نشرت وكالة نوفا الإيطالية تقريرا عن خروج مظاهرات حاشدة لدعم الفلسطينيين في ظل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.
وقال التقرير إن المطر وسوء الأحوال الجوية لم يمنع الإيطاليين من المشاركة في الإضراب الوطني العام، حيث انطلقت مسيرات داعمة لفلسطين ورافضة للإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين العزل في قطاع غزة وعلى نحو مصغّر في الضفة الغربية، حسبما أفادت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وانطلقت نحو 80 مسيرة في جميع المدن الإيطالية على الرغم من موجة الطقس السيئ ضمن إضراب شامل دعت إليه نقابة القاعدة المستقلة بمشاركة عمال السكك الحديدية، والنقل العام المحلي، والموانئ، وسيارات الأجرة، والمدارس، والجامعات.
وأكدت نقابة القاعدة المستقلة أن التعبئة العامة جاءت "ردًا على الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، وحصار الجيش الإسرائيلي للمساعدات الإنسانية، والتهديدات الموجهة لبعثة أسطول "الصمود" الدولي، الذي يضم عمالًا ونقابيين إيطاليين على متنه، والملتزمين بتوصيل الغذاء والضروريات الأساسية للشعب الفلسطيني".
وأكدت النقابة أن الدعوة إلى التعبئة العامة جاءت "ردًا على الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، وحصار الجيش الإسرائيلي للمساعدات الإنسانية، والتهديدات الموجهة لبعثة أسطول الصمود الدولي، التي تضم أيضًا عمالًا ونقابيين إيطاليين يشاركون في إيصال الغذاء والضروريات الأساسية للشعب الفلسطيني".
وفي العاصمة الإيطالية روما، اجتاز موكب من الشباب شارع باريسي باتجاه شارع فيتوريو إيمانويل أورلاندو، مرددين هتافات مؤيدة للفلسطينيين ومنددة بالإبادة الجماعية في غزة.
وشارك أكثر من 20 ألف شخص في المظاهرة التي نُظمت أمام محطة تيرميني في ساحة سينكويشينتو. وتشير التقارير إلى تزايد عدد المتظاهرين. وتعمل المحطة حاليًا عبر نقاط تفتيش مُراقبة.







وانضمت جمعية الصداقة العربية الإيطالية للإضراب، حيث ذكرت في بيان: "نعلن الإضراب ضد الإبادة الجماعية في فلسطين، وضد تزويد إسرائيل بالأسلحة، وضد غياب تدخل ملموس لفك الارتباط مع الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى دعم غير مشروط لمهمة أسطول الصمود العالمي الساعي إلى إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني".
وأضافت الجمعية "سنكون في الساحة لنؤكد أننا لا نريد أن نكون متواطئين، بصمتنا، في الحرب على غزة"، موضحة: "22 سبتمبر سيكون يومًا يمكن للجميع النزول فيه إلى الشارع لقطع أي تعاون مع إسرائيل والدفاع عن غزة".
وفي ميلانو، كانت الاضطرابات ناجمة بشكل أكبر عن سوء الأحوال الجوية أكثر منها عن إضرابات عمال النقل العام خلال الإضراب الذي دعت إليه اليوم عدة نقابات شعبية للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وخلال المرحلة الأولى من الإضراب، من الساعة 8:45 صباحًا حتى الثالثة مساءً، توقف خط المترو رقم 4 فقط، بينما عملت الخطوط الأخرى بشكل طبيعي.
وتأثر النقل البري بكثافة حركة المرور وسوء الأحوال الجوية، و تسببت الأمطار الغزيرة، المستمرة منذ صباح اليوم، في فيضان حوض ميلانو، ومنذ الساعة 10 صباحًا، تسببت في فيضانات في نيغواردا في حي براتوسينتينارو.
غلق المدارس وتواطؤ “مايكروتكنيكا”
وفي تورينو منذ ساعات الصباح الباكر، أغلق الطلاب والناشطون المؤيدون لفلسطين مداخل حرم جامعة لويجي إينودي، مانعين بذلك بدء الدراسة.
وأوضحت لجان الطلاب في تورينو: "نغلق المدارس والمدن لأنه لم تعد هناك قاعات دراسية في غزة، ولا مستشفيات".
وفي الساعة 9:30 صباحًا، تجمع نحو ألف متظاهر في ساحة أرباريلو، بينما انطلقت مسيرة من حرم إينودي باتجاه ساحة كارلو فيليس، أمام محطة قطار بورتا نوفا، مركز التجمع.
وهتف الشباب الذين ساروا على طول شارع كورسو فيتوريو إيمانويل الثاني وفي حي سان سالفاريو بالقرب من الكنيس، تحت حماية طوق أمني، "تورينو تعرف إلى أي جانب تقف، فلسطين حرة من النهر إلى البحر".
كان الهدف من المسيرة مصنع مايكروتكنيكا السابق "أحد رموز الحرب. نطالب بوقف الإنتاج. لا مزيد من الأرباح على حساب الشعب الفلسطيني".
ومن ساحات شمال سردينيا، وصلت رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني وإدانة لقصف غزة. وفي ساساري وأولبيا وسانتا تيريزا غالورا، شهدت المظاهرات تظاهرات طلابية وجمعيات ومواطنين ضد الصراع ومطالبين بإنهاء العنف.
وفي ساساري، تجمع آلاف الأشخاص في ساحة إيطاليا، أمام مقر المحافظة، بمشاركة واسعة من طلاب المدارس الثانوية واللجان التي تعمل منذ شهور ضد الحرب في فلسطين.
وأكد المنظمون أن سردينيا، المتضامنة دائمًا مع القضية الفلسطينية، تعاني بشكل مباشر من عواقب الحروب الإمبريالية وصناعة الأسلحة.
كما انضم العديد من التجار إلى الإضراب، حيث اختار بعضهم إغلاق متاجرهم، بينما تبرع آخرون بجزء من عائداتهم للتضامن، فقد أعلنت مكتبتا "ميساجيري ساردي" و"ديسي" عن تبرعهما بـ 15% من مبيعاتهما اليومية لجمعية "بونتي نون موري"، رافق ذلك معرض للكتب المخصصة للتوعية بالصراع وجمع تبرعات عفوية لصالح الفلسطينيين.
وفي أولبيا، عقب اعتصامات المطار التي اندلعت في الأسابيع الأخيرة احتجاجًا على الرحلات الجوية القادمة من تل أبيب، انطلق المتظاهرون من ساحة كريسبي إلى مبنى البلدية، بتنظيم من منظمتي "نون أونا دي مينو نورد سردينيا" و"برايد إنفوغاو".
وفي سانتا تيريزا غالورا، تركز الاحتجاج في ساحة فيلامارينا، بتنظيم من مجموعة "لونغوني بير لا بالستينا"، حيث أعاد الناشطون إطلاق عريضة تطالب المؤسسات المحلية باتخاذ موقف رسمي ضد العنف المستمر ضد الفلسطينيين، والبدء باتفاقية توأمة رمزية مع بلدية فلسطينية، ومنح فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، الجنسية الفخرية.
وفي نابولي، ساحات محتلة، ومواصلات متوقفة أو متقطعة، وخدمات القطاع الثالث متعثرة. كما تعاني المنطقة الغربية من نظام مروري فريد، مع إغلاقات وتحويلات طرقية طُبّقت في أعقاب وصول رئيس الدولة سيرجيو ماتريلا بمناسبة بدء العام الدراسي 2025/2026.
وانطلقت مسيرة في ساحة غاريبالدي، مما سيؤثر سلبًا على حركة حافلات الترام، حيث يقتصر عمل خطي الترام 412 و421 على العمل بين سان جيوفاني وكولومبو.
كما انضمت إلى الإضراب عدة منظمات غير ربحية وممثلون عن النظام التعليمي. ومن بين المشاركين أعضاء الشبكة التعليمية "دالا بارتي دي بامبيني"، إلى جانب هيئة التدريس فيها، الذين رفعوا لافتة "دالا بارتي دي بامبيني" (إلى جانب الأطفال)، "لنرفض الإبادة الجماعية المستمرة، ولنؤكد على رؤية مواطنة عالمية قائمة على السلام والعدالة والتضامن".
كما انضمت روابط وجمعيات الصحافيين الإيطاليين والأجانب الى ما سمته "التعبئة العامة لتبيان حقيقة الإبادة الجماعية في غزة"، على حد قول موقع جمعية الصداقة العربية الإيطالية.
وقررت العديد من الجامعات، المدارس ، وعمال الموانئ، التوقف عن العمل اليوم احتجاجًا على الإبادة الجماعية فى فلسطين تحت شعار "ليتوقف كل شىء.. فلسطين فى القلب"، يترافق مع كل ذلك مسيرة في العاصمة روما، فيما ستُنظم احتجاجات في أكثر من 60 مدينة إيطالية.