الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب يسحق خامنئي بالضربة القاضية


من حق الرئيس الأمريكي ترامب، أن يعلن عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وعبر كافة أجهزة الإعلام الأمريكي، أنه كسب الجولة الأولى ضد النظام الإيراني الحاكم في طهران، وأنه قام بتكسير عظام خامنئي. بعدما استطاعت العقوبات التي فرضها على النظام الإيراني قبل نحوعام بالضبط أن تصل بالنظام الحاكم هناك إلى الحائط.

وتتسبب في معاناة اقتصادية هائلة، دفعت حكومة روحاني لاتخاذ أغبى قراراتها على السواء برفع أسعار البنزين مما أدي إلى اندلاع الثورة الحالية.

فوز ترامب في المعركة ضد إيران، يؤكد أن وجهة نظره تجاه نظامها الحاكم كانت صحيحة تمامًا، وأن طهران كانت تستغل الاتفاق النووي الموقع معها عام2015 ، أسوأ استغلال لتمرير سياسات إرهابية ودموية في العالم العربي. وبمجرد خروج أمريكا من الاتفاق، ومطالبتها إيران بالتوقيع على اتفاق جديد، تشبث خامنئي إيران وحاول كاذبًا أن يروج للعالم، أن ايران ملتزمة بالاتفاق وان خروج واشنطن منه سيضر العالم وأنها هى التي تختلق المشاكل معها!

لكن تأكد الآن أن الضرر الأكبر وقع على إيران، وأن نظامها الحاكم يدفع ثمنًا فادحا جراء التمسك بسياسات توسعية وهيمنة في العديد من دول جوار إيران.

فوز ترامب ليس ضربا من الخيال أو الافيهات السياسية في المعركة بين الدولتين، ولكنه إعتراف رسمي جاء من داخل إيران

حينما أقر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي الربيعي، أن البلاد تعيش أصعب أيامها، وأضاف ربيعي بالنص"أن اعتبار العقوبات "لا شيء" يعد بمثابة خطأ استراتيجي، وهكذا أصاب كبد الحقيقة.

في حين استمر مجلس الخبراء الإيراني على غيه وضلاله، ووصف، في بيان له المحتجين بـ"المخربين والمخلّين بالأمن والانتهازيين"!

واتهم "أميركا وإسرائيل، ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة" بإشعال الاحتجاجات، كما دعا لـ"الحسم مع المحتجين ومحاكمتهم"!!

وهكذا يتبين أنه لاتزال هناك جهات إيرانية، وخصوصا تلك المقربة من دوائر المرشد خامنئي لاتريد أن تعترف بالحقيقة.

لكنها واضحة مثل الشمس، فالعقوبات الأمريكية غير المسبوقة في التاريخ قد كلفت طهران ثمنا فادحًا، وهذه الثورة وإن كان من غير المتوقع أن تغير النظام او تطيح به حسبما يتمنى عشرات الملايين من الإيرانيين، فإنها سحقت صورة النظام الديني الحاكم في طهران، ولا نقول فقط مزقته. كما أثبتت للإيرانيين أنه لا مكان لمثل هذا النظام في المستقبل، وعليهم العمل على الخروج من عباءته وان كان ذلك قد يكلفهم سنوات وسنوات من النضال ضده، لأنه لم يسيطر فقط على الدولة العميقة في إيران عبر أربعين سنة قضاها في الحكم، وانما أسس وجذّر دولة فاشية بامتيازداخل إيران.

واذا كان مطلوب شيئًا من الإدارة الأمريكية الآن، وهى وجهة نظر ملايين الإيرانيين، وفق ثورتهم الحالية وشعاراتهم المرفوعة فيها، فالمطلوب من واشنطن مواصلة سياساتها وعقوباتها ضد النظام الحاكم في طهران. حتى يتعرى أكثر وأكثر أمام الإيرانيين ويتبدى فشله الذريع في توفير حياة اقتصادية هانئة للإيرانيين رغم أن إيران بلد نفطي غني وتستطيع بثرواتها أن تحقق العيش الكريم لمواطنيها..


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط