الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وقف إطلاق النار.. لماذا تراجع أردوغان عن غزو ليبيا ولعب دور الوسيط؟

صدى البلد

تحول الموقف التركي فيما يخص ليبيا بشكل مفاجئ من إرسال قوات عسكرية لمساعدة حكومة الوفاق بقياد السراج في طرابلس، إلى اعتبار نفسها وسيط لوقف إطلاق النار، عقب اللقاء الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول، اليوم الأربعاء، ما اثار العديد من التساؤلات حول الأسباب التي حولت الموقف التركي من الأزمة الليبية، وهو ما نستعرضه في هذا التقرير:

يحتاج أردوغان إلى عدة طرق لإرسال قواته إلى ليبيا، أما عن طريق البحر، وهو ما سيفشل فيه بسبب يقظة البحرية المصرية، وهو ما ظهر مؤخرا في التدريبات والمناورات العسكرية التي أجرتها البحرية المصرية، وأما عن طريق الجو وهو ما سيفشل فيه أيضا بسبب عدم وجود غطاء جوي، أو قوات دفاع جوي تحمي هذه الطائرات من القصف، وأما عن طريق دولة مجاورة، وهو ما رفضته جميع الدول المجاورة لليبيا.

يقظة البحرية المصرية.

قد فكر أردوغان في نقل قواته إلى ليبيا عبر البحر، وهو ما سيفشل فيه بالطبع، بسبب يقظة البحرية المصرية، بجميع قواتها في البحر المتوسط، وذلك لحماية المياه الإقليمية المصرية.

وقامت القوات البحرية بتنفيذ عملية برمائيه كاملة بإحدى مناطق البحر المتوسط، وذلك باشتراك حاملة المروحيات جمال عبد الناصر ومجموعتها القتالية والتي شملت الفرقاطات طراز (جو ويند) و طراز (بيرى) ولنشات صواريخ طراز (سليمان عزت)، إضافة إلى إحدى الغواصات الألمانية الحديثة طراز (209) وعدد من وحدات مكافحة الغواصات وعناصر متعددة من القوات الخاصة البحرية.

و شهد التدريب اشتراك القوات الجوية والذي جاء متمثلا في اشتراك الهليكوبتر الحديثة طراز( كاموف) وطائرات ( الأباتشي ) وطائرات (f-16)، إضافة إلى الطائرات طراز (شينوك)، في ظل وقاية من عناصر الدفاع الجوي واشتراك مجموعات قتالية من قوات المظلات والصاعقة، إضافة إلى مجموعة قتالية خاصة من قوات المنطقة الشمالية العسكرية.

الغطاء الجوي
قد يعتقد البعض إمكانية نقل تركيا قواتها العسكرية إلى ليبيا عبر الطيران الحربي، وهو ما سيفشل فيه أردوغان بالطبع بسبب عدم وجود غطاء جوي لهذه الطائرات في الداخل الليبي، لفقدان حكومة الوفاق امتلاكها لنظام دفاع جوي يحمي قوات أردوغان من الوصول إلى طرابلس بأمان.

قد تتعرض هذه الطائرات للقصف من جانب قوات الجيش الوطني الليبي في أي لحظة، وهو ما ألغى هذه الفكرة بالطبع من رأس أردوغان.

الرفض الجزائري

أجرى وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو زيارة مفاجئة إلى الجزائر وذلك بهدف سري وهو محاولة إقناع نظام الرئيس عبد المجيد تبون، بعقد تحالف مع تركيا، وهو ما يسمح بإدخال قوات تركية إلى ليبيا عبر الجزائر، تلك الدولة المتاخمة لليبيا.

وقال الرئيس الجزائري في تصريحات له: "نرفض التدخل في شؤون الدول الأخرى، نتصدى بكل قوة لأي محاولة للتدخل في شؤونها الوطنية، وهي المبادئ التي تبقى تشكل ركيزة التزامها إزاء السلم والأمن في منطقتها وفي المغرب العربي وإفريقيا والعالم".

يتضح من التصريحات الجزائرية فشل اردوغان ووزير خارجيته في إقناع الجزائر بمساعدة قواته في الدخول إلى ليبيا.

تبرأ تونسي
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة مفاجئة إلى تونس، حيث التقى نظيره التونسي قيس سعيد، وذلك في محاولة أخرى لإقناعه بالتحالف معه في إدخال قواته عبر أراضيه إلى ليبيا، المجاورة لتونس، إلا أن جميع التقارير أفادت بفشل أردوغان في اقناع قيس سعيد، بالتحالف معه، ومساعدته على غزو ليبيا.

وطالب الرئيس التونسي الجميع في ليبيا بالحوار، وإنهاء الصراع الدائر منذ سنوات عبر حوار ليبي، دون تدخل من أي الدول الخارجية في الشأن الليبي.

يتضح من جميع ما سبق فشل أردوغان الكبير في إيجاد طريقة أمنة تسهل غزو قواته للأراضي الليبية، وهو ما جعله يلجأ إلى عقد الاتفاق مع روسيا لوقف إطلاق النار في ليبيا، دون إرسال قوات تحارب إلى جانب حكومة السراج.