الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يعزف لـ عمر خيرت وأم كلثوم.. شاهد| عمر مختار أصغر عازف بيانو كفيف

عمر أصغر عازف بيانو
عمر أصغر عازف بيانو كفيف

تسبح النغمات تحت أصابعه لتخرج إلى النور، فيعزف ألحان «عمر خيرت» وموسيقى أغاني «أم كلثوم» برؤيته الخاصة، فمن بحر الظلام الدامس في عينيه تشرق النوتة بين يديه فتملئ قلوب جميع من حوله بشعاع تخشع له الأبصار وتحن له الآذان.

ولد "ابن سبعة" أشهر، وكان الفرحة الأولى لوالديه والولد الأول والوحيد قبل أن يرزق بأختين، هللت العائلة خلال سبوعه فرحًا بقدوم المولود الجديد، ولم يدرك أحد ما علة الطفل حتى مرور شهر على هذا اليوم.

اكتشاف الإصابة
لم يدرك أحد من العائلة بأن «عمر» لا يرى، لكن أسرته بدأت في ملاحظة عدم استجابة الطفل لأي مؤثرات ضوئية أو خارجية كأن يضع شخص ما يده أمام عين الطفل فجأة ويسحبها، مما أصابهم بالقلق ليكتشفوا بعد ذلك بأن طفلهم "كفيف كليًا" يعاني من "انفصال الشبكية" في كلتا العينين.

بمرور السنوات.. استطاعت أسرة «عمر مختار» بطل العزف على البيانو تخطي "الصدمة"، وبدلًا من "ندب حظهم" قرر الوالدين الأخذ بيد طفلهم ومساعدته في تخطي الأزمة عن طريق الانتباه إلى مواهبه ومعاملته كأي طفل عادي.

ببلوغه السنة الأولى اكتشف الوالدين "المعجزة" التي وهبها الله لـ عمر، حيث لاحظوا ميله إلى إصدار الألحان بالـ"تطبيل" على كل ما يجده أمامه من الترابيزات، الأطباق وحتى علب المناديل الخشبية، مما جعلهم يتتبعون تلك الموهبة لتنميتها.

العزف على البيانو
بعد تجربة عدة آلات وفرها له والديه مثل الكمانجا التي وجد صعوبة في التعامل معها، مرورًا بالجيتار وأخيرًا البيانو الذي عانقت أنامله الصغيرة مفاتيحه لتعلن عن بزوغ نجم "عازف صغير قوي" يستطيع تقليد كل ما يسمعه ويبتكر منه ألحانًا جديدة وهو يبلغ من العمر 8 سنوات فقط.

أبدع العازف الصغير «عمر محمد مختار» في عزف أشهر مقطوعات الملحن الكبير «عمر خيرت» والتي رصدها موقع «صدى البلد» خلال زيارة منزله ومشاركته لحظات يومه، يقول عمر بأنه أحب عزف موسيقى أغاني كوكب الشرق، وعبر عن رغبته الشديدة في أن "يعزف ولو لمرة واحدة إلى جانب ملحنه المفضل عمر خيرت".

يدرس عمر في مدرسة للغات، فإلى جانب العزف تميز في دراسته واحتل مكانة كبيرة في قلوب مدرسيه وزملائه بذكائه و"لماضته" وحسه الساخر، فدائمًا ما يطلق جمله الساخرة التي تعبر عن مدى ثقته بنفسه مما يأثر قلب كل من يعرفه، لم يتوقف حبه للعزف عند البيانو فقط بل تعلم استخدام "الطبلة" وأبدع فيها، بالإضافة إلى مشاركته في عدة حفلات آخرها حفل كبير في دار الأوبرا المصرية.

حياته اليومية
لطالما اعتبره والديه "هبة من الله"، طفل يمتلك المعجزات، لم يتعاملوا معه كطفل ينقصه أي شئ، بل حاولوا تزويده بكل ما يساعده على الاستقلال بنفسه والاعتماد عليها، فيشارك أختيه ووالدته في أعمال المنزل، يصنع فطوره بنفسه، يمارس عاداته اليومية دون الحاجة للمساعدة، بالإضافة إلى إدراكه لحالته جيدًا واستطاعته التحدث عنها إلى أي شخص بكل ثقة دون أي خجل.