الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بحر العلوم وصدقة للطيور.. باحث يكشف سر المركب العشاري السابح في السماء.. صور

صدى البلد

رغم تعدد الزخارف والنقوش التي تميزت بها العمارة الإسلامية خاصة في القاهرة، الا أنه هناك بعض الزخارف التي تعد من النوادر وموجودة في عدد صغير من المنشآت الأثرية في القاهرة التاريخية.

أحد هذه الزخارف يسمي المركب العشاري، والذي ظهر في احدي الصور المعروضة حاليًا في المتحف القبطي،ضمن معرض صور فوتوغرافية بعنوان جماليات الصورة الفوتوغرافية للآثار"زووم 1".

المعرض نظمه المعهد العالي للفنون التطبيقية بالتجمع الخامس بالتعاون مع القاهرة التاريخية والمتحف،وإفتتحته جيهان عاطف مدير عام المتحف ود.سلمي يوسف كامل وكيل المعهد لشئون البيئة وخدمة المجتمع وداليا الجوهري مدير التنمية الثقافية بالقاهرة التاريخية.

ويضم المعرض عددًا من الصور الفوتوغرافية التقطها طلاب المعهد تحت إشراف المصور الفنان طارق محمد الصغير المصور بصندوق التنمية الثقافية ود.هبة عبد العزيز الباحثة الأثرية بإدارة التوعية الأثرية، واحد هذه الصور لقبة أحد المنشآت الأثرية في صحراء المماليك.

وتظهر في الصورة القبة الجنوبية لخانقاة السلطان فرج والوجودة في منطقة صحراء المماليك، والتي يرجع تاريخ بناؤها للفترة ما بين 802هـ - 1400م و814هـ - 1411م.

كشف حسام زيدان الباحث المتخصص في الآثار الإسلامية أنه تعد الرمزية في العمارة من أهم السمات المميزة لكل عصر من العصر أو كل مبنى من المباني الأثرية المتعددة التي تزخر بها مصر المحروسة، والعمارة الإسلامية كان لها نصيب من تلك الرمزيات، والتي منها المركب العشاري الذي كان يوضع فوق أهلة المساجد في أزمنة وعصور مختلفة.

وقال زيدان أنه عبارة عن مركب صغير من النحاس، وهذا العنصر الزخرفي لم يظهر للمرة الأولى على قبة خانقاة فرج بن برقوق، بل سبقه المركب العشاري فوق قبة الإمام الشافعي رضى الله عنه، والتي يرجع تاريخ بناؤها إلى 608 هـ - 1211 م، وهو أيضًا لا يزال موجودًا.

وسبق الجامع الطولوني (265 هـ - 879 م) قبتي الشافعي وابن برقوق،حيث كان موجودًا فوق مئذنته مركب عشاري أيضًا،و ظل موجودًا بمكانه حتى بعد أعمال ترميمات السلطان لاجين في المسجد تم إعادته إلى المنارة مرة أخرى، وينقل لنا الجبرتي أن المركب العشاري الخاص بجامع أحمد بن صولون أطاحت به ريح عاتية،فسقط عام (1105 هـ - 1296 م)، إلا أن الرمكب العشاري لجامع أحمد بن طولون يظهر في رسومات الرحالة بالقرن التاسع عشر وأغلب الظن أنه أعيد تركيبه حتى سقط مرة أخرى.

وهذا العنصر الزخرفي الجميل الشكل روى المؤرخون أنه كان دائمًا يصنع من النحاس أو البرونز، ويوضع فق هلال المآذن أو القباب، ويملأ بالحبوب لإطعام الطيور، وكان يدور مع الرياح كما يروي البعض إلا أنها روايات ليست مؤكدة.

وسبب تسمية عشاري، كما يعتقد بعضُ مؤرخي الفنون أن التسمية مأخوذٌة من العمارة المصرية القديمة، حيث الاسم يتناسب مع شكله الذي هو على هيئة زورق العشاري الصغير الحجم، في حين رأى آخرين أن المسمى "العشاري" قد جاء من كونه كان يُملأ بعشور الحبوب لإطعام الطيور على وجه الصدقة.

في حين يُرجع البعض وجود المركب العشاري فوق قبة الإمام الشافعي رضى الله عنه رمزًا له هو حيث كان بحرًا أو متبحرًا في المعرفة والعلوم، ولُقب ببحر العلوم، واستطاعت عدسة الكاميرا أن تلتقط أحد المراكب العشارية الباقية فوق العمارة الإسلامية في القاهرة ببراعة لتقربنا من هذا العنصر وتعيد للأذهان كل ما قيل فيه وعنه.