفور من خلال مرسوم رئاسي. ويبحث البرلمان الأمريكي حاليا تشريعا يتيح فرض عقوبات على تركيا وكل من يساعدها في الحرب على سوريا.

كما سمح دخول أردوغان إلى شمال سوريا للاتحاد الأوروبي بفرض حظر على الأسلحة إلى تركيا، وهي خطوة تهدف إلى إضعاف الصناعة العسكرية والجيش التركي. هذه الخطوة لم يكن الاتحاد الأوروبي قادرا على اتخاذها قبل دخول أردوغان سوريا.

ويشير دومبا إلى أن قيام الرئيس التركي بخرق القواعد سوف يسبب أضرارا اقتصادية ولوجستية للبلاد. بمعنى آخر، فإن خروج الولايات المتحدة من شمال سوريا سمح بتنفيذ مجموعة من الأدوات المناهضة لتركيا والتي كان يصعب تنفيذها بطريقة أخرى بسبب حساسيتها السياسية، أي عضوية تركيا في حلف الناتو وتخزين الأسلحة النووية على الأراضي التركية، والوقوف كعائق في وجه الهجرة إلى أوروبا.

ويشير الكاتب الإسرائيلي إلى أن الخطاب العام الأمريكي، بدأ يتطرق مرة أخرى إلى مسألة القنابل النووية في تركيا، وهي إشارة قوية لأردوغان بأنه سيبقى دون ردع نووي ضد روسيا، حيث يعرف أردوغان تاريخ تركيا العسكري ويعرف أهمية التخلي الأمريكي في مواجهة روسيا.

ويلفت الكاتب إلى رغبة تركيا في البقاء بشكل دائم في شمال سوريا. ويقول إنه إذا نفذ أردوغان تهديده، فسيكون الأمريكيون قادرين على تسليح الأكراد والمنظمات الأخرى في المنطقة بالأسلحة المناسبة والتسبب في خسائر للجيش التركي. إلى جانب العقوبات الاقتصادية ، كل هذا من شأنه أن يؤدي إلى تآكل شعبية أردوغان.

بالإضافة إلى ذلك، فإن دخول تركيا في شمال سوريا بمثابة إسفين في الطموحات الروسية في سوريا. فالرئيس الروسي يريد وحدة الأراضي السورية، وبالنسبة للولايات المتحدة إذا كان هذا مهمًا بالنسبة له - فعليه أن يقاتل الأتراك بنفسه.