الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ساعدهم فقتلوه| في ذكرى اغتيال النقراشي باشا.. كيف خطط الإخوان لقتل رئيس وزراء مصر

اغتيال النقراشي باشا
اغتيال النقراشي باشا

في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر عام 1948، فجعت مصر على واقعة اغتيال محمود فهمي النقراشي باشا رئيس وزراء مصر، على يد أحد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، عن عمر ناهز الـ 60 عاما داخل مبنى وزارة الداخلية بالقاهرة.

عملية اغتيال النقراشي باشا، خلال فترة ترأسه للحكومة المصرية في المرة الثانية، إذ انه تولى رئاسة الحكومة مرتين الأولى في 14 فبراير 1945م ولم تدم طويلا، والثانية في 9 ديسمبر 1946 والتي استمر فيها حتى اغتياله في 28 ديسمبر 1948م كانت ضمن سلسلة الاغتيالات التي شنتها جماعة الإخوان الإرهابية الإرهابية خاصة خلال النصف الثاني من عقد الأربعينيات من القرن الماضي.

ووفقا لكتاب «من داخل جماعة الإخوان المسلمين» للكاتبين يوسف ندا ودوجلاس تومسون، فإن عملية اغتيال النقراشي باشا والتي تمت داخل مبنى وزارة الداخلية، في صباح يوم 28 ديسمبر 1948، تمت في الوقت الذي كان النقراشي باشا يدخل فيه مبنى وزارة الداخلية وخلال اتجاهه للمصعد ومعه حراسه، كان قاتلة متنكرا في زي ملازم أول بالشرطة، وكان جالسا ينتظر وصول النقراشي باشا في بهو المبنى.

وفي الوقت الذي اقترب فيه النقراشي باشا إلى بهو مبنى وزارة الداخلية وقف الشاب الإخواني الذي تنكر في زي أحد ضباط الشرطة، وأدي التحية لرئيس الوزراء، ثم تبعه نحو المصعد، ثم أخرج من جيب سرواله مسدسا وأطلق ست طلقات، أصابت خمس منها النقراشى باشا، فطرحته قتيلا.

حاول قاتل النقراشي باشا الهرب لكنه لم يجد وسيلة، فحاول بعد عملية الاغتيال الانتحار، حيث صوب مسدسه باتجاه رأسه، ولكن الحرس تكاثروا حوله وقبضوا عليه، ليكتشفوا أنه شاب يدعى عبد المجيد أحمد حسن، عمره 21 سنة، طالب بكلية الطب البيطرى وعضو جماعة الإخوان الإرهابية.

ورغم مرور أكثر من 71 سنة على اغتيال النقراشي باشا على يد جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن جماعة الإخوان الإرهابية لم تتمكن من نفي التهمة عن نفسها أو تبرئة يدهات من دماء النقراشي باشا، حتى أن تلك الجماعة عملت على الترويح على أن اتهامها بدم النقراشي باشا هو من فعل العلمانيين والشيوعيين في محاولة منهم لتميع تلك الحادثة.

ووفقا لتاريخ النقراشي باشا فإنه لم يكن بالرجل الطارئ على السياسة المصرية، فقد كان وفديا، خرج من حزب الوفد ليشكل حزب السعديين، ومد يد العون لجماعة الإخوان في بدايتها على أساس أنها جماعة دعوية تحمل الخير على حد ما تظاهرت به في بداية أمرها، بمعنى أن الرجل لم يكن مواليا للإنجليز كي يعتبر قتله مفخرة وطنية بعرف جماعة الإخوان المسلمين، لكنه اختلف معهم وضاق بتنظيماتهم العسكرية، فأطلقوا عليه الرصاص.