الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية| أبوصير.. مدينة التاريخ التي دلت على ألقاب الملك رمسيس الثاني وأنهكها الإهمال

مدينة أبوصير الآثرية
مدينة أبوصير الآثرية بالجيزة

من شرقها إلى غربها ومن أقصاها إلى أدناها، كلما أمعنت النظر في محافظات مصر، كلما سمعت عن منطقة أبوصير، فمنها في منطقة برج العرب في الإسكندرية ومنها في مركز الواسطى بمحافظة بني سويف، لكن بمجرد سماعك لاسم «أبوصير» سرعان ما يتبادر إلى أذنك تلك القرية التي تتبع مركز البدرشين بمحافظة الجيزة، وكأنك لم تسمع عن قرية أو منطقة غيرها تحمل الاسم ذاته من قبل.

ففي جنوب محافظة الجيزة، يقع مركز البدرشين والذي يتبعه قرية أبو صير، بما تملكه من آثار هامة شاهدة على عصور مصر القديمة، وخاصة عصر الأسرة الخامسة، والتي كانت إحدى جبانات منف عاصمة مصر القديمة، والتي اشتق اسمها من اسم المعبود «أوزير» وأطلق اسم المعبد على المنطقة أكملها، والتي كانت تعني مركزا من مراكز عبادة الإله أوزير وأصبحت تنطق «بوصير» فى القبطية ثم أضيف حرف فى بداية الاسم لتحسين وتسهيل النطق.

تبعد منطقة أبو صير بمقدار ثلاثة كيلومترات من الهرم المدرج للملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة الفرعونية، وقد كانت حفائر دي مورجان في عام 1883م من أوائل الحفائر التى أجريت بأبوصير حتى نهاية القرن التاسع عشر٬ يليها في الأهمية حفائر الأثري الألماني بورخارت في عام 1902 – 1908 م، والتي بدأت تكتشف فيها أثار تلك المنطقة وتدل على عظمة الأسرة الفرعونية التي عاشت في تلك المدينة.

وقد استطاعت أبو صير بحكم موقعها أن تجذب انتباه واهتمام ملوك الأسرة الفرعونية الخامسة، في الفترة من عام 2560 إلى 2420 ق.م، بأول ملوك تلك الأسرة الملك «أوسر كاف» أول معبد للشمس في منطقة أبو صير، والتي من المتوقع أن يكون كل ملك من ملوك تلك الأسرة قد شيد معبده في تلك ىالمنطقة لكنه لم يعثر حتى اليوم إلا على معبدين الأول للملك أوسر كاف، والأخر للملك «ني – وسر – رع» ثالث ملوك تلك الأسرة.

بجانب قيام ابنة الملك «ساحو رع» اختارت تلك المنطقة لبناء مجموعته الجنائزية وهرمه إذ يعتبر أول هرم بني في أبو صير، حتى جاء من بعده الملك «نفر كار» والذي بني مجموعته الهرمية علي مسافة قصيرة من المجموعة الهرمية للملك «ساحو رع»، حتى هجرت المنطقة بعدها كجبانة ملكية، اكتشفت البعثات الآثرية فيها الهرم الناقص والذي كشفت الحفائر أن هذا الهرم كان المقبرة الحقيقية للملك «نفر إف رع».

ومن أهم الآثار التي تحويها منطقة أبو صير هرم الملك "ساحو رع"، الذي تولى الحكم لمدة أربعة عشر عامًا بعد الملك "أوسر كاف"، وبني هرمه في أقصى الجهة الشمالية من هذه المنطقة، وهذا الهرم يضم معبدا جنائزيا وفي نهايته معبد الوادي والذي تعرض للتخريب وذلك نتيجة استخدامه كمحجر في عصور سابقة.

وعلى مسافة قريبة من الملك «ساحو رع» بنى الملك «نفر إر كارع» ثالث ملوك تلك الأسرة مجموعته الهرمية وهي مشابهة لمجموعة الملك «ساحو رع» ولكن على نطاق أوسع، ولكن العمر لم يمتد به حتى يكتمل هذا البناء، فقام من خلفه على العرش بإكمال هذا البناء ولكن بالطوب اللبن، ويعتبر هرمه من أكبر الأهرامات في تلك المنطقة فكان ارتفاعه 70م تقريبا وطول ضلعه 106م.

وعلى مدار التاريخ وحتى اليوم لم تنضب تلك المنطقة من الاكتشافات الآثرية، والتي كان من بينها اكتشاف معبد الشمس للملك «ني أوسر رع» في الفترة من 190 إلى 1898م، وكان شيد على ربوة مرتفعة، وتم بناؤه لعبادة الإله «رع» للشمس، واكتشاف مقبرة «بتاح شبسس» التي تعتبر من أهم المقابر التي اكتشفها «مارييت» عام 1893م، وقامت بعثة كلية الآثار عام 1989 بعمل حفائر واكتشفت العديد من الدفنات، وأيضا سور من الطوب اللبن في الجهة الشمالية، وبعض الأواني الفخارية، وفي عام 1992م فتم الكشف عن تابوت حجري وجد فارغًا شمال هرم الملك «ساحو رع».

وفي عام 2016م تم الكشف عن بقايا مركب خشبي كبير، كما نجحت البعثة التشيكية عام 2017م في الكشف عن بقايا معبد للملك «رمسيس الثاني»، كما تم العثور على بقايا نقش عليه ألقاب الملك «رمسيس الثاني»، وفي فبراير عام 2018م تم اكتشاف 3 آبار حجرية للدفن منحوتة في الصخر بها أثاث جنائزي.