الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زخارف فريدة ومخطوطات قيمة.. التاريخ يسكن في دير السريان بـ وادي النطرون

صدى البلد

وسط 4 أديرة أثرية يضمها وادي النطرون يتميز ديــر السريـان بأنه الأسهل في الوصول إليه، ويقع على مقربة مئات الأمتار من دير الأنبا بيشوى، وكشف لنا قصته وتاريخه د.محمد عبد اللطيف الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق.

قال عبد اللطيف: السريان هو أحسن الأديرة فى الوادى المعروفة لسهولة الوصول إليه ، ولجمال ما فيه من زخارف جصية فريدة بكنيسة العذراء فيها ، كما أنه أهم الأديرة التى تحوى أثمن المخطوطات القيمة التى تفيد الطلاب والباحثين فى أبحاثهم.

وتابع: هذا الدير كان يعرف باسم دير القديس "يوحنا كاما"،حيث توجد كنيسته فى الزاوية الشمالية وتدل أبنيتها على قدمها وأنها أقيمت مع سور الدير نفسه،ولم يكن السريان هم الذين بنوا ديرهم هذا.

ولكن حدث أنه وفد جماعة من رهبان السريان عام 984م وتوطنوا فى أحد الأديرة ثم استولوا عليه بعد ذلك فى زمن غير معروف تمامًا. وقد ذكر المؤرخ "أبو المكارم سعد الله ابن مسعود" على أن الدير المذكور قد بنى على اسم القديس "أبو كاما الأسود".

ويعتبر دير السريان من المزارات الهامة التى تجتذب السياح والحجاج كثيرًا،وسبب شهرته ترجع فى الغالب إلى وجود القلاية الأصلية التى كان يعتكف فيها الأنبا بيشوى،والنواة الأولى من مبانى هذا الدير ترجع إلى القرن التاسع للميلاد،وكذلك يؤيد العالم " ايفلين هوايت" ذلك التاريخ لكنيسة العذراء بالدير.

ويحتمل أن يكون حصن الدير، أقيم ما بين عام 840 : 850 م،نظرًا لما لاحظه على تصميمه البدائى،أما عن كنيسة العذراء فقد كان أعيد بناؤها على يد البطريرك "بنيامين الأول" فى القرن السابع للميلاد، والسريان استحوذوا عليها فى القرن الثامن.

وبعد هجمات البربر عليها أعاد أقامتها وإصلاحها بعض الأخوة قبل عام 850 م. واتبع فى تصميمها نظام القرن السادس الميلادى. أما عن الكنيسة المذكورة فلاشك أنها أهم وأحسن أثر معروف فى الوادى هى مثل ممتاز لكنيسة فاخرة عريقة فى القدم.

أما الأحجبة الخشبية ذات الحشوات المطعمة والأبواب الفاخرة بحشواتها المنقوشة برسوم بارزة دقيقة تعتبر من أقدم وأجمل الآثار النادرة الباقية فى الدير،ويرجع تاريخها إلى القرن العاشر أو أوائل القرن الحادى عشر غالبًا.

وتابع: والمكان المخصص للمرنمين Choir أقيمت عند مدخله الأبواب الدقيقة الصنع من خشب الصنوبر،ويرجع عهده إلى القرن التاسع للميلاد،وتحوطه القباب فى الجانبين ومنها اثنان من أنصاف القباب،وهى فى الغالب من أقدم الترتيب المعمارى الذى أتبع فى الكنائس وهى الحالة الوحيدة الباقية فى وادى النطرون.

وأردف أن أنصاف تلك القباب هذه تحوى رسومًا جصية طريفة بالألوان تختص بتاريخ حياة السيدة العذراء. ، وتزخرهياكل الكنيسة الثلاثة تزخر بالنقوش الجصية الشهيرة ويرجع تاريخها غالبًا للقرن العاشر الميلادى.

والنوافذ الكائنة فى هذه الهياكل تعتبر أقدم ما عرف فى مصر من النوافذ الجصية،كما أن ما تعشق فيها من مجموعة أو طاقم الزجاج جميل الرسم بديع التخطيط،ناهيك عما يشاهد هنا من نقوش رائعة على الجص المحفور على جدران الهياكل، ويعلوها أفريز طويل بحشوات ذات نقوش جميلة كما أن الأعمدة أشبه بأشجار النخيل.

ويشاهد في الدير مناظر الزهريات الغريبة وهى أشبه بالقلب مما يؤيد أثر الطابع المصرى القديم،وعلى جانبى الشرقية أو "القبلة" تحت نهاية الأفريز توجد عصابة رأسية الوضع طريفة،نقشت بمقرنص نباتى الشكل.

وهذه النقوش الجصية القديمة تشبه إلى حد كبير ما وجد من نقوش جصية فى جامع أحمد بن طولون التى ترجع إلى عام 879 م،هذا الشكل يقع شرق الرواق "الإيوان Porch" حيث يقع فى الغرب منه مبنى صغير آخر وفيه تقع البئر.

ويوجد فى ناحية من صحن الكنيسة فى داخل قبة نصفية الشكل منظر طريف لصور جصية بالألوان من القرن العاشر الميلادى وهى تمثل صعود السيد المسيح،وفى النهاية الغربية من الجناح الجنوبى توجد قلاية الأنبا بشوى وهى بلاشك من الأماكن ذات التاريخ الحافل والعريقة فى قدمها وهى من الأيام الأولى للدير ، وفيها كان القديس المذكور يناجى خالقه.

والمطعم فيمتد من الشرق إلى الغرب ويظهر من شكله أنه ليس المبنى الأصلى القديم،ويغلب أنه أقيم على أنقاض مبنى آخر أقدم منه عهدا ويسبق أسوار السور المؤرخة بعام 870 م.

أما القصر أو الحصن القديم فى الدير فهو أعلى القصور فى الوادى. وهو يتكون من أربعة طبقات بينما القصور فى الأديرة الأخرى تتكون من ثلاثة طوابق فقط. وتوجد كنيسة الملاك ميخائيل كالعادة فى الطابق الرابع منه بالحصن المذكور.