أكبر قبة وسجادة و40 ألف مصل.. حكاية مسجد حطم الأرقام القياسية في الإمارات

كشف الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الأثار السابق حكاية أحد المساجد الشهيرة والمميزة في الدول العربية، وهو مسجد الشيخ زايد فى أبو ظبى.

وقال عبد اللطيف لـ"صدي البلد" إنه يعتبر ثالث أكبر مسجد فى العالم من حيث المساحة الكلية بعد الحرمين الشريفين بمسافة تبلغ 41222 مترًا مربعًا،بدون البحيرات العاكسة حوله وكذلك هو واحد من أكبر عشرة مساجد فى العالم.

وتابع: بلغت نفقات إنشائه حوالى مليارين و 167 مليون درهم إماراتى ، وبعد إتمام بنائه حطم هذا المسجد عديد من الأرقام القياسية العالمية،ومنها على سبيل المثال قبة المسجد الرئيسية التى تعتبر أكبر قبة فى العالم،حيث يبلغ ارتفاعها 83 مترا وبقطر داخلي يبلغ 33.8 متر،وأبعاد المسجد من الداخل فتصل إلى 50 مترًا × 55 مترًا.

تغطي أرضية المسجد أكبر سجادة فى العالم وتبلغ مساحتها 5 آلاف و 627 مترًا مربعًا وصممت بفنون راقية وجميلة ، ويستوعب مسجد الشيخ زايد 40 ألف مصلى كما يحتوى على أربعة مآذن شاهقة توجد فى أركان صحنه الخارجى ويبلغ ارتفاع كل واحدة من المآذن الأربعة حوالى 107 متر وتم كسوتهم جميعًا بالرخام الأبيض.

وتابع:المسجد علي إسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – مؤسس وقائد دولة الإمارات العربية المتحدة،وهو الذى وجه لبناء هذا المسجد فى عام 1996م ليكون صرحًا إسلاميًا يرسخ ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها الدينية السمحة ومركزًا لعلوم الدين الإسلامى.

وقال:لهذا يجدر بنا أن نتحدث عن شخصية الشيخ زايد الذى أقام اتحاد الإمارات العربية فى الخليج وجعله دولة متقدمة بكل المقاييس،بل أنها حاليًا فى مصاف الدول التى يضرب بها المثل فى الرفاهية والدخل الفردى المرتفع،وذلك بفضل جهود الشيخ زايد وإيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للشعوب وأن لشعبه وبلاده القدرة على تحقيق المستحيلات.

وقد ولد الشيخ زايد عام 1918م فى مدينة العين وقد انعكست نشأته فى بيئة صحراوية قاسية لتشكل منه شخصية مرموقة،تتميز بالانشراح وسعة الصدر ونفاذ البصيرة وطول البال وتطغى عليه الحكمة ليصبح حكيم العرب.

وقد تولى الشيخ زايد حكم العين عام 1946م ثم فى عام 1966م تولى مقاليد الحكم فى أبو ظبى،فوضع برنامجًا ضخمًا لعملية الإنماء وبدأ يدفع أبناء شعبه بكل طاقاتهم فى هذه العملية،كما دعا الكفاءات الأجنبية لدعم هذه المسيرة بالخبرات.

وعندما خرج الاحتلال البريطانى من منطقة الخليج انتهز الشيخ زايد الفرصة وعقد مجموعة من الاتفاقيات تمكن من خلالها فى تحقيق حكمه الكبير وأقام دولة الإمارات العربية فى ديسمبر عام 1971م والتى تتكون من سبع إمارات وهى أبوظبى ودبى والشارقة ورأس الخيمة وعجمان وأم القوين والفجيرة،وله الكثير جدا من المواقف الوطنية المشهودة.