الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المطلوب من وزير الإعلام أسامة هيكل


في هذا المكان ومنذ عام ونصف بالتمام والكمال، كتبت مقالا بعنوان "الشعب يريد عودة وزارة الإعلام"، قلت فيه بوضوح ويمكن الرجوع لنص المقال أن إلغاء وزارة الإعلام في حكومة إبراهيم محلب الثانية، كان بدعة حكومية ما أنزل الله بها من سلطان، كما أن المناداة بهذا الطلب بعد ثورة يناير 2011 كان بدعة ثورية. ولم يؤدِ إلغاء وزارة الإعلام على مدى ثلاث سنوات ماضية، إلى تحقيق إنجاز إعلامي يذكر ويضاف للدولة المصرية.

بل العكس تمامًا لقد خلق فوضى وسيولة إعلامية، وتفتت داخل أجهزة وكيانات إعلامية عملاقة كانت تتبع وزارة الإعلام في الماضي، ثم أصبحت تركة ثقيلة تناقلتها أجهزة استشارية ضعيفة، مثل المجلس الأعلى للإعلام وغيره لم تقدر على إدارتها وهذا لا يحتاج إلى تدليل.

لكن اليوم ومع تعيين وزير إعلام جديد، هو السيد أسامة هيكل فينبغي الإعراب بداية عن سعادتي الشخصية بعودة هذه الوزارة للوجود، ليس فقط لأنه رجوع للحق، ولوزارة أصيلة لها أدوار مهولة. ولكن لأن عودة هذه الوزارة يلغي اوضاعا خاطئة كثيرة في الميديا الإعلامية.

وفي هذا المقال، وبعيدا عن العموميات، فأنا أرى أن هناك حاجة ماسة من جانب وزير الإعلام الجديد أسامة هيكل لدراسة ملفات وزارته بعناية تامة. والاحاطة التامة بالأذرع الإعلامية الضخمة للوطن، والعمل على تسييرها بما يخدم التنوير والحضارة والنمو والتنمية في البلاد.

فوجود وزير إعلام على رأس هذه الوزارة من جديد سيدفع إلى رسم سياسات إعلامية تناسب تطلعات الوطن والتحديات التي تجابهه من ناحية. وتناسب ما تمر به المنطقة من غليان وقلاقل وفتن ومؤامرات.

والمعنى بوضوح، أن يكون للوزير رؤية في تثوير الأذرع الإعلامية المصرية، والاستفادة من الإمكانيات الضخمة لماسبيرو والقنوات الأرضية والفضائية لمصر وعشرات الإذاعات العادية والمتخصصة، وما يتبع الوزارة من هيئة عامة للاستعلامات ومدينة للانتاج الإعلامي، ويعلم أن مهمة وزير الإعلام الأولى هى إطلاق حرية الرأي والتعبير وقيادة سفينة التنوير والتحضر. فالوقت الآن ليس شموليا ولا نعيش في مجتمعات مغلقة. ولكننا نعيش في عصر السماوات المفتوحة، ولابد ان تحدث حالة من التثوير داخل الأذراع الإعلامية للدولة المصرية، والدفع بطاقات شابة لهذه المباني العتيقة لإدارتها. والكف عن دعاوي الهدم والتصفية وتسريح الموظفين في التلفزيون أو النظر اليهم باعتبارهم عالة على الدولة – بالمناسبة لست موظفا في ماسبيرو ولا في أي جهاز إعلامي رسمي مصري-

ولكن الحقيقة، أن الطاقات الإعلامية لمصر داخل التلفزيون ثروة حقيقة لا ينبغي التفريط فيها، وهؤلاء مثل الفنانين والمفكرين والأدباء والمثقفين القوة الناعمة للبلاد.

كما لا ينبغي لوزير الإعلام، أن يتجاهل وجود حرب إعلامية قوية، وإذا كنا نرى في قطر وتركيا أعداء فإن لهؤلاء قنوات وأذرع لابد من مواجهتها بإعلام وطني حر مستنير، يرفع رايات الوطن ويعزز الوحدة الوطنية ويتصدى بقوة للأفكار الارهابية والمتطرفة والمؤامرات على مصر.

وفي هذا المقال وقد يثير هذا غضب البعض، فأنا أرى أن وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف في عصر مبارك، قد أضاف الكثير لقوة مصر الإعلامية بهذه الصروح التي أنشئت في عهده، ويكفينا مدينة الإنتاج الإعلامي، التى إذ أحسنت إدارتها واستعادت مجدها القديم، فهى قادرة على أن تدر ملايين الدولارات سنويا على الدولة، ويكفينا كذلك امتلاكنا لعشرات الإذاعات والقنوات التي يمكن وضع تصورات جديدة لتطويرها، للتعامل مع تطلعات وأحلام وأراء 100 مليون مصري.

وهنا لا أنكر أن امام وزير الإعلام أسامة هيكل مهمة عسيرة في الإمساك بناصية الإعلام من جديد، لكن المعيار الوحيد للتحرك، والذي ينبغي ان يكون في ذهنه طوال الوقت أن الحرية هى الوقود الحقيقى للإعلام القوي، أما التضييق والغلق والتقييد، فلن يقود إلا لظهور مجموعة من الجهلة يسيئون للوطن أكثر مما يفيدونه؟!

وهؤلاء سيدفعون ملايين المصريين، إن لم يكن الآن ففي المستقبل لمتابعة إعلام خارجي موجه له أهدافه وغاياته. لأن الموجودين أفقدوه الثقة تماما في إعلام بلده. 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط