الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التنمر


التنمر مشكلة المشاكل، فكثيرا ما نجد طفلا يعاني بدنيا أو نفسيا أو عاطفيا والحكاية من أولها أن كثيرا من الأباء والأمهات لا يعرفون كيف يحمون أطفالهم من التنمر والعنف والبعض الآخر لا يعرفون أصلا اذا كان أطفالهم ضحايا للسلوكيات المؤذية لأشخاص يتنمرون بهم داخل المدرسة أو حتي خارجها. 

والتنمر كما يؤكد المتخصصون هو سلوك متكرر وليس حادثا منفردا يمارس من أطفال في موقع قوة كالأطفال الأكبر حجما مثلا أو الأكثر قوة بدنية أو هؤلاء الذين يتمتعون بشعبية بين أقرانهم والمتنمر يقصد إلحاق الألم بالمتنمر به إما من خلال الأذي الجسدي أو الكلام أو السلوك المؤذي ويكون الصبيان أكثر عرضة للتنمر البدني في حين تكون البنات أكثر عرضة للتنمر النفسي.
 
مشكلة التنمر مشكلة خطيرة ولأن أولادنا هم همنا الأول في الحياة علينا حمايتهم من هذه المشكلة بتثقيفهم بشأن التنمر فعندما يعرف الطفل ماهو التنمر سيصبح قادرا علي تمييزه بسهولة أكبر ومع تكرار التحدث بشكل منفتح عن التنمر فهذا يجعله مطمئنا بشكل أكبر .. قادر علي الحكي بسهولة عن التنمر الذي تعرض له أو شاهده .

أيضا مهم جدا تشجيع أطفالنا علي مواجهة التنمر حتي لو كان هناك آخر يتعرض لهذا التنمر فيجب مساندته والوقوف بجانبه .

علينا زيادة ثقة الطفل بنفسه بإشراكه في أنشطة يحبها سواء رياضية أو فنية أو بتعلم لغة مختلفة فعندما يمارس الطفل مثلا الاسكواش أو يتعلم الرسم بالزيت أو يتعلم الأسبانية كل هذه الأمور ومثلها تجعله شخصا واثقا في ذاته قادرا علي مواجهة اي مشكلة يتعرض لها .

والسؤال الملح الآن عن التنمر الذي قد يكون نفسيا بنظرة سيئة أو بتربص متكرر أو تنمر اجتماعي بالتجاهل والاستبعاد فنجد الأطفال المتنمرين يتعمدون استبعاد وتجاهل وإهمال طفل معين أو يروجون شائعات تخصه غير صحيحة وأحيانا يكون التنمر لفظيا بالشتائم والتحقير والسخرية فيتم التركيز عليه ويحدث تكتل ويتم اضطهاده .

أما الأصعب عندما يكون التنمر بدنيا فيتعرض طفل معين من زملائه للضرب أو الركل أو اللكم وهناك نوع جديد من أنواع التنمر وهو التنمر الالكتروني وهذا تستخدم فيه رسائل الكترونية بها سخرية وتهديد للمتنمر به . 

وأظهرت الأبحاث أن الأطفال المراهقين الذين يقومون بالتنمر علي الأطفال الآخرين بصورة متكررة هم ذاتهم يعانون الفشل في حياتهم أو في تكوين علاقات سوية مع من حولهم .

وما أريد أن أتحدث عنه أن الأم تحديدا عليها ملاحظة ابنها وأن تكون علي وعي بأي تغييرات تحدث لديه فاذا وجدته مثلا فقد الثقة بذاته أو تغيرت سلوكياته للخجل أو أصبح غير  قادر علي مواجهة من حوله أو تجد أنه حدث له تراجع في الأداء الدراسي أو فقد التركيز وتولدت لديه ميول للاكتئاب والقلق هنا يجب أن تدرك الأم جيدا أن هناك مشكلة يجب حلها .

وبالتأكيد ممكن أن تلجأ لمتخصص نفسي يساعدها في النجاة بطفلها والأهم أنها تبدأ في البحث عن أي قدرات عند طفلها المتنمر به وتشتغل عليها وتقويها بحيث أن الطفل الذي عاني من التنمر وفقدان الثقة بنفسه يجد لديه ما يعزز ثقته بنفسه ويقوي ايمانه بذاته .

الأمر الثاني أن عليها أن تتحدث دائما مع ابنها المتنمر به وأنه يجب أن يأخذ حقه بيديه .. لا يستسلم للتهديد ولا يخاف الوعيد واذا تم الاعتداء عليه بالكلام يرد بالكلام وإنما بحجة بالحق وإذا اعتدي عليه بالضرب يدافع عن نفسه فهذا يسمي ضرب دفاعي .

وعليها أن تؤكد له دائما أن الشكوي ليست ضعفا فقد نشكو للأهل أو للمعلم أو المدرب من اي مشكلة نتعرض لها.

أما أهم وسيلة لشفاء الابن من التنمر هي المدح .. علي الأم مدح ابنها وذكر نقاط قوته والتركيز عليها بالقطع هذا يعزز ثقته بذاته ويجعله يشفي من مرض التنمر .


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط