عايدة كامل.. لحن الخلود

تابعت منذ أيام أحد البرامج الفنية وكان يستعرض المشوار الفنى لإحدى أيقونات الفن الجميل ، وإحدى أهم الذين تركوا علامة بارزة للفن الراقي ، نجمة ساهمت على مر العصور في تقديم نموذج مثالى للفنانة المتميزة الملتزمة فتركت بصمة وأثرا جميلا في قلب جمهورها ومحبيها الفنانة القديرة عايدة كامل.
فنانة تمتلك معايير وأدوات خاصة بها تجعلها تعرف تماما كيف تختار أدوارها ، تنتمى للجيل الذى يقوم بتقييم الدور على أساس تأثيره على المشاهد وليس بطول الدور أو بقصره، فإذا أحبته قبلته على الفور وإذا لم تشعربه لا تقبله مهما كانت المغريات، ذلك الجيل الذى كان حريصا على الاحترام في كل شيء، بدءا من المواعيد للالتزام لاحترام الزملاء ،وأيضا حب كل الزميلات والزملاء، لأنهم كانوا على يقين أن كل شيء يظهر على الشاشة.
والحقيقة أن كل عمل شاركت به عايدة كامل تركت فيه بصمة، سواء إذاعة أو تلفزيونا أو مسرحا ، ومن أهم أفلامها "لحن الخلود، دايمًا معاك، الوسادة الخالية، إسماعيل يس في الطيران، إسكندرية ليه؟"، ثم كرست جهودها للدراما التليفزيونية منذ الثمانينيات، ومن أهم مسلسلاتها "بين القصرين، القضاء في الإسلام، هوانم جاردن سيتي".
و”اللص الذي أحبه”…غاضبون وغاضبات و”على باب زويلة”..والرقم المجهول ..السفينة التائهة..شجرة اللبلاب..الأحباب والمصير..بعد الغروب ، وصلت أعمالها التليفزيونية 180مسلسلا ما بين مصر والبلاد العربية .
وساهمت في إثراء الإذاعة المصرية بمئات الأعمال الدرامية والبرامج .
فقد حفرت في الصخر لتكون عايدة كامل التي يحترمها ويحبها الجميع.
سعدت بإطلالتها وتساءلت لماذا لا تستغل الدراما المصرية وجود مثل هؤلاء من عمالقة الفن ممن لازالت لديهم القدرة على العطاء لإسعاد جمهورهم وإمتاعه ، ولتتعلم على أيديهم أجيال جديدة من الفنانين أخلاقيات الفن فى الزمن الجميل، أم نحن اعتدنا الترحم على هذا الزمن والنظر إليه على أنه ماض لا يعود ولا حتى يستفاد من نهجه ودروسه.