الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مقتل سليماني..وماذا بعد؟


مقتل قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني نقطة مفصلية كبيرة لها ما بعدها وفي توقيت قاتل في عملية محسوبة بدقة بعد ماوضعت غارة جوية شنتها الولايات المتحدة الأمريكية في الساعات الأولى للعام الجديد نهاية للعقل المدبر واغتيال قد يشعل ردا أكثر خطورة من مقتله ومواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات. 

ويبدو أننا في بداية العقد الجديد علي موعد مع مشهد مشابه لبدايات العقد الماضي وتحديدا في 2011 عندما تم استهداف بن لادن وما ترتب عليه من احلال وتبديل وتغيرات بمنطقة الشرق الاوسط سواء ربيعية ثورية اودموية داعشية وكلاهما تخريبيي لسيناريوهات تقسيم المقسم وتفتيت المفتت.

اغتيال سليمانى يمثل خسارة فادحة للأجندة الإقليمية لإيران فهومهندس العمليات العسكرية السرية الإيرانية والرجل الأول للمرشد الإيراني علي خاميني في الشرق الأوسط، والمسؤول عن جميع الأذرع العسكرية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان وفلسطين وكان له دور كبير في توسيع نفوذ إيران خارج حدودها الجغرافية. 
وجاء استهداف الولايات المتحدة لقاسم سليماني ضربة مباشرة للمرشد الإيراني علي خاميني وسياساته التي نالت من هيبة الدولة العظمي وفي اعقاب الاعتداء علي السفارة الامريكية ببغداد وضرب طائرة استطلاع امريكية في وقت سابق واستهداف شركة ارامكو السعودية بجانب الدور الإيراني في السنوات الاخيرة الذي تغيرت معه توازنات القوي بالمنطقة واصبحت هناك رغبة امريكية ملحة لرد الاعتبار والتأكيد على أن المصالح والوجود الأمريكي لن يسمح بالمساس به وان اية محاولة لتغيير التوزانات القائمة ستقابل بالردع رسالة اخري كان لابد من توجيهها لحلفاء واشنطن في المنطقة بأن بمقدورهم الاعتماد على القوة الامريكية.

البعض ربط بين توقيت اغتيال سليماني بحسابات الداخل الامريكي والمتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة التي يريد ترامب الفوز فيها بولاية ثانية الا ان رد الفعل الذي قد يأتي خلال أسابيع ربما ينهي آمال ترامب اذا ما طال الرد الانتقامي القاسي المصالح الامريكية كما توعد المرشد العام الايراني فعملية اغتيال سليماني ان كانت تمثل ضربة خطيرة لإيران فهي تمثل أيضا ضربة شديدة لأي أمل في تراجع التصعيد الإقليمي فطهران لن تترك لترامب حرية تغيير قواعد اللعبة او فرض سيناريوهات معينة من خلال الاغتيال.
لكن ماذا بعد الاستهداف والتحول الكبير في نمط المواجهة بين واشنطن وطهران نحن بالتاكيد علي مشارف مرحلة جديدة أخطر من التوترات. 
وخيار المواجهة التقليدية امر مستبعد فإيران لاتمتلك القدرة العسكرية أوالاقتصادية خاصة مع العقوبات المفروضة عليها اذن المواجهة وتصفية الحسابات ستكون بالوكالة واعتماد الردعبر الاذرع العسكرية بعموم المنطقة وهو ماصرح به خاميني عقب مقتل سيلماني وبالنسبة للولايات المتحدة فإن اي مواجهة مباشرة ستكون مكلفة جدا لها ولحلفائها . 
لكن اين ستكون المواجهة ومتي هوالسؤال التالي هل تكون باستهداف أهداف أمريكية في عدة مناطق ام تنحصر المواجهة في العراق خاصة وجماعة الحشد الشعبي الذراع الايراني في العراق تريد الانتقام لمقتل القيادي أبو مهدي المهندس وماذا عن حزب الله الذراع الاخر في جنوب لبنان كذلك انصار الله في شمال اليمن وحماس في فلسطين. 
وهل ستكون من خلال عمليات نوعية ضد اهدف عسكرية امريكية ام مصالح اقتصادية ام يكون باستهداف حلفائها في المنطقة وفي مقدمتهم إسرائيل. 

استنفار اذرع ايران لمواجهة الأهداف الأمريكية سوف يؤجج الصراع في الشرق الأوسط والخليج العربي لكن هل يتقلص النفوذ الايراني بغياب الشخصية المحورية المحركة للاحداث في العراق و لبنان هل يؤثر علي مجريات الامور علي ارض الواقع في سوريا واليمن وهل تتاثر حركة حماس بهذا الغياب هل تتغير معادلات اللعبة وتوازنات القوة في المنطقة العربية ..وفصل جديد في الشرق الاوسط مفتوح علي كافة الاحتمالات في مختلف الاصعدة والنزاعات .

 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط