الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محرر صحفي مزور.. بوريس جونسون حكاية مهرج يقود بريطانيا للخروج من أوروبا

بوريس جونسون
بوريس جونسون

نجح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في كسب الرهان والفوز بأغلبية مطلقة في البرلمان البريطاني، حيث سيشغل حزبه 326 من مقاعد مجلس العموم البالغ عددها 650، لينهي بذلك أسطورة "المهرج السياسي" ذلك اللقب الذي كثيرا ما وصفه منتقديه به، ليكتب مع بريطانيا بسمة أخرى جديدة اليوم.

ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، أكدت نتائج الجمعة أن حزب المحافظين فاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات العامة في بريطانيا، حيث سيشغل مقاعد في البرلمان أكثر من أي زعيم محافظ ظهر منذ مارجريت ثأتشر في الثمانينيات.

وستمنح حكومة الأغلبية، جونسون الوفاء بوعده بإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل، ليكون هذا الأمر انتصارًا عظيمًا لهذا السياسي، البالغ من العمر 55 عامًا، بعد أن تم رفض الاتفاق أكثر من مرة.

ولعب جونسون دور المهرج المهووس باللاتينية، والذي لا يأخذ نفسه على محمل الجد، حتى إنه قال ذات مرة إن فرصة أن يكون رئيسًا لوزراء بريطانيا تشبه فرصة أن يحيا كزيتونة في عالم آخر.

وقال جوناثان هوبكين، الباحث السياسي في كلية لندن للاقتصاد: "لا يبدو أنه سياسي عادي"، مضيفًا "لقد نجح في خلق هذه الهالة من حوله لكونه شخصية غريبة الأطوار، يتمتع بروح الضحك ويمكنه جذب أي شخص حتى لو كان لديه معه اختلاف حزبي، ما يمكن أن تكون أقنعة هذا الرجل المهرج جوهر طموحه.

وعندما كان طفلًا، كان هدف ألكساندر بوريس دي بفيل جونسون، هو أن يصبح "ملك العالم".

وفي مدرسة "ايتون كوليدج" الخاصة، كان بوريس ذكيًا ولكنه لم يكن مجتهدًا؛ وفي يوم اشتكى أحد المعلمين والديه بسبب تصرفاته المتعجرفة، أما في جامعة أوكسفورد، كان جونسون رئيسًا لمنتديات النقاش في جامعة أكسفورد، وعضوًا في نادي بولينجدون، كما كان ثريًا ومحب لتناول الطعام، وشره في شرب الخمور إلى حد تعمد التخريب.

وعندما كان صحفيا شابا في صحيفة "ديلي تليجراف" في بروكسل، أسعد المحررين بقصص مبالغ فيها عن الاتحاد الأوروبي، وعرفت مقالاته بتأثيرها القوي على تنامي التشكيك تجاه الاتحاد الأوروبي بين البريطانيين اليمينيين، أما في التايمز تمت إقالته بسبب تزويره لاقتباس.

قضى جونسون السنوات التالية بين الصحافة والسياسة، حيث طمح بشكل أكبر للظهور والشهرة، حيث أصبح رئيس تحرير لمجلة، ومشرع قانوني، وضيف برامج المسابقات الكوميدية التلفزيونية، وفي عام 2008، تم انتخابه عمدة لندن، حتى عام 2016.

عادة ما أسقطته كلماته في ورطة، حيث وصف جونسون قيادة المحافظين المتغيرة بآكلي لحوم البشر في بابوا غينيا الجديدة، وألقى باللوم على الأمهات العازبات "لإنتاج جيل من الأطفال السيئين الجهلة والعدوانيين وغير الشرعيين"، وشبه المنتقبات بسارقي البنوك.

كما كان متناقض في بعض الأراء خاصة البريكست، فلطالما تساءل منتقدوه وأصدقائه على حد سواء عما يعتقده جونسون حقًا، فقبل استفتاء بريطانيا عام 2016، كتب مقالين في جريدة، كان واحد منهما يطالب فيه بالخروج من الاتحاد الأوروبي، والآخر يدعو إلى البقاء، قبل أن ينجرف نحو الخروج.

بعد الاستفتاء، أصبح جونسون وزيرًا للخارجية من قبل رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وهذا المنصب كان أحد أعلى الوظائف في الحكومة، وبعد استقالة ماي، تولى قيادة المحافظين ورئاسة الوزراء، وتعهد بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى ما بعد 31 أكتوبر.

لكن الأشهر الثلاثة الأولى التي أمضاها في منصبه كانت مليئة بالهزائم، فرفض مجلس العموم البريطاني محاولته للدفع بمشروع قانون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأرغمه على مطالبة الاتحاد الأوروبي بمزيد من الوقت، ليذهب جونسون إلى التفكير في الانتخابات المبكرة على أمل الحصول للأغلبية، وبرغم أنها كانت فكرة محفوفة بالمخاطر، لكنها آتت ثمارها، فنجحت الاستراتيجة والآن أصبح في طريقه لإخراج المملكة المتحدة من الاتحاد بحلول 31 يناير.