قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عن حريات "المزاج" و"الهوى"!

0|وليد طوغان

تعليقات البرادعى وعمرو موسى على التمويلات الخارجية للجمعيات الاهلية ، ليست مفهومة ، ومطالبهما ليست واضحة . قالا ان "قمع" الجمعيات الحقوقية خطوة للوراء ، وعودة لعصر النظام السابق ، وكان كلام حق يراد به باطل .
فى مصر ، مفترض ان للجمعيات الاهلية اطار قانونى ، تماما مثلما فى الولايات المتحدة ، وفى بريطانيا ، والمانيا ، ودول الخليج العربى . فى المانيا مثلا ، لا يتطلب اشهار الجمعيات الاهلية تراخيص من الادارة ، لكن تلقى منظمات المجتمع المدنى اموالا من الخارج دون اذن ، ودون كشوف حسابات .. كارثة .
نشاط الجمعيات المدنية شرعى، لكن المعاملات المالية عادة ما لا تدخل فى اطار الحريات او على الاقل الدول ذات النظام ، حتى لو كانت التدفقات ، تبرعات لمساعدة المرضى .
قال البرادعى ان الجمعيات الحقوقية ايقونة الديمقراطية، وهذا صحيح، لكن مناداته بان يطلق العنان لتدفقات الاموال، من الخارج لحقوققين ، دون رقيب، ولا مكاشفة مع الحكومة ، لا يمكن اعتباره مطلبا شرعيا فى دولة تسعى الى النظام.. بعد 30 عاما من "التجاوزات " .
الشىء بالشىء يذكر ، و فى ازمة الجزيرة مباشر ، اعترض الدكتور العوا على قرار اغلاق المحطة فى القاهرة ، وطالب بعودتها للعمل والبث من عمارة ميدان عبد المنعم رياض ، حتى لو من دون ترخيص !
لم تتواتر اراء مشابهة لناشطين فى اكثر الديمقراطيات استقرارا . فلم يطلب احدهم ، الغاء القانون ، فى السويد ، ولا طلب احدا التجاوز باسم الحريات السياسية فى لوسكمبرج .
لماذا المقارنة مع دول اوروبا ؟ لان كثيرين يعتقدون المقارنة منصفة للذين يدعون الى الحريات " على المزاج " و" الهوى " . ففى اوروبا ، لا يعتقدون فى " المزاج " ، ولا يعرفون " الهوى " ، اللهم الا فى البارات ، بعد ساعات العمل . حتى البارات ، وعلب الليل هناك ، لها ما ينظمها من قوانين شديدة الصرامة ، سريعة التطبيق .. جبرا عند الاقتضاء ، او بالقوة ، حين الحاجة الى القوة .
فى الدنمارك ، لا يمنعون " المرح " فى صالات " الرقص " ، لكن لا احد يمكن ان يخترق القانون ، باسم الحريات الشخصية ، وبدعوى انه ليس من حق الدولة " مصادرة المرح " !
المعضلة ليست فى حق " الحقوقيين " فى التمويل من الخارج ، لكنها فى تصوراتهم عما ينبغى ان يلتزموا به من محددات .
فى الازمة الاخيرة ، اعترضوا على ما وصفوه بالمداهمات الامنية ، لمقار مؤسساتهم ، وشارك معظم المرشحين المحتملين للرئاسة فى " زفة " لم يظهر فيها شكل ما يطالبون به فى المستقبل ، وفى اطار القانون .
بالمناسبة ، الاعتراض على القوانين المنظمة لعمل الجمعيات الاهلية وارد ، كما ان المطالبات بتغيير القوانين جائزة ، لكن الاحتجاج على اوامر النيابة ، جاه جمعيات تعمل دون ترخيص ، وتتلقى اموالا اجنبية ، بلا اطار شرعى .. لا يمكن ان يكون مطلبا " حقوقيا ".
الدعوة لاستمرار تدفق اموال الخارج الى المجتمع المدنى بلا اشراف حكومى .. غريبة ، و معظمها مزايدات . والدول التى استهجنت " مداهمات" الامن لمقار تلك الجمعيات ، ستفعل سلطاتها ما هو اكثر ، لو وجدت اموالا اجنبية ، مجهولة المصدر ، فى " دورة مياه " احد مطاراتها .