الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مركز تعذيب سري داخل هيئة أركان الجيش التركي | كيف يتخلص أردوغان من ضباطه؟

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

على مدار أعوام.. أحكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيطرته على كافة المؤسسات في الدولة التركية خاصة عقب الانقلاب الفاشل 2016، إضافة إلى ذلك تم إنشاء مركز سري للتعذيب في مقر هيئة الأركان العامة بالجيش التركي حيث يستخدم الضباط أساليب مختلفة للتعذيب مثل الإغراق في المياه والصدمات الكهربائية، ضد الضباط الأتراك المؤيدين لحلف الناتو.

يكشف بيان لأحد الضباط العاملين بإدارة التخطيط في هيئة الأركان التركية عن تعرض العديد من زملائه المحتجزين على خلفية انقلاب يوليو 2016 المزعوم للتعذيب من أجل إجبارهم على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها. ليفضح الملازم ياسين توكر تفاصيل التعذيب الذي يتعرض له الضباط الأتراك على يد نظام أردوغان في مرفق احتجاز غير رسمي بمقر هيئة الأركان العامة.

يقول موقع "نورديك مونيتور" مستندا على معلومات ووثائق حصل عليها، إن توكر البالغ 32 عاما لم يكن له علاقة بانقلاب 2016 وإنه واصل عمله في هيئة الأركان حتى الثاني من اغسطس، إلى أن اعتقل بحجة أنه على صلة بحركة "فتح الله جولن" وهي مجموعة يعتبرها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان إرهابية ويتهمها بتدبير محاولة الانقلاب المزعوم.

ويوضح في تقريره أن الضابط التركي نقل إلى مكان احتجاز سري بمجمع هيئة الأركان، مشيرا إلى انتزاع الاعترافات من 6 ضباط عن طريق أساليب مختلفة في التعذيب مثل الصعق بالكهرباء والتعذيب بالمياه، كما يؤكد الضابط أنه اضطر إلى التوقيع على بيان كاذب تحت تهديد التعذيب والضرب والضغط النفسي الشديد.

ويشير إلى أنه لم يقدم للضباط الطعام أو الماء أثناء أسرهم، وأن الملازم التركي ظل مكبل اليدين ومعصوب العينين، فيما تكشف الأوراق أن اسم توكر كان موجودا بالإضافة إلى أسماء 10 ضباط آخرين تم تسليهم إلى مجمع هيئة الأركان العامة.

وظلت محاكمتهم بدون أدلة واضحة فيما اعتمد القضاة على الاعترافات التي أكد المتهمون أنها كاذبة وانتزعت منهم بالقوة. ويقول التقرير إنه لم يتم التحقيق في شكوى الضابط التركي من التعذيب، ولم ينظر الادعاء في تأكيده وجود مركز تعذيب سري في مجمع الأركان العامة.

ويبن ملف القضية أن الملازم التركي قدم مرارًا التماسات إلى مكتب المدعي العام منذ اعتقاله في أغسطس 2016، كما رفع دعاوى مماثلة وطلب الإفراج عنه، لكن طلبه قوبل بالرفض في كل مرة.

وفي يونيو 2019 ، أدين توكر بالإرهاب بناء على أدلة مشكوك فيها كما حكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات.

التعذيب في تركيا لا يقتصر على ذلك المركز السري، حيث كشف النائب التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي عمر فاروق أوغلو، عن أن موظفين سابقين بوزارة العدل تعرضوا للاعتقال والتعذيب والضرب المبرح وهم عرايا داخل مديرية أمن أنقرة.

وقال المعارض الكردي إن قيادية بحزب الشعوب الديموقراطي تدعى أمينة أصلان آيدوغان، تبلغ من العمر 65 عامًا، اعتقلها نظام أردوغان في وقت سابق لأسباب سياسية ولقيت حتفها بالسجن لعدم وجود الرعاية الصحية، مضيفا في سلسلة تغريدات على تويتر "ماتت لأنها لم تحصل على حقها في الرعاية الطبية داخل سجون أردوغان، بل لم يسمحوا بنقلها في سيارة إسعاف، ومنعوا الصلاة عليها في المقابر".

كما تشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية المزعومة، بحجة الاتصال بجماعة جولن. لكن في الحقيقة كان أردوغان ينفذ مخططا لتطهير الجيش التركي من الجنرالات والأدميرالات ممن يدينون بالولاء لحلف الناتو، وعين بدلا منهم مواليين لأفكاره المتشددة إضافة إلى مجموعة من الجنرالات على صلة بإيران والحرس الثوري.

وتؤكد وثائق نشرها الموقع في وقت سابق، أن أردوغان استبدل القادة الأتراك بالإسلاميين والقوميين الجدد المُصرين على تقويض حلف الناتو، حيث ساهم الضباط الإيرانيون في تحريك تركيا بعيدًا عن الناتو.