الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم نجم: الفتوى الصحيحة الضمانة الوحيدة لدعم الأمن والاستقرار

صدى البلد

أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام دور وهيئات الإفتاء في العالم أن عنوان (الفتوى حياة) الذي اتخذته الأمانة شعارا للاحتفاء بالذكرى الرابعة على تأسيسها ، هو تأكيد على أهمية ربط الفتوى بالواقع المتغير للمجتمع والأوضاع المحيطة بها شأنها في ذلك كشأن كافة التخصصات العلمية الدقيقة وذلك من خلال المؤسسة الإفتائية المعنية بذلك..مشددا على أن الفتوى المتخصصة الصحيحة هي الضمانة الوحيدة لدعم الأمن والاستقرار والقضاء على حالة الفوضى التي سببتها هذه الجماعات الإرهابية.

وقال الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم ، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت، إن الاحتفالية تأتي في ظل ظروف عالمية غاية في التعقيد والتشابك والسيولة الفكرية بعامة والإفتائية بخاصة حيث تجرأ على ممارسة الفتوى على مستوى العالم ثلة من أصحاب الأفكار والتوجهات الشاذة الإرهابية المتطرفة الذين لم يتحصلوا على قدر كاف من العلم ولا التأهيل المناسبين لخوض غمار صناعة الإفتاء مما أحدث خللا على مستوى العالم جراء هذه الممارسات اللا مسؤولة من المتطرفين الذين تجرأوا على هذا المقام الرفيع فأحدثوا الفتن وأشاعوا الفوضى وسفكوا الدماء وارتكبوا المحرمات وحرضوا الناس على ما حرم الله تعالى وارتكبوا باسم الإسلام كل ما حرمه الإسلام وحاولوا أن يعيدوا إلى الحياة صورا من الظلم والرق والعبودية والدموية جاء الإسلام أصلًا ليخلص العالم من شرورها.

وأضاف : أن الفتوى إذا تم ممارستها بالشكل العلمي الصحيح وخرجت من أهلها الذين هم أهل العلم والدراية بأمور الشريعة وصناعة الفتوى؛ فإنها تكون داعمة للاستقرار والأمن والحياة وتنتج وتثمر حياة آمنة مطمئنة للمسلم وغير المسلم لأن الأصل في الحياة هو التعايش والتعاون بين الناس جميعا المسلم وغير المسلم قال تعالى :(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فالقرآن الكريم يدعونا إلى التعايش والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم دعانا إلى التعايش السلمي، وكان مجتمع المدينة المنورة مجتمعًا تعدديًّا يعيش فيه المسلمون مع غيرهم حياة مستقرة.

وأشار الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم إلى أهمية التوعية بخطورة الفتوى الصادرة من غير المتخصصين .. منوها بأن احترام التخصص العلمي سمة من سمات المجتمعات الراقية المتحضرة والعقول الناضجة، وإذا وجدت حالة الوعي لدى جماهير الأمة وأحجموا عن استفتاء غير المتخصصين لأغلق تماما باب من الشر عظيم ، يحرص المتطرفون والإرهابيون على تركه مفتوحا حتى يمرروا من خلاله مخططاتهم الخبيثة وأغراضهم الدنيئة.

وقال : إن الاحتفال باليوم العالمي للفتوى جاء ثمرة لجهود جبارة ومتواصلة قامت بها عبر سنوات مؤسسة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم منذ إنشائها حيث حرصت المؤسسة على جمع المؤسسات العالمية الإفتائية على مستوى العالم تحت مظلتها لتوحيد الرؤية الإفتائية في العالم وحمايتها من اختراقات الجماعات المتطرفة وتحريرها من براثن الرؤية المتشددة التي تحملها الجماعات المتطرفة.
وأضاف : "أن الاحتفال باليوم العالمي للإفتاء يأتي تزامنا مع الذكرى الرابعة لإنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ، وهي المظلة الجامعة لكل دور الإفتاء في العالم، ويشارك في فعاليات يوم الإفتاء العالمي جمع غفير من علماء العالم الإسلامي من أعضاء الأمانة العامة وسائر العلماء المعنيين بالفتوى ولفيف من قادة الفكر والرأي المهتمين بشأن تجديد الخطاب الديني".

واستطرد الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم قائلا : "إن الأمانة العامة برئاسة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية قامت بتوحيد رؤية هذه المؤسسات مع احترام خصوصية كل مؤسسة وكل بلد وكل واقع مغاير كما كانت في مقدمة المؤسسات التي استجابت لنداء الأمة جميعا والذي مثله صوت الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تجديد الخطاب الديني وتطهيره مما ألصقته به الجماعات المتشددة من ممارسات وأفكار ضالة".

وتابع:"وفي ضوء هذا النداء الإنساني الراقي الجريء في الحق ، كان الطريق ممهدًا واضحًا أمام الأمانة العامة، فعقدت خمسة مؤتمرات عالمية وحددت من خلالها الرؤية والهدف وعقدت عدة مبادرات فعلت من خلالها توصيات المؤتمرات الخمسة على أرض الواقع في صورة برامج تدريب للكوادر الإفتائية؛ ليكون لديهم القدرة على المواجهة والتفنيد والرد لكافة الشبهات".

وأشارإلى أن الأمانة العامة أصدرت الدراسات والموسوعات العلمية الجادة التي تعمل على تفكيك الفكر المتطرف، وقامت بإعداد المؤشر العالمي للفتوى والذي يساعد بشكل كبير على رصد وتحديد الصورة العالمية للفتوى ومدى تأثير أو انحسار فتاوى المتطرفين عليها من خلال الرصد الدقيق الذي يقوم على أسس إحصائية علمية ومتابعة مستمرة دؤوبة، ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للإفتاء تحت شعار (الفتوى حياة) استمرارًا وتتويجًا لكل تلك الجهود للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والتي تسعى بكل طاقتها لتلبية نداء الأمة بتجديد الخطاب الديني.