الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جاسوس إيراني يورطه.. ترامب يتلقى ملايين الدولارات من أردوغان لتلميع صورته

صدى البلد

كشفت دراسة أمريكية عن حجم الأموال التي أنفقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته خلال الأعوام الماضية، والتي تكشف صفحات جديدة من فساد نظامه.

وبحسب صحيفة "زمان" التركية، أكدت الدراسة التي أجراها الكاتب والصحفي الأمريكي آدم كلاسفيلد، أن أنشطة اللوبي وجماعات الضغط التركية شهدت منذ حوالي 5 سنوات طفرة غير مسبوقة في الولايات المتحدة، وقالت إن جماعات الضغط الأمريكية والجمعيات الخيرية الموالية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تلقت ملايين الدولارات من الحكومة التركية والشخصيات المرتبطة بها للقيام بـ"تبييض وجه" أو تحسين صورة أردوغان في العالم الغربي.

وأضافت أن بداية هذا التوجه التركي ترجع إلى عام 2014، عندما ظهرت تسجيلات صوتية لرئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان وهو يأمر فيها ابنه بلال بإخفاء مليارات الدولارات التي حصل عليها عن طريق غسيل أموال سوداء، والتي كانت تشير إلى خوف أردوغان من قيام شرطة إسطنبول بمداهمة منازل ومواقع كبار المسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم، بعد اعتقال حليف أردوغان رضا زراب، تاجر الذهب إيراني الأصل، بتهمة الفساد والرشوة.

وتابعت الدراسة أنه وعلى الرغم من تشكيك الحكومة التركية في صحة التسجيلات الصوتية إلا أن تحليلات شركات معنية متخصصة كشفت صحتها.

وتسببت تلك التسريبات بالفعل في تشويه صورة وسمعة أردوغان الذي كانت جماعات الضغط الأمريكية المرتبطة به تقوم بالداعية لصالحه مقدمة إياه على أنه زعيم سياسي يجمع في حكومته المعايير الإسلامية والديمقراطية في آن واحد.

وبعد 3 سنوات من الفضيحة، وخروج زراب من السجن بعد تدخلات من أردوغان، ألقت السلطات الأمريكية القبض على رضا زراب أثناء زيارته للولايات المتحدة، وفتحت محكمة اتحادية في نيويورك تحقيقات بحقه بتهمة تأسيس شبكة فساد وغسيل أموال دولية من أجل اختراق العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

دفع ما تعرض له زراب أردوغان إلى بذل كل ما في وسعه من أجل الحيلولة دون وصول اتهامات الفساد والرشوة وخرق العقوبات الأمريكية إلى نفسه من خلال ممارسة ضغوط كبيرة بمساعدة من إدارة الرئيس دونالد ترامب ومحاميه رودي جولياني.

وقال آدم كلاسفيلد، إن شركة كورتهاوس نيوز، درست قاعدة بيانات جماعات الضغط الخارجية لوزارة العدل بهدف تحديد أكبر خمسة متلقين للأموال المرتبطة بالحكومة التركية بين عامي 2014 و 2018، ما كشف عن أن أول 5 شركات أو مجموعات لوبي عملت لصالح تركيا، تحظى جميعها بعلاقات قوية للغاية مع إدارة ترامب، وهي (Amsterdam & Partners, Ballard Partners, Gephardt Group, Greenberg Traurig, Mercury Public Affairs).

وأضاف: "تضاعفت ميزانيات هؤلاء الخمسة، بما في ذلك المقاولون من الباطن، من 1.7 ملايين دولار في عام 2014 إلى أكثر من 7.3 ملايين دولار في عام 2018. كما تضاعفت ميزانيات الجمعيات الخيرية الموالية لتركيا المرتبطة بكل من أردوغان وترامب خلال هذه الفترة”.

ويقدر ما أنفقه أردوغان من مال الدولة على تلميع صورته بعدما تلطخ عقب ارتكابه جرائم فساد ورشوة مع شريكه الإيراني رضا زراب الذي كشفت الوثائق التي سربتها المعارضة التركية في عام 2017 أنه جاسوس يعمل لصالح إيران، بحوالي 6 ملايين دولار.

كما وقع نجل أردوغان على أوراق تأسيس مؤسسة “توركين” الخيرية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، بعد بضعة أشهر فقط من ظهور التسجيلات التي كان والده أردوغان يطالبه فيها بإخفاء الأموال عام 2014 والتي أثارت ضجة كبيرة في البلاد، وبصفتها شركة معفاة من الضرائب، يمكنها عدم الإفشاء عن الجهات المانحة، لكنها أبلغت عن تلقيها مساهمة تزيد قيمتها على 24 مليون دولار في السنة المالية التالية.

وواصل كلاسفيلد: "أنفقت المؤسسة الخيرية توركين هذه الأموال ببذخ، ودفعت أكثر من 17.5 ملايين دولار للمواقع التي تقوم ببناء ناطحة سحاب مؤلفة من 32 طابقًا في وسط مانهاتن، لاستخدامها كسكن للطلاب المسلمين. كما اشترت تلك المؤسسة مزرعة الملاكم الأسطوري محمد علي في ميشيغان في وقت سابق من هذا العام مقابل 2.5 مليون دولار".