الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زلزال قد يطيح بـ أردوغان | قناة اسطنبول حكاية مشروع يهدد بقاء تركيا

أردوغان
أردوغان

يقوم الرئيس التركي رجب أردوغان بالعمل على كل ما يخدم مصالحه حتى وإن تعارضت مع مصالح مواطنيه أو أضرت خارجيًا بالدول الأخرى، وفي هذا يحضر أردوغان لعمل مشروع قناة بوسفور جديدة أو قناة اسطنبول، وذلك رغم التحذيرات التي تقول إن وجود هذه القناة يضر كثيرًا بالاقتصاد والبيئة، وفق ما ذكر تقرير لشبكة دي دبليو الألمانية.

وبعد أن خرجت بلدية اسطنبول من يد أردوغان وحزبه، يسعى للضغط على رئيس بلديتها الغير موال له "أكرم إمام أوغلو" لإمرار المشروع، إلا أن أوغلو يرفض، وهو ما دعى أردوغان لأن يقسم ويحلف بأن القناة ستبنى سواء قبلوا أو لم يقبلوا، وهو ما قد يؤدي إلى إندلاع موجات مظاهرات جديدة ضده، وانتشار حركات الغضب المتحفزة ضده بالأساس، والتي قد تؤدي إلى الحكم بضرورة رحيله.

وقالت الصحف التركية، في تقاريرها إن حلفاء أردوغان بالأمس صاروا خصومه اليوم، حيث يزداد الحراك السياسي ضده، خاصة من غريمة ووزير وزراءه السابق أحمد داود أوغلو.

ينوي الرئيس التركي إنشاء قناة تربط بين بحر مرمرة والبحر الأسود ويواجه مشروعه معارضة من حاكم إسطنبول إمام أوغلو.

وتخطط حكومة أردوغان لإيجاد قناة بوسفور ثانية ، تكون نسخة من المضيق البحري الذي يمر عبر إسطنبول، والمدينة التي تحتضن 16 مليون نسمة، في غرب المدينة سيتم بناء القناة الصناعية بطول 45 كيلومتر بموازاة البوسفور وربط البحر الأسود ببحر مرمرة، والهدف هو التخفيف من حركة السفن الكثيفة في البوسفور وتفادي وقوع حوادث، كما أعلنت دوائر حكومية.

ومنذ 2011 انطلقت أعمال التخطيط للمشروع، إلا أنها تجمدت طوال سنوات، لكن الآن قامت الحكومة التركية بالكشف مجددا عن تلك المخططات.

وأعلن أردوغان زاعمًا، أن المناقصة لبناء القناة سيتم الإعلان عنها، وقد تحققت وزارة البيئة والبناء الحضري من التوافق البيئي لمشروع البناء وكانت النتيجة "ايجابية".

ووصف إمام أوغلو المشروع بأنه "خيانة لإسطنبول" و "مشروع اغتيال" ويعد بأنَّ "16 مليون مواطن سيعارضون" .

وقد أتبع كلماته بأفعال إذ تخلى عن بروتوكول تعاون أبرمته إدارة المدينة السابقة مع الحكومة.

وتعود أسباب رفض رئيس بلدية إسطنبول وكذلك سكان المدينة وعلماء بالأساس إلى تكاليف البناء الباهظة والتحفظات الكبيرة من ناحية البيئة.

فالمشروع قد تكون له انعكاسات كبيرة على طبيعة المنطقة، كما يقول خبير البيئة، دوجاناي تولناي من جامعة إسطنبول.

فالقناة ستستهلك موارد مائية هامة، لأنه في الموقع الذي ستمر منه يوجد مخزون مياه إسطنبول، وهي تهدد النظام البيئي المعقد للمنطقة.

وتقدر التكاليف البناء الضخمة، إذ يتم الحديث رسميا عن نحو 11.5 مليار يورو، لكن خبراء يتوقعون تكاليف أكثر للقناة الجديدة. فالمشروع سيجري إنشاؤه "على حساب دافع الضرائب".

ويحذر منتقدون من أن القناة قد يكون لها مفعول سلبي على خطوط الانفصال التكتونية الموجودة تحت أرض إسطنبول وخطر زلازل أكبر سيكون العاقبة.