الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيد عبد الفتاح يكتب : تلاميذ التابلت في النفق المظلم

صدى البلد

ما أشبه الليلة بالبارحة، وكأنما الأيام تعيد نفسها.. ففي مثل هذه الأيام من العام الدراسي المنقضي كنا نصرخ ونولول ونستغيث من فشل سيستم وزير التربية والتعليم، وشعرنا بالرعب والهلع على مستقبل أبنائنا الصغار من هول ما يتعرضون له عبر تجربة لا يعلم الوزير نفسه آليات تشغيلها..

 وكل المسكنات كانت تصب في أن لكل تجربة جديدة سلبيتها .. ولكن فور اعتياد التلميذ على استخدام التابلت ستزول كل الهموم.. وها نحن وصلنا العام التالي من هذه التجربة الفاشلة المريرة .. ورغم اقتراب امتحانات التيرم الأول ولا زال التلاميذ لم يتسلموا هذا التابلت حتى الآن، تعالوا نتصفح المأساة ونقف على إبعادها.. ربما يستمع الينا أحد أو ننقل استغاثاتنا إلى رئيس الجمهورية فيتدخل لإنقاذ آلاف التلاميذ من ضياع مستقبلهم..

 التلاميذ لايذهبون للمدرسة، لأن المناهج مقررة على التابلت والتابلت لا زال مجهولا .. المدرسون لا يحضرون إلى المدرسة وأن حضروا يجلسون في ردهات المدرسة للتشمس .. الدروس الخصوصية التي لا تصب في مصلحة أحد لا زالت تستنزف في جيوب أولياء الأمور، ومعدومى الضمائر لازالوا ينهبون ويسلبون في الناس، الرقابة غائبة والادارات لا تعلم شيئا ووكلاء الوزاره لازالوا مغيبين .. 

الوزير و هيئة مكتبه وكل العاملين في الديوان لا يعلمون شيئا عما يحدث.. تعالوا نتصفح الجزء المظلم الاخر من المأساة. . ماذا فعل او ماذا يفعل طلاب الصف الثاني الثانوي الذين يحملون التابلت منذ العام الماضي هذه الاجهزه للاسف الشديد مركونة على ارفف الدولاب في المنازل يعتريها الصدأ ودخلت في طي النسيان و حتى هذه اللحظة طلاب الصف الثاني الثانوي لا يجيدون استخدام التابلت ..

 فالمدارس بلا انترنت بلا متخصصين بلا مشرفين فلا رقابة .. مدير المدرسة مغلوب على أمره ..الجميع في ثباتهم يعمهون.. هذه هى تجربة معالي الوزير الذي حاول من خلالها ان يقول للناس نحن نتقدم.. يؤسفنى يا معالي الوزير ان اقولها لسيادتكم وبصوت عال.. هذه التجربة هى الافشل على الاطلاق.. و سوف يدفع ثمنها أبناؤنا الاعزاء.. و سوف تؤثر على مستقبل التعليم بأكمله وسوف نخسر المليارات نظير تجربة لا ولن تنجح في مصر.. على الاقل في هذه السنوات .،أجبني يا معالي الوزير..؟ اين البنية التحتية التي أسستها قبل ان تطلق مبادره التابلت ..

أين الانترنت والشبكات.. اين المتخصصين والمدرسين المتعلمين لآليات هذه العملية ..اين الاشراف والرقابة ..الامر يا معالي الوزير ليس في جهاز وحسب بل في إمكانيات ، تدريب ،تأهيل ،دراسة ،علم.. آليات مدروسة.. تلاميذ لديهم القدرة والمؤهلات للتعامل مع هذه الاجهزة ..و نحن نفتقر لها جميعا .. هل مازلت على عنادك واصرارك على تطبيق التجربة حتى لو كان ثمنها مستوى التلاميذ الذي يهبط يوم بعد يوم..

 اذهب بنفسك وتفحص الأمر، تابع التجربة في الفصول فى المدارس المختلفة ..سترى ان المحصلة صفر ..طلاب الصف الثاني الثانوي فشلوا تماما مع التعامل مع التابلت وطلاب للصف الاول الثانوي لم يتسلموه ونحن على مقربة من منتصف العام ..

أي فشل هذا الذي نعاني منه الان ارحمونا.. ارحموا الصغار وارحموا التعليم .. اولياء الامور لا حول ولا قوة.. المدارس خارج نطاق الخدمة والإدارات تجهل كل شيء عن هذا النظام .. والتجربة مصيرها الفشل وتضيع على الدوله مليارات.. حاسبوا من تسبب فى إطلاق تلك المبادرة الفاشلة وتوقفوا عن المهاترات.. فنحن لسنا في زمن المزايدات يا سيادة.. الدولة هي الخاسر الاكبر.. وأخيرًا وليس اخرا حدث ما لا يمكن تخيله في نهاية العام الماضي و اثناء الامتحانات حدث ولا حرج السيستم وقع والامتحانات معلقة والمسئولون في الوزارة خارج نطاق الخدمة والاغرب النتيجة مبهمة والأمور تسودها الريبة وأولياء الأمور في مطحنة الدروس الخصوصية .. أرحمونا يرحمكم الله.