الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موعد مع السعادة


ماذا لو استقبلنا أول يوم في السنة بذاكرة مفرمتة و قلب خال من كل شوائب الماضي العالق بين حناياه؟!.. لو عقدنا العزم وقررنا بكل حسم طرد جميع ما هو سلبي في البيت..الشارع.. العمل.. أو حتى الشأن العام، وركزنا فقط على الإيجابيات.. نعم.. الإيجابيات التي كثيرًا ما نغفل أو بمعنى أدق نتغافل عنها جراء ما تصدره لنا وسائل التواصل الاجتماعي و بعض القنوات الإعلامية المغرضة من شائعات وأخبار مضللة تهدف للإفساد المغلف بأكذوبة الرغبة في الإصلاح ؟!.. ماذا لو فكر من يريد التغيير في تغيير ذاته أولًا، وقبل أن يحاسب من حوله، يراجع حساباته الشخصية، وبكل ما أوتي من شجاعة يعترف أمام مرآته بأخطائه قبل مميزاته عله يتخلص من الأولى ويحصد ثمار الأخيرة..

ماذا لو توقفنا عن إهدار العمر في التغزل "بألا ممكن" والتحسر على ماض راح وولى..لو فتحنا نافذة قلوبنا ونحن على أهبة الاستعداد للقاء أحلى غد.. وبدلًا من إضاعة أموالنا على مساحيق وجراحات تجميلية لإخفاء خطوط طولية وعرضية حفرت على ملامح الوجه بفعل متاهة من الحزن،.. نجمل ذاتنا بتنقية مشاعرنا وتصفية نوايانا..ونبدأ أول يوم في السنة بمفكرة بيضاء تحمل أدوات تجهيز طاولة فرحتنا بكل ما لذ وطاب من أصناف الأمل والتفاؤل لعل أمنياتنا تباغتنا عنوة بضربة قدر فجائية، ودون سابق إنذار تأتينا بأحلامنا سواء كانت غرامية أو حتى مهنية.. 

ولمَ لا؟!،.. أليس الحب رزقا ونصيبا مكتوبا علينا، فلما القلق إذن طالما أنه سيطرق بوابتنا العاطفية حين يريد المولى عز وجل؟!.. كل ما علينا أن ننتظر هدية السماء بقلب شبه موارب ووجدان متعافى من تبعات خيباتنا السابقة كي لا نفسد سعادتنا بأي طارئ عشقي قد يقتحم هذا الفؤاد وبين غمضة عين وانتباهها يتسلل إلى روحنا لنعيش أجمل حكاية غرام .. 

أما لو كانت أهدافنا مهنية، فالعمل أيضًا رزق بيد الله سبحانه وتعالى،.. فلا داعي للخوف مهما واجهنا من صعوبات أو عصفت بنا رياح أعداء النجاح من كافة الجبهات، فكل ما يستطيعون فعله هو تنفيذ لإرادة خالق الكون.. فعلينا فقط أن نجتهد ونكافح وكلنا ثقة ويقين أنه لن يصح إلا الصحيح وعاجلًا أم آجلًا الغلبة ستكون لأصحاب الكفاءة والمهنية أيا كان مجال عملهم..

وأخيرًا وليس آخرًا، لو تكلمنا عن الشأن العام وما حدث من إنجازات سياسية، اقتصادية،اجتماعية، وصحية في وقت قياسي فلن تكفينا كتب ومجلدات.. يكفي أن نذهب إلى جولة تفقدية للمحاور، الكباري، الأنفاق، وطرق السفر المتعددة، أو نزور العاصمة الإدارية الجديدة حتى نتأكد أن أبناءنا على موعد مع السعادة..

فعلينا أن ننتهز فرصة العام الجديد لنسرد لأولادنا تفاصيل وهوامش ما حققناه من نجاحات في كافة المجالات، ونحن على يقين أن الأجمل قادم لا محالة.. فالصعب انتهى والأحلى آتٍ مع طلة الغد..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط