الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام الإبراشي !!


كنت أشعر ببعض التعب منذ فترة تزيد على الخمسة أشهر، وكعهدي بنفسي، لا أكترث كثيرًا لأموري المرضية، ولست من الشخصيات التي تجري على الأطباء إذا شعرت بأي ألم، وقد أكون مخطئة، لكن هذه أنا، فكثيرًا ما أهون على نفسي بالقول: "إن شاء الله وعكة صغيرة وستمر".. ولكن بعد أن طال الأمر، ووصل إلى حد عدم قدرتي على النوم، فقررت أن أذهب لجراح عظام، نصحني به بعض الزملاء. وقد كان، وطلب الطبيب إجراء أشعة عادية، ثم بعد ذلك "رنين" واكتشف أن لدي قطع جزئي في وتر أحد الكتفين، إضافة للخشونة في الكتفين وعظمة الترقوة.. ثم قال ما لا أود سماعه: "لازم عملية".. فكشَّرت وسألته: ممكن أبدأ علاج طبيعي أولًا.. فقال بسخرية (أنه لا فائدة) كيفما تشائين، لكن إذا لم يحدث تحسن، فلابد من إجرائها!


ولأنني ممن تردد على غرف العمليات أكثر من مرة، فأكرهها وأكره تبعاتها وسيرتها.. وبدأت في البحث عن مركز للعلاج الطبيعي، فشعرت بحيرة من الذي أتوجه إليه، خاصة أن المسألة تحتاج لجهد عالي يعتمد على أطباء وليس مجرد فنيين في المراكز، والتي تُدار أغلبها بهذه الطريقة.. فألهمني ربي أن أتصل بزميلي وصديقي المحترم كمال عبد الواحد، والذي يعمل إلى جانب الأهرام، مدرب الأحمال للمنتخب المصري، ويُعد علم من أعلام كرة القدم المصرية وشاهد على العديد من البطولات والألقاب التي حصل عليها الفراعنة في السنوات الأخيرة.. فاتصلت به لأستشيره في هذه المراكز، فقال لي: "سيبك من كل دول، وأنا حرتبلك لقاء مع د. حسام الإبراشي ".


وبالفعل رتب لي موعد مع الدكتور حسام الإبراشي ، وذهبت له عصر اليوم التالي.. وكنت قد بحثت عنه في الانترنت قبل مقابلته، لأعرف لمن سأذهب.

فقرأت أن الدكتور حسام الإبراشي، كان يشغل منصب أخصائي العلاج الطبيعي للمنتخب الوطني، وتقدم بالاعتذار عن منصبه لاتحاد الكرة، عقب المشاركة في مونديال كأس العالم 2018 بروسيا، من أجل إتاحة الفرصة للكوادر الشابة للتواجد مع المنتخب.. وقرر الأبراشي التفرغ لعيادته ومهام عمله الأساسي.


"الأب الروحي"، هكذا، كان يُطلق على الإبراشي داخل المنتخب، فهو صاحب تاريخ طويل في الكرة المصرية، وقضى 16 عامًا مع جميع الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية.

أكتب اليوم عن الدكتور حسام، ليس لأنه عالجني أو أتم شفائي، أو أنني انتهيت من مهمتي، ولكن لإعجابي بأسلوب إدارة هذا الطبيب لعمله وحبه وتفانيه فيه وحب العاملين معه له.. فلديه فريق من كوادر شابة متخصصين في العلاج الطبيعي، ويعملون بحب، كخلية النحل، منظمة ومكملة لبعضها داخل العيادات التي يمتلكها.


ونظرًا لأنني، قمت بعمل خمس جلسات إلى الآن، فأجلس قرابة الساعة والنصف، أنتقل من جهاز لآخر، أتابع المرضى الذين يمرون على الدكتور داخل العيادة، التي ارتادها، حيث يقوم الدكتور حسام بالفحص الأولي للمريض، ويطلع على الأشعة، ليعرف أي الأجهزة يحتاجها كل مريض، وفقًا لحالته، وليس هذا فحسب، بل يحفظ معظم حالاته بالأسماء، ويقوم بتوجيه كل مريض لطبيب مختص بعمل اللازم له مع متابعته الشخصية.. لمتابعة الحالة، على عكس معظم العيادات الأخرى، تقوم بهدف التربح من المرضى، ولا يهم من الأساس، المريض، لكن الأهم، الحصيلة التي سيعود بها الطبيب بعد انتهاء يوم عمل في العيادة.


وعلى الرغم من أنني لا أعلم، ما الذي يكتبه الله سبحانه وتعالى لي وأي الخياران سأسير فيه، الشفاء أم الجراحة، إلا أنني استشعرت في كتابة هذه السطور عنه، إيمانًا مني، بأن لكل مجتهدٍ نصيب، وأن كل إنسان يخلص النوايا ويعمل بجد واجتهاد وتفاني، لابد وأن يُجزى حقه، ويُسطَّر قيمة، كنوع من التكريم.


من كل قلبي: كما دأبنا دومًا على عبارة أن هذا البلد طارد للكفاءات، إلا إنني اليوم، أتمنى أن نرى العديد من الأبراشي، في كل المجالات بدءًا من المجالات العلمية وانتهاء بأسماء تلمع في سماء العمالة المصرية (عُمال) وصولًا لقامات الفن الرفيع، الذي نفتقده هذه الأيام.


أسأل كل من يقرأ المقال أن يدعو لي بالشفاء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط