الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فطر الترفاس.. العلاج الطبيعي وغذاء الملوك في مطروح

فطر الترفاس
فطر الترفاس

يبدأ موسم جمع الترفاس أو الفقع أو الكمأة، مع قرب حلول شهر يناير من العام الجديد، من المناطق الصحراوية والذي يتميز بأهمية كبرى نظرًا لتهافت الدول العربية على شرائه لقيمته الغذائية العالية، بالإضافة إلي دخوله في العديد من الأدوية والعقاقير الطبية.

وتلعب الأمطار والرعد دوراً هاماً في وجود وفرة في هذا الفطر الذي ينمو دون تدخل من الإنسان فكلما زادت كمية الأمطار خاصة في شهري أكتوبر ونوفمبر مع الرعد كلما توفرت كمية كبيرة منه بينما تقل كميات الإنتاج في حالة قلة الأمطار .

ويتوقع بدو الصحراء أن يكون هناك قلة هذا العام لمحصول الترفاس لقلة الامطار هذا العام .

ويقول فايز قاسم من اهالي مطروح أن لترفاس من الفطور الراقية التي تنمو تحت سطح الأرض في الصحارى على أعماق متفاوتة تصل إلى ما بين 2 سم و50 سم ولا تظهر لها أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق، فلا ورق ولا زهر ولا جذر لها.

واضاف ان الكمأة تعرف في جميع الدول العربية ولكن تختلف أسماؤها ، فتعرف في السعودية بالفقع وفي بعض البلاد بالترفاس وبشجرة الأرض أو بيضة الأرض أو بيضة البلد أو العسقل أو بيضة النعامة.

وأشار إلى إن الترفاس عرفته منذ زمن بعيد شعوب الشرق الأوسط والشمال الأفريقي وأوروبا كما كان يقدم لملوك الرومان والإغريق كغذاء صحي، مضيفا أن أول من عرفه في مصر هو العالم "هينج" عام 1895، حيث عثر عليه بمنطقة العلمين.

وأوضح أن الكمأة أو الترفاس له قيمة طبية كبيرة، فعندما تم تحليل مادته تبين أنه يحتوى على نسبة بروتين تقدر بـ 9% ومواد نشويه بنسبة 13% ودهون بنسبة 1% كما يحتوى على نسب من الفيتامينات والحديد والفوسفور والكالسيوم وجميع هذه المكونات تجعله مقويا طبيعيا خاليا من المواد الكيميائية، كما تبين ، وأن ماء الترفاس أو الكمأة تعد مضادا حيويا مهما ضد البكتيريا وتعالج العديد من أمراض العيون، وكان العرب قديما يستخدمونه في علاج المياه البيضاء والزرقاء والرمد الربيعي، وقال عنه النبى (صلى الله عليه وسلم): "الكمأة من المن الذي أنزله الله على بنى إسرائيل وماؤها شفاء للعين".

وقال شريف عكوش العمامي، تاجر الترفاس أن هناك زيادة في الطلب على هذا الفطر الذي ينمو في مطروح وفي العديد من المناطق الصحراوية على مياه الأمطار.

وعن شكل الترفاس وكيف ينمو، يقول إن الترفاس ينمو على شكل البطاطس فى الصحارى، بالقرب من جذور الأشجار الضخمة، كشجر البلوط وشكله كروى لحمي رخو منتظم، وسطحه أملس أو درنى، ويختلف لونه من الأبيض إلى الأسود ويكون في أحجام تتفاوت وتختلف وقد يصغر بعضُها حتى يكونَ فى حجم حبَّة البندق أو يكبر ليصل إلى حجم البرتقالة.

وأضاف أن الترفاس له طعم مميز، وهو لذيذ الطعم وله رائحة عطرية، مشيرا إلى أنه الأعوام الخمس الأخيرة قل وجود هذا الفطر نتيجة لقلة سقوط الأمطار، بالإضافة إلى زيادة البحث عنه وإخراجه من الأرض بشكل عشوائى، ما قلل وجوده عاما بعد الآخر.

وأوضح، أن الترفاس منه عدة أنواع مثل الزيدى ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة، والخلاسي لونه أحمر وهو أصغر من الزيدى، وهو فى بعض المناطق ألذ وأغلى فى القيمة من الزيدى والجبى ولونه أسود إلى محمر، وهو صغير جدا، ومنه الأحمر وهو فقع نادر مرتفع الثمن ومنه الهوبر ولونه أسود وداخله أبيض وهو أردأ أنواع الكمأ، ويظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريبا.

وأكد أن الأسواق التي تبيع ثمرة فطر الترفاس الصحراوية أسواق من نوع خاص لأنه يقبل عليها فقط التجار والعرب وفي أوروبا، والسعر عادة قد يصل إلى 500 دولار للكيلو جرام، ويتم تصديره للخارج فور استخراجه من الأرض، لافتا إلى أن دول أوروبا تستخدمه فى بعض العقاقير الطبية، بينما يستخدم فى البلاد العربية كمقوٍ .