الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أطفال على حافة الخطر!


في الوقت الذي يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل رافعًا شعار"لكل طفل كل حق"،... أتساءل أنا وأنت ونحن: إلى أين سيذهب "طفلا السلم"؟!،.. فالحكاية موجعة وتبعاتها أكثر وجعًا.. فالضحايا صغيران أحدهما 4سنوات والأخر رضيع، ذنبهما الوحيد أنهما ثمرة زواج رجل تنصل من مسئولية الأنفاق على ولديه بعد انفصاله عن أمهما، فعاندته هي الأخرى وقررت معاقبته وإلقاء الصغيرين في بئر السلم.. ناسية أو متناسية كل ما يمت لغريزة الأمومة بصلة!.. ما دفع النيابة لتوجيه تهمة الإهمال للأم وتحويل الصغيرين لدار رعاية أيتام رغم أن والديهما لا يزالان على قيد الحياة!..

وبصرف النظر عن التفاصيل والهوامش التي حاول كل من الأب والأم سردها ليبرر جريمته في حق صغاره نافيًا المسئولية عن نفسه وتحميلها للأخر.. 

وبعيدًا عن القيل والقال ومنصات التواصل الاجتماعي التي أدلى كل من روادها بدلوه حول مصير الطفلين..أعود معكم للأهم وهو حق هذين الطفلين وغيرهما من الصغار في كل بقاع الأرض.. فكل منا مطالب اليوم تحديدًا بتذكر الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بحق الطفل في الحياة، الصحة، التعلم، اللعب، كذلك حقه في حياة أسرية وحمايته من أي عنف جسدي ونفسي يقع عليه، أو استغلاله في أي عمل يفقده الاستمتاع ببراءته .. وهو الهدف الذي من أجله اعتمدت منظمة الأمم المتحدة يوم 20 نوفمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي للطفل حيث يواكب ذكرى صدور اتفاقية حقوق الطفل في مثل هذا اليوم من 30 عاما.. 

ورغم أقراري لكل ما جاء في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الطفل إلا أنني أرها غير كافية لتعلم أب ماهية أن يكون السند، أو تستطيع خلق الاحتواء بما يحمله من معاني بين حنايا قلب رجل ليمنح صغاره الأمان.. كما أن تشريعات وقوانين العالم لم ولن تفرض على أم العطاء الذي كان دومًا ملتصقًا بجيناتها الأنثوية، ولا تقدر أن تجعل قلب امرأة يرق لمن سبق وحملتهم بين أحشائها وتغافلت عنهم تحت وطأة الظروف!.. فالأمر يحتاج لوقفة، نراجع فيها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي طرأت على المجتمع وأدت ببعض الملقبين بالآباء والأمهات التخلي عن أدوارهم وبكل ما أوتوا من قسوة عرضوا أبنائهم للخطر وإن كان مثل هؤلاء قلة!..
فالخطر الذي أقصده ليس في أب وأم ألقوا طفلهما في بئر السلم فقط!،.. لكن في كل أب وأم ينفصلان ويتغافل أحدهما أو كلاهما عن حق صغيره في العيش دون أن يسمع كلمة يسيء فيها أحدهما للأخر،.. أو حرمانه من مدرسته أو أصدقائه أو بمعنى أدق الحياة التي أعتادها بين والديه قبل انفصالهما وذلك ليس لسبب مادي بل لرغبة كل طرف الكامنة في إذلال الأخر،.. والنتيجة يدفعها الصغار وكأنهم المسئولون عن سوء اختيار والديهم..
فيا عزيزي المطلق ويا عزيزتي المطلقة،.. أدرك تمامًا مقدار معاناتكما ، وإذا كان الطلاق صدمة حادة لكلاكما قد تأخذ حدتها وتذهب لحال سبيلها فيعيش كل منكما حياتهما من جديد، فأرجوكم لا تجعلوه صدمة مزمنة في حياة أبنائكم يدفعون ثمنها دون أي ذنب اقترفوه غير أنهم يحملون شهادات ميلاد جمعت يومًا أسمكما معًا!..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط